{ رمضان في أبو حُجار تراحم وتكافل.. مدينة أبو حجار إحدى مدن ولاية سنار عاصمة مملكة الفونج والدولة السنارية القديمة التي أسسها الزعيمان العظيمان عمارة دنقس، وعبد الله جماع من خلال تحالف سياسي يُعتبر من أفضل النماذج التي مثلت إضاءة وتجربة راسخة من ميراث أهل السودان في الحكم والإدارة والسياسة. مدينة أبو حجار إحدى محليات ولاية سنار الغنية بمواردها الزراعية والحيوانية خطت هذه الأيام ومن خلال شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة والتكافل والصدقات الجارية خطوات موفقة تستحق التقدير والإشادة، انطلاقاً من باب تشجيع أعمال البر والتكافل والتراحم التي تساهم في إعادة تماسك لحمة المجتمع وتحقيق قيم التزكية والتعاون والإيثار، وهي من القيم الإسلامية النبيلة التي دعا إليها الإسلام ونادى إليها بقوة. تحت شعار الوثبة الأولى للقلوب الرحيمة، ومن خلال برنامج الغرس الطيب وبتمويل من الغرفة التجارية بولاية الخرطوم وبعض الخيرين قام برنامج الغرس الطيب بمحلية أبو حجار، وهو عبارة عن مبادرة ابتدعها السيّد أحمد عجب الفيه معتمد محلية أبوحجار، تمثل البرنامج في تمليك ثلاجات وأكشاك للنساء التائبات من صناعة الخمور البلدية، وتمليك دراجات بخارية «مواتر» لبعض الفقراء والمساكين والأيتام، وتمليك عدد ثلاث «معزات» من الماعز الحلوب للأسر الفقيرة وقد شرف انطلاقة البرنامج بالحضور السيّد والي ولاية سنار، ووجد هذا التوجه التراحمي والتكافلي إشادة كبيرة أيضاً من نائب الدائرة «25» سنجة السيّد أحمد محمد بابكر أبو «سبيحة» وتلقت أيضاً جموع مواطني أبوحجار والقرى المجاورة هذه الخطوة بالرضى والقبول. إن مثل هذه المبادرة القيمة نطمع كثيراً أن تسود في وسط المجتمع الذي مطلوب منه أن يبني أمة واحدة تتداعى إذا اشتكى منها عضو الفقر والحرمان والعوز، ونأمل أيضاً خلال هذا الشهر أن يضاعف الدعاة إلى الله جهودهم الدعوية والوعظية لحمل الناس إلى التوبة والإنابة والفرار إلى الله والرجوع إليه لتحقيق الغاية السامية التي لأجلها شرع الله الصوم وهي تقوى الله تعالى، والتحلل من المعاصي والذنوب والموبقات والعادات الضارة.. ومن الأهمية بمكان أن يدرك المجتمع قيمة عودة التائبين ودورهم الفعّال في بناء المجتمع وتعزيز طهره وتماسكه، وأن يدرك الناس أيضاً قيمة المسح على رؤوس الأيتام ومواساتهم وبذل المعروف للفقراء والمساكين وأهل الحاجات في هذا الشهر الفضيل، حتى ينالوا الثواب والأجر العظيم عند الله تعالى تطبيقاً لسنة نبينا «الماحي» عليه الصلاة والسّلام الذي كان يحث على الصدقات ويكون في رمضان أجود من الرياح المرسلة. { مسجد النور مغلق في رمضان!! قدر الله لي يوم الخميس 9/ رمضان 1434ه أن أصلي فريضتَي الظهر ثم العصر في مسجد «مجمع» النور الإسلامي بكافوري، وإن الذي أثار استغرابي وعجبي أن المسجد مغلق تماماً في نهار رمضان أمام جموع كبيرة من المصلين، حيث صلينا صلاتي الظهر ثم العصر في جماعة كبيرة خارج المسجد في فنائه.. سمعت أكثر من شخص من المصلين أبدى سخطه على هذا التصرف من قبل لجنة المسجد، وحين سألتُ أحد الأشخاص كان يصلي بجواري قال لي «أغلقوه لأن الناس بعد الصلاة ينامون داخل المسجد»! وفي تقديري هذا التصرف من لجنة المسجد أو الجهة الآمرة بذلك تصرف خاطئ وغير مقبول، لجهة أن المساجد إنما بنيت في الأرض لتؤدي دورها