أهمية قيام جاليات سودانية بالمهاجر والمغتربات لا تخفى على أحد.. ففيها يلتئم شمل السودانيين.. يتفقدون بعضهم.. يمارسون نشاطاتهم المتعددة.. ويتبادلون فيما بينهم المصالح الاكاديمية والاجتماعية والثقافية.. يستطيعون من خلال قيام جاليات معافاة تسريع اجراءات الموتى والمصابين في الحوادث المختلفة.. وتحسس المشكلات العائلية التي يمكن ان تعصف ببيوت وابناء ومستقبل.. ومعالجة المشكلات المادية لبعض الاسر والافراد جراء ظروف متباينة.. وكل صور التكافل الاجتماعي الذي انطبع في وجدان كل سوداني وسودانية، كما أن الجاليات تسهم في عكس الانشطة الثقافية والاعلامية والتعريف بثقافة وتاريخ وعراقة الشعب السوداني، اضافة الى تبني المواهب المختلفة وضمان ممارسة المغتربين الذين الجأتهم ظروفهم للاغتراب نشاطاتهم الابداعية في المجالات المتعددة.. كما ان الجاليات يمكن ان تلعب دوراً مهماً في الجانب التعليمي الذي يؤرق خاطر الأسر السودانية في ما يتعلق بمستقبل ابنائها، وذلك من خلال التباحث والتفاكر في ضمان مستقبل اكاديمي لابناء المغتربين من خلال مشروعات جماعية «جامعة المغتربين» وغيرها من سبل لطمأنة الاسر إلى مستقبل اولادها. غير ان آفة التشظي والانقسام الاميبي السودانية تسربت من داخل البلاد ولحقت الناس في مغترباتهم وجالياتهم .. فتقسم الناس واختلفوا.. واكبر اسباب هذه الخلافات تتمثل في الاستقطاب السياسي.. وحب الوجاهات والظهور.. ومرض الكنكشة العجيب.. وتضخم امراض الغربة وعقدها.. وبعضهم يفشل في حياته الخاصة.. او تتكسر قوافل أحلامه التي جاء بها.. فيصنع لنفسه اوهاماً يحدثها فيها أنه خير من يقود الناس ويخدمهم.. واغرب الاشياء تتمثل في التصارع على خدمة الناس.. وإنك لتحار في هؤلاء البشر من اين لهم كل هذا الوقت.. ومن اكبر الاسباب عزوف نفر كبير عن ولوج العمل العام لانشغالهم بحياتهم الخاصة وطوموحاتهم التي جاءوا من أجلها.. وبعضهم يؤثر السلامة.. والآخر يتجنب المحافل التي يكون عليه فيها ان يتحسس جيبه .. شهر رمضان المبارك .. شهر تواصل وخير ورحمة.. وإني لآمل من كل الجاليات ان تتداعى لإصلاح ذات البين وترميم الخلافات الشخصية.. وتأسيس وعي مشترك وتفاهم على الحد الأدنى ونقاط التلاقي والاتفاق المتمثلة في اقصاء الشأن السياسي.. والعكوف على رفد الابناء ثقافياً وأكاديمياً.. والتعاضد الاجتماعي.. وعكس الثقافة السودانية.