ولاية شمال كردفان لها ماضي ذهبي في العملية التعليمية حيث كانت تحرز المراكز المتقدمة من بين ولايات السودان على مستوى المدارس والطلاب، بل يشار لها بالبنان وليس ببعيد عندما كانت تحتضن كردفان أكبر المدارس القومية مدرسة (خورطقت) وغيرها من المدارس التي تنافس بقوة في نتائج الشهادة السودانية وغابت كل هذه الإشراقات التي كانت تشرِّف الولاية عقدين من الزمان، ولكن وحسب آخر تقرير دقيق أعدته وزارة التربية والتعليم بالولاية تضمن نتائج سابقة وهذا العام «2013م» وهذا التقرير أوضح تقدماً ملحوظاً في نسبة النجاح حيث بلغت النسبة للمدارس الحكومية «72,3 %» والخاصة «77,6%» وهذه النسب مأخوذة من عددية كبيرة من الطلاب الجالسين البالغ عددهم «25056» من جملة «217» مدرسة، والمدارس التي أحرزت نسبة نجاح «100%» «22» مدرسة والطلاب الذين فاقت نسبة تحصيلهم «90%» «32» طالباً، فيما اقتحمن ثلاث من الطالبات قائمة الشرف على المستوى القومي من بينهن الطالبة بدرية الفضل عيد التي احتلت المركز الثالث هذا فضلاً عن إحراز الطالبة نسيبة عبد العزيز المرتبة الأولى على مستوى السودان في التعليم الفني القسم التجاري، وهناك تقدم في نسبة النجاح بالمحليات مقارنة بالمستويات في الأعوام الأخيرة، الأستاذ إسماعيل مكي إسماعيل مدير عام التعليم بولاية شمال كردفان أوضح بكل شفافية أن الولاية أصبحت تحقق تقدماً عاماً بعد عام في نتائج الشهادة السودانية وأخرها نتيجة العام «2013م» مبيناً أن النجاح جاء نتيجة للتخطيط الذي وضعته الوزارة وجاء دعمه من قبل حكومة الولاية والمجالس التربوية والمنظمات وكل الجهات المساهمة في العملية التعليمية مما أدى ذلك لتنفيذ خطة الوزارة، وأشار الأستاذ إسماعيل إلى الدور الكبير للمعلمين في تحقيق هذه النتيجة الإيجابية، وقال إن حكومة الولاية صرفت «24%» من مال التنمية للتعليم. وأضاف أن الوزارة أقامت معسكرات بالمحليات للطلاب ومعسكر نموذجي برئاسة الولاية للطلاب النوابغ كل ذلك جاء قبل الامتحانات استهدف في المراجعة والتركيز وحل الامتحانات السابقة، وهنالك امتحانات تجريبية قبل دخول المعسكر مما أسهم ذلك في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي لدى الطلاب وانعكس إيجاباً في نتيجة هذا العام وقال مدير التعليم إن الولاية تحتاج لدعم مركزي وتضافر كل الجهود. لأن الولاية تستقبل الطلاب الوافدين من دارفور بود بندة وغبيش، ومن جنوب كردفان في أبوزبد وشيكان وأم روابة والرهد وعدد هؤلاء الطلاب من الولايات المجاورة في شمال كردفان بلغ «16» ألف في مرحلة الأساس و«3» آلاف في مرحلة الثانوي، ومبيناً أن الولاية تحتاج لبناء «36» فصلاً ثانوياً وذلك لأن الولاية تستوعب كل الناجحين من الأساس سنوياً وتم تشييد البعض منها بمساهمة مقدرة من المجالس التربوية والخيرين. ولاية مثل شمال كردفان بها «545» ألف طالب بالأساس و«55» ألف بالثانوي فلابد من بنيات متكاملة لاستيعاب هذه العددية الكبيرة من الطلاب بالفعل هناك مدارس مشيدة بصورة جيدة ساهمت فيها حكومة الولاية والمنظمات ومشروع النائب الأول لرئيس الجمهورية وأهل البر والإحسان ولكن ما زالت الولاية مدارسها وبنياتها التعليمية تحتاج لعمل كبير خاصة أن شمال كردفان بدأت في خطوات مدروسة وعلمية في تحقيق النجاح تلو النجاح مما جعل تلك الولاية تسترد عافيتها وتأتي في المرتبة الثالثة في ترتيب نتيجة الشهادة السودانية لهذا العام بعد ولايتي الخرطوم والجزيرة، ومن خلال المقارنات التي عدّدها الأستاذ عبد الواحد حمد النيل مدير إدارة شؤون الطلاب والامتحانات اتضح أن هنالك زيادة في عدد المدارس والطلاب في مرحلتي الأساس والثانوي وجميع المساقات المختلفة وهناك ارتفاع في نسب النجاح بالمدارس والطلاب مما ارتفع بتقدير الولاية على مستوى السودان وغيرها من الأرقام التي أكدت النجاح الذي أحرزته الولاية.. ومن هنا لا بد من الإشادة بقيادات وزارة التربية والتعليم بولاية شمال كردفان والمعلمين والمجالس التربوية والمنظمات المساهمة والداعمة وقبل ذلك المعلمين الذين قادوا العملية التربوية والتعليمية للنجاح والتفوق، وندعو جميع أبناء الولاية بالداخل والخارج الإسهام في النهوض بالتعليم لأن الولاية ما زالت متأخرة والطريق ما زال طويلاً نطمح ونأمل أن تكون شمال كردفان في مواقع متقدمة أكثر وهذا ليس بغريب عليها والتاريخ يشهد بذلك. هذا وقد احتفلت وزارة التربية والتعليم عبر كرنفال احتفالي كبير بمقر رئاسة الوزارة شهده جمع غفير من القيادات وأسر المتفوقين تكريماً للطلاب والمعلمين والمساهمين في تحقيق النجاح إلى ذلك أشاد الأستاذ معتصم زاكي الدين والي الولاية بنتائج هذا العام مؤكداً اهتمام الحكومة بالتعليم ودعمه، من جانبه أبان وزير التربية والتعليم الأستاذ الطيب حمد أبو ريدة استمرارية وزارته في المحافظة على النجاح والتقدم لمراتب أعلى خدمة وتنمية لإنسان الولاية.