الحضاري من خلال تعميرها بالعبادة والصلاة و تلاوة القرآن وذكر الله في داخلها وليس بخارجها، الأمر الثاني فضل الصلاة داخل المسجد أعظم من الصلاة في فناء المسجد، وهذا هو الأصل والناس يصلون خارج المسجد عند الضرورة الداعية إلى ذلك ومنها الزحام وامتلاء جوف المسجد. ثالثاً: إذا كانت إدارة مسجد النور أغلقت المسجد أمام المصلين في هذه الأوقات ومنها وقت الصلاة الوسطى التي أمرنا الله تعالى بالمحافظة عليها في المسجد وفي جماعة، حيث قال تعالى «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» فإن هذا التصرف يدخل في المحظور الشرعي الذي تشير إليه الآية الكريمة و«من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلاّ خائفين».. حسب إجابة محدثي أن سبب الإغلاق منع المصلين من النوم داخل المسجد بعد الصلاة؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يفتح المسجد للصلاة ثم تتصرف اللجنة بصورة أخرى أفضل من تلك وهي إيقاف التكييف بعد ربع ساعة مثلاً من انتهاء وقت الصلاة؟ فلو فعلوا ذلك لخرج جميع الناس من المسجد ولم يبق أحد وهذا أفضل السيئين من الخيارين! أما أن يغلق المسجد بدعوى المحافظة على «الموكيت» وزخرفه ورونقه ثم يفتح لصلاة القيام، فإن هذا الفهم يُخرج المسجد من غرضه الشرعي ويجعله كأنه مسجد للصفوة والنُخبة التي تضرب إليها أكباد الإبل ليلاً من كل حَدَب وصوب، وهو بهذا يصير مسجد الخاصّة لا مسجد العامة من المارة والمشاة والمسافرين والقاطنين بجواره. إن مسجدًا مثل «مجمع النور الإسلامي» وهو من أبرز المساجد في الخرطوم بل البلاد ينبغي أن يكون منارة لقاصديه وان تكون الحركة فيه موّارة دائبة، لأنه يحمل اسم «مجمع» وليس مسجد فحسب مما يفهم منه ابتداءً أنه مركز لتدريس العلوم الشرعية والانسانية وتظاهرة مستمرة للدعاة والشيوخ وأهل الوعظ والإرشاد، وحلقة متصلة لطلاب العلم والناشئة. إن إغلاق أبواب مسجد النور أمام المصلين في صلاتي الظهر والعصر وفي شهر رمضان شهر القرآن الكريم والذكر وخير الذكر في المساجد التي هي بيوت الله ظاهرة سالبة ينبغي التوقف عندها ومعالجتها حتى لا تصير سُنة سيئة تطبقها مساجد أخرى بناء على هذه الدعوى الواهية الباطلة. إن السؤال الأبرز في هذا المنحى وهو موجه إلى إدارة المسجد هل كل المصلين القادمين إلى مسجد النور غرضهم النوم داخل المسجد بعد الصلاة؟ أليس فيهم من يبقى مستيقظاً يتلو القرآن ويذكر الله؟ ولو تُركوا لأقام بعضهم حلقات الذكر والمدارسة أليس هذه جريرة في حق هؤلاء؟ ليس من المعقول شرعاً وعرفاً أن يظل مركز سناء للتسوق مفتوحاً أمام الباعة والرواد وفي وجوده داخل المسجد مقال لأنه سوق والأسواق شر البقاع والجمع بينهما أي بين السوق والمسجد جمع بين الأضداد، بينما يظل المسجد مغلقاً أمام جموع من المصلين غفيرة! { من هدي سيد المرسلين.. قال عليه الصلاة والسلام «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء، فإنه طهور» أخرجه الترمذي إن وراء هذا الهدي النبوي من السنة المطهرة إرشاد إلى فوائد طبية وصحية مهمة منها ان تناول الرطب أو التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من السكر، فتزول أعراض نقص السكر وينشط الجسم، ومنها أن خلو المعدة والإمعاء من الطعام يجعلهما قادرين على امتصاص هذه المواد السكرية بسرعة تعوض الجسم فقده إياها نهاراً.