بلغت «24» مشروعاً بأكثر من «3» مليارات دولار إعداد: فتحية موسى السيد كانت ومازالت العلاقات السودانية القطرية أزلية ومتطورة في كل المجالات السياسية والاقتصادية وخاصة الاستثمارية، حيث لجأت الشركات القطرية إلى الاستثمار في المجالات الصناعية والزراعية والخدمية، فيما بلغت جملة المشروعات «18» مشروعاً شملت ستة مشروعات في القطاع الصناعي، و «11» مشروعاً في القطاع الخدمي، ومشروعاً واحداً في القطاع الزراعي، الى جانب تنفيذ مشروعات استثمارية عديدة في البلاد فى مجالات الزراعة، وبلغ حجم الاستثمارات القطرية الحالية في البلاد أكثر من ملياري دولار ويتوقع أن تقفز إلى أكثر من «3» مليارات مع دخول قطاعات جديدة كدخول شركة قطر للتعدين التي سوف تعمل في «7» مربعات، ومتوقع أن تستثمر بأكثر من مليار دولار في هذا المجال، كما نفذت شركة حصاد القطرية مشروعاً زراعياً بولاية سنار، وفي مجال الثروة الحيوانية تقوم شركة مواشي القطرية بالاستثمار فى مجال الإنتاج الحيواني في البلاد لتغطية احتياجات السوق القطري من اللحوم والمواشي السودانية، كما تقوم شركة الديار القطرية بالاستثمار في مجال العقارات بإقامة المجمعات السكنية الاستثمارية بالخرطوم كمشروع مشيرب الذي يقع على ضفاف النيل الأزرق بالخرطوم بحري ويضم ثماني بنايات ضخمة باعتباره سكناً استثمارياً، حيت بدأت في تسليم عمارتين سكنيتين إلى أصحابها، بينما دخلت شركة بروة القطرية الاستثمار في المجال العقاري بولاية الجزيرة في مشروع مدينة دريم لاند السكنية التي يمتلكها رجل الأعمال المصري أحمد بهجت بالحصول على مساحة في المدينة السكنية تعكف الآن على استثمارها، كما دخل عدد من الشركات القطرية الأخرى الاستثمار في مجال الأدوية بالبلاد وفي كل المجالات، الى جانب طرح المشروعات الحكومية المطروحة للخصخصة، والانتقال بعلاقات البلدين إلى خانة الشراكة الاقتصادية بمشاركة نحو «95» من الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين القطريين، ووضع رأس المال القطري عدداً من اللبنات الحقيقية لمرحلته الثانية في بنائه الإستراتيجي الرامي لتأسيس شراكة اقتصادية مع السودان وتحقيقاً لشعار تلك الشراكة. ويرى خبراء اقتصاديون أن الانفتاح القطري على السودان يبشر ببناء تحالف اقتصادي ربما يصبح أنموذجاً حقيقياً في مجال الاستثمار الجاد، مشيرين إلى اتجاه قطر للاستثمار في مجالات الزراعة والصناعة والمعادن والنفط والنقل والطرق إلى جانب مشروعات الولايات المختلفة. قطر تحتل المرتبة السادسة وعطفاً على ما سبق يرى مراقبون وخبراء اقتصاديون أن استثمارات قطر بالسودان جاءت مواكبة للرؤية الإستراتيجية للاستثمار في البلاد بمشروعات مختلفة. ومن جهته رأى مستشار البنك الدولي التيجاني الطيب ل «الإنتباهة» أن الاستثمارات القطرية المصدقة قد بلغ عددها حتى الآن نحو «24» مشروعا بمختلف القطاعات بحجم يقارب ملياري دولار أميركي، مشيراً إلى تمركز تلك المشروعات في مجال الخدمات التي بلغ عدد المشروعات المصدقة فيها نحو «13» مشروعاً، مؤكداً أن حجم العمالة السودانية في المشروعات القطرية المختلفة قد وصل نحو «2500» عامل لاحتلال الاستثمارات القطرية المرتبة السادسة من بين الدول المستثمرة في