{ شهد شهر رمضان هذا حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات الجبهة الثورية على أمن واستقرار المواطنين وإقلاق مضاجعهم، حيث كان الهجوم صباح أمس الأول على منطقة السدرة بشمال كردفان وهو أول عدوان في عهد الوالي الجديد مولانا أحمد هرون، ولا يسعنا أن نقول هنا لماذا لم يحترم المتمردون شهر الصيام، فالجبهة الثورية المعتدية رئيسها مالك عقار الذي قال إنه يعبد «الجبل»، والقصة ذكرناها هنا سابقاً وقلنا حينما ذهب إليه بعض أقاربه بعد أن عُيِّن والياً حسب اتفاقية نيفاشا في الفترة الانتقالية وذلك ليتبرع لهم لبناء مسجد قال لهم رداً على طلب التبرع: «شايفين الجبل داك؟!.. أنا بعبد الجبل داك».. أما ياسر عرمان القيادي بالجبهة الثورية، فقد اعترض في المجلس الوطني حينما كان رئيس كتلة الحركة الشعبية على ان يبدأ الدستور بالبسلمة. ظناً منه أن هذا الموقف يمكن أن يخدم أفكاره. لكن الله عفا منه المجلس الوطني بعد انفصال الجنوب. ولذلك لا يسعنا أن نقول لماذا تعتدي الجبهة الثورية التي تنتمي أسر قادتها إلى الإسلام في شهر الصيام. لكن دعك من هذا.. والسؤال إلى متى سيظل هذا الحال؟! وماذا يعني للجبهة الثورية مثل هذا العدوان من حين إلى حين؟! الأزمة في نظر الترابي زيارة غير معلنة للأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي إلى العاصمة القطرية الدوحة قيل إنها جاءت وسط تكهنات بطرح مبادرة لتجاوز السياسة السودانية بدعم من المجتمع الدولي ووضع خارطة لحل المشكلات الداخلية. ونتساءل أولاً عن الأزمة السودانية في نظر الترابي.. هل هي المشكلات الأمنية التي تفجرها حركات التمرد في دارفور وكردفان والنيل الأزرق ويريد ويسعى لحلها عبر المجتمع الدولي؟! أم هي مجرد وجود الحكومة الحالية بقيادة البشير الذي حل الجلس الوطني عام 1999م بما يُعرف بقرارات الرابع من رمضان؟! وهل إسقاط هذه الحكومة يعني عودة الأمن والاستقرار إلى دارفور وكردفان؟! إن أية حركة متمردة لا يمكن أن يغنيها أي وضع سياسي لا تكون هي مسيطرة عليه.. ولذلك فإن إسقاط النظام لا يعني بالضرورة حل الأزمة السودانية إذا كانت هي مشكلة الأمن والاستقرار. ثم إن الرهان على المجتمع الدولي لحل المشكلة السودانية يبقى غريباً وعجيباً، حتى إذا كانت هذه الأزمة هي وجود الحكومة الحالية. فأي مشكلة قام بحلها المجتمع الدولي؟! وهل الأزمة السودانية أكبر وأقسى من الأزمة الفلسطينية المتمثلة في الاحتلال اليهودي الموروث من الاحتلال البريطاني الذي كان يُسمَّى الانتداب البريطاني؟ دعوة السيسي الفتنة بعينها إذا كانت الحكومة المؤقتة في مصر قد عجزت تماماً عن الخروج من الورطة التي دخلت فيها بعد عزل الرئيس المنتخب مرسي، فإن دعوة قائد الجيش السيسي لخروج المصريين إلى الشارع لإجبار أنصار مرسي الكثيرين جداً على التراجع لن تكون هي المخرج من الورطة.. وإذا كان زعم قائد الجيش هو وجود «إرهاب» في ميدان رابعة العدوية وليس احتجاجًا واعتصامًا لاسترداد الحكم الديمقراطي، فإن دعوته هذي من شأنها أن تولِّد الإرهاب والعنف، ثم لا يمكن أن تحمِّل الدولة المواطنين مسؤولية فض الاعتصامات هذه الفتنة بعينها.