مر التاسع من يوليو ومازالت بعض الاقلام تتباكى وتذرف الدموع على وحدة الوهم والحرب والدمار، وكان منبر السلام العادل قد اطلق على يوم التاسع من يوليو يوم الفرح الاكبر والاستقلال الحقيقي للبلاد، وذلك عندما احتفل بمقره الرئيس وقاد مواكب الفرح التي تدفقت على طول شارع الغابة، واستجابت جموع المواطنين لهذا اليوم التاريخى المهم للسودان الشمالى.. ولكي لا ننسى تورد «منبريات» مقتطفات من ذلك اليوم وتلك الاحتفائية التي تداخلت فيها المشاعر الفياضة بالفرح وأشعلت فرقة السحر الحماس، وعلت التكبيرات سماء المقرن الذي تحول فيه شارع «الغابة» الى جنة خضراء زاهية فلا غابة بعد اليوم والحمد لله.. المهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل رحب بالحضور الكريم لدى مخاطبته الاحتفال التاريخي الذي شهدته جموع غفيرة من المواطنين، ووثقه معظم القنوات الفضائية والمحلية وعدد كبير من اهل الصحافة والرأي والوكالات العالمية والإقليمية. وقال المهندس الطيب مصطفى: ينبغى أن نجزل شكرنا لله سبحانه وتعالى على هذا اليوم التاريخى المهم، والذى هرمنا فى انتظاره كثيراً وقد ذبحنا اليوم هذا العجل لأنه يرمز الى الوحدة تشبيهاً بعجل السامرى، وأكد أن بعض الافاكين والبكائين والذين ينتمون الى قبيلة النعام، اشاروا إلى أن الخرطوم تسبح فى بحر من الدموع، وحمد الله كثيراً على هذا اليوم الذى يعتبر يوم الاستقلال الحقيقى للشمال، واستشهد بأنه اذا اصاب السرطان يد انسان سيضطر الى قطعها.. وتساءل قائلاً: ما هى فائدة مليون ميل مربع وربعها مصاب بالسرطان، واشار الى ان منبر السلام العادل منذ أن صدح برأيه حول علاقة الشمال بالجنوب كان يمتلك الاجابة عن اي سؤال بالحجة والمنطق. وأكد أن اكثر من ستين عاماً ضيعناها فى وهم الوحدة الكذوب، بعد ان سالت دماء كثيرة ودموع واهدرت موارد وطاقات، وقال كنا منقادين بالعاطفة، وكنا خائفين من المجهول، وقال إن مرحلة الجمهورية الاولى كانت مرحلة تيه، وجمع فيها المتناقضون، وأكد أن الانفصال يعتبر بمثابة عافية للشمال لأن أرقام مستويات التعليم والصحة والشفافية كانت تخرج متوسط الشمال والجنوب مع بعض، وأن مسألة أن يكون السودان فى الذيلية قد انتهت . وأكد للحضور أن الطريق أصبح ممهداً ومفتوحاً لعضوية المنبر في اكتساح الانتخابات القادمة، فقط نحتاج الى الصدق والثبات، وأن ننداح فى هذا الشارع الذى سيبادلكم حبا بحب، لأنكم انتم من تصديتم لقضاياه المصيرية، وسيكافئكم على تبصيركم له بالمصائب التى تحيط به، وأن المنبر هو من قام بقيادة حملة شرسة ضد مفوضية غير المسلمين عند مطالبتها بإجراء تغيير فى القانون الجنائي ليصبح أكثر «دغمسة». وأيضاً اشار الى تصدى المنبر الى اتفاق اديس الاطارى الذي سيعيد نيفاشا مرة اخرى، وطالب الشباب بحماسهم الزائد بالتصدى لعملاء الحركة بالشمال الذين مازالوا يرفعون شعار الجنوب الجديد، ويجب تطهير جنوب كردفان والنيل الازرق من ذيول نيفاشا، وقال إننا سنزيلها تماماً مثل ما أزلنا الحركة الأم، وحتى يصبح السودان الشمالى خالصاً بهويته، وطالب بخروج الذين يتحدثون عن مشروع السودان الجديد، وقال إن المنبر سيكون له تأثير واضح فى الساحة السياسية، وهذا ما أكده العلمانيون فى كتاباتهم، وسيظل المنبر يطالب بالاحتكام الى شرع الله خاصة أن الشمال قد اصبح كله مسلماً بعد انفصال الجنوب. من أقوال الرئيس:منبر السلام العادل أمل السودان القادم وأشار خلال حديثه في الندوة إلى أن منبر السلام العادل بدأ كفكرة وصدع برأى كان السودان يحتاج اليه كثيراً، وعندما تحدث المنبر بأن الجنوب والشمال شعبان كان خطأ تاريخياً بأن يوحد بينهما، وأكد أن مشكلة الجنوب هى التى عطلت مسيرة السودان وجعلته متخلفاً، مؤكداً أن الانجليز هم من صنع هذه المشكلة، واضاف قائلاً: لذلك صدع المنبر برأيه الصائب والشجاع بفصل الشعبين اللذين لا يوجد رابط بينهما، واكد أن الجنوبيين لم يطلبوا في يوم من الايام الوحدة مع الشمال وذلك منذ مؤتمر جوبا في عام 1947م الذي زور وباعتراف جون ربونسن. لا للحوار مع العملاء وأكد أن منبر السلام العادل سيواصل نهجه الذي قام من أجله في تبصير الغافلين عن قضايا الوطن، وقال: لن نخذلكم إن شاء الله وسنواصل مواجهة مشروع السودان الجديد الذي يمضي في غاياته على قدم وساق. وأضاف قائلاً: هذا ما اكده باقان اموم خلال حوار صحفى اجرى معه، وقال فيه إن مشروع السودان الجديد غير مرهون بالوحدة والانفصال، مؤكداً أن الحركة الشعبية مازالت تحتفظ باسمها «الحركة الشعبية للتحريرالسودان» حتى بعد أن اصبحت لهم دولة. وأكد أن وثيقة الفجرالجديد تعتبر إحدى آليات مشروع السودان الجديد، مؤكداً أن هذه الوثيقة تعتبر خطراً على امننا القومى، كما عدد مخاطرها المتمثلة في طمس هوية السودان الإسلامية.