البلاد. ولم يستبعد الطيب ارتفاع حجم الاستثمارات القطرية إلى نحو «4» مليارات دولار أميركي، متوقعاً في الوقت ذاته أن تلعب استثمارات قطر دوراً محورياً خاصة في قطاعات الزراعة والصناعة الاستراتيجية. ولعل الزيارات المتكررة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير الى قطر خلال هذا العام التي فاقت ثلاث زيارات، تؤكد حرص القيادة بالبلاد على استقطاب الاستثمارات القطرية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين واتاحة فرص العمل للسودانيين بقطر، الى جانب تنظيم هذه الهجرة للاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني الخير على قدوم الواردين وكما يتوقع المراقبون، سيما بتولي الشيخ تميم بن حمد آل ثان أمير دولة قطر مقاليد الحكم بالبلاد، بشريات جديدة، ولا شك أن الخير على قدوم الواردين وسيره على نهج والده الشيخ حمد آل ثان في دفع وسير العلاقات الاقتصادية السودانية القطرية فى نفس الاتجاه خلال المرحلة المقبلة، وهناك ايضاً توقعات تشير إلى أن الفترة القادمة ستشهد ارتفاعاً في حجم الاستثمارات بين البلدين، خاصة أن هناك رغبة مشتركة لدى قيادتي البلدين في العمل على تفعيل وترقية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية أسوة بالعلاقات السياسية التي تعتبر أنموذجاً طيباً لعلاقات الأشقاء. تمويل سد مروي ولقد ساهمت قطر بتقديم قرض لمشروع سد مروي بمبلغ «15» مليون دولار، وفي ظل تزايد الاستثمارات والسباق نحو الفوز بالفرصة الاستثمارية برزت الاستثمارات القطرية واحتلت نصيبها الأكبر، وأيضاً ساهمت دولة قطر في تمويل مشروع تشييد سدي عطبرة وستيت، اضافة الى الفنادق والمتاحف الجديدة فى السودان. ولا شك أن وجود دولة قطر في السودان يمثل الركيزة الأساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية، بجانب ترجمة العلاقة الأزلية بين البلدين الى واقع ينظم المصالح المشتركة من خلال تبادل الوفود على أعلى المستويات في الفترات الماضية، مما أثمر تشكيل مجلس الأعمال القطري السوداني المشترك، بجانب إنشاء شركة قابضة بين الجانبين تقوم بالاستثمار في مجالات متعددة بهدف التأسيس لإقامة شراكات استراتيجية مع قطر على المدى الطويل. والسودان كان دائماً محط تقدير واهتمام قطر، وهناك رغبة مؤكدة للجانب القطري في تطوير تلك العلاقات، فالمتابع للعلاقات يلحظ أن دولة قطر دخلت في عدة مشروعات خلال الفترة الماضية. زيارات متبادلة الزيارات المتبادلة للرؤساء والمسؤولين في البلدين شكلت بكل المقاييس لبنة أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وهدفت إلى إيجاد شراكات إستراتيجية في كل المجالات السياسية والاقتصادية، وتعد دعماً كبيراً للعلاقات الأخوية الممتازة بين دولة قطر والسودان، خاصة مع وجود إرادة قوية لدى قيادتي البلدين لدعم وتفعيل هذه العلاقات، والثقة الكاملة التي أبدتها الحكومة في الاستثمارات القطرية خلال الملتقى الاستثماري القطري الماضى في أن تشهد المرحلة المقبلة انفتاحاً كبيراً في دخول الاستثمارات اعتماداً على التجارب الناجحة التي ابتدرها عدد من كبرى الشركات القطرية بالسودان، مما يساهم في تأسيس لبنة إستراتيجية في التعاون الاقتصادي المشترك.