مشار: تطلعنا للرئاسة لن يهدده أي شيء..أتيم قرنق: من الأفضل انقسام الحركة الشعبية ومن يتجه للحرب لن يحكم أبداً..رئيس كتلة الحركة بالبرلمان: باقان وقيادات الحركة أعطوا سلفا كير حق استخدام سلطات الحزب لانعدام المؤسسية الخرطوم: «الإنتباهة» تفجرت الأوضاع بصورة دراماتيكية عقب حل رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت الحكومة، حيث اصدر سلفا كير قراراً بالأمس اعتقل بموجبه باقان أموم، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية، وتوجيه «9» تهم له من بينها تقويض النظام. وفي السياق رفض سلفا كير مقابلة سفيرة واشنطن في جوبا، والتي طلبت استفساره عن دستورية الخطوة التي قام بها بحل الحكومة. وكشف مسؤول رفيع المستوى في دولة جنوب السودان عن أن الرئيس سلفا كير سيعين حكومة جديدة بحلول العاشر من أغسطس القادم، وحث الأمين العام لمجلس الوزراء بالجنوب في مقابلة مع «راديو مرايا» المواطنين على التحلي بالصبر لحين الانتهاء من التعديل الوزاري، وقال: «الرئيس يفكر في مصلحة شعب جنوب السودان، ويفكر في الجماعات العرقية، ويفكر في تنوع الأحزاب السياسية، ويفكر في توزيع المناطق، وفوق كل هذا، فى مسألة الكفاءة عند اختيار أعضاء الحكومة الجديدة». فيما مازالت شوارع جوبا تنتشر فيها وحدات من الجيش والشرطة العسكرية في مواقع كثيرة بحسب شهود عيان. وتباينت الآراء في الأوساط السياسية في جنوب السودان حول هذه القرارات، فرأت أوساط شبابية أن القرارات جاءت في وقتها، بينما قال آخرون إن سلفا كير يتجه نحو ديكتاتورية جديدة على أساس القبيلة. وقال رئيس كتلة الحركة الشعبية في برلمان الجنوب وزعيم الأغلبية أتيم قرنق ل «الشرق الأوسط» إن القرارات التي أصدرها سلفا كير صائبة ومطلوبة ودستورية، معتبراً أن النص الدستوري يعطي الرئيس حق إقالة نائبه، رغم أن النص يتحدث عن أن تعيين وإقالة نائب الرئيس يتم عبر ثلثي أعضاء البرلمان. وقال إن تعيين مشار لم تتم مناقشته في الحزب من قبل لغياب المؤسسية، وقال إن الأمين العام للحركة باقان أموم كان وراء إفقاد الحزب للمؤسسية. وقال: «إن باقان وقيادات الحركة هم من أعطوا الرئيس نفسه في الحزب حق استخدام سلطات الحزب لانعدام المؤسسية»، مشيراً إلى أن الحركة الشعبية كانت فيها ثلاث مجموعات في الفترة الماضية، الأولى لرئيسها سلفا كير، وأخرى بقيادة نائبه رياك مشار، والثالثة يقودها أموم. وقال إن مجموعة مشار وباقان، إلى جانب ربيكا قرنق أرملة مؤسس الحركة الدكتور جون قرنق، أعلنت من خارج مؤسسات الحزب أنها تسعى للترشح لمنصب الرئيس في الانتخابات القادمة، وأضاف: «لذلك سبقهم سلفا كير بقراراته التي أعلنها بإحالة باقان إلى التحقيق وتجميد نشاطه أي أنه تغدى بهم قبل أن يتعشوا به»، وتابع: «إذا انقسم الحزب الآن فهو أفضل لنا حتى لا نحمل جراحاً لا تندمل لفترة طويلة ويصيب الحزب الترهل والفساد أكثر مما هو موجود». واعتبر قرنق أن مظاهر الوجود الأمني في جوبا أمر طبيعي في دول العالم الثالث لتأمين المناطق والمؤسسات المهمة وحتى لا تحدث فوضى من البعض الذين يسعون إلى الانفلات، مستبعداً لجوء القيادات المبعدة إلى استخدام العنف وسيلةً لرفض القرارات.وقال: «من يذهب إلى الحرب في هذه الدولة لن يحكمها إطلاقاً»، واصفاً الذين يتحدثون عن أن التنافس في قيادة الحزب والدولة له علاقة بالخرطوم بأنهم يرقصون خارج الدائرة. وقال إن «هذه محاولات لتشويه قيادة الحركة وإرادة الجنوبيين، ومن يعتقد أن سلفا يقوم بهذه الإجراءات لأجل خاطر عيون الخرطوم فهو لا يعرفه». وقال شهود عيان ل «الشرق الأوسط» إن جوبا شهدت منذ إعلان قرارات سلفا كير أول أمس مظاهر أمنية مكثفة، وأضاف الشهود أن مبنى التلفزيون والإذاعة وضعت أمامه سيارات محملة بالسلاح والجنود، وأن إجراءات التفتيش الشخصي شملت العاملين ومراجعة هوية كل من هو داخل إلى المبنى، وأكدوا على أن الإجراءات الأمنية شملت مواقع كثيرة، خصوصاً أمام مجمع الوزارات ومبنى البرلمان والطرق الرئيسة. وفي السياق دعا مشار أنصاره إلى الهدوء، وكتب على صفحته على موقع فيس بوك: «من فضلكم، حافظوا على الهدوء، واطمئنوا إلى أن تطلعنا إلى قيادة هذه الدولة إلى الرخاء والاستقرار لن يهدده أى شيء». وأضاف المنافس المحتمل لكير فى انتخابات 2015م: «لقد اخترنا التعامل بالسياسة مع كل شيء، وهذا هو الطريق الذى سنستمر فيه». ونقلت فرانس برس عن ماين كاموك المتحدث باسم الخارجية بالجنوب قوله: «إن الرئيس يريد أن يتمهل في المشاورات قبل أن يشكل حكومة»، ولم يحدد موعداً للإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة. وأضاف «لم يتحدد موعد حسب علمي». وقال «قد يستغرق تشكيل الحكومة ثلاثة أيام أو أربعة أو أسبوعاً». وفي المقابل نفى المسؤول الآخر في وزارة الخارجية تشارلز مانيانق إقالة الحكومة بسبب التنافس السياسي، مثلما اعتبر مراقبون في الأيام الأخيرة.