هنالك العديد من أصحاب المهن الشاقَّة الذين يواجهون صعوبات قاسية في شهر رمضان كالذين تتطلب أعمالُهم جهدًا كبيرًا كعمَّال الأفران والكماسرة والعتَّالة وسائقي المركبات العامَّة وغيرهم من أصحاب المهن الشاقَّة، وفي شهر رمضان تزداد معاناتهم حيث يتعرَّضون لأشعَّة الشمس الحارقة مما يُفقد أجسامهم الكثير من اللياقة والطاقة ويحتاجون إلى رعاية خاصَّة خلال الشهر الكريم.. «البيت الكبير» اقترب منهم محاولاً سبر أغوار حياتهم: يقول «علي» بعد تناول وجبة السحور أحضِّر نفسي لاستقبال يوم شاق أعمل «عامل بناء» في أحد الأحياء الأم درمانية، أقضي جل وقتي في حمل الطوب والبلكَّات والأسمنت، وفي منتصف النهار أشعر بالتعب والعطش، ويضيف: تعوَّدت على العمل في جميع فصول السنة في الحر والبرد ورمضان هذا العام جاء في فصل الصيف ولا توجد أمطار «ترطِّب» الجو، والعمل في رمضان مرهق بالنسبة لعمال البناء حيث يقضون أكثر من ست ساعات تحت أشعة الشمس، لكن «نعمل شنو دا أكل عيشنا؟». لؤي بائع متجوِّل في العشرينيات من العمر قال: أشعر بالتعب والإرهاق في شهر رمضان، كما ترين فأنا بائع متجوِّل تحت أشعة الشمس الملتهبة ولا أستطيع تأجيل عملي، كل ذلك من أجل لقمة العيش وتوفير احتياجات أخواتي البنات. لا يختلف حال عبد الله عن لؤي كثيرًا إذ يتعرض هو الآخر لدرجات حرارة مرتفعة كونه يعمل «فران»، يقف عبد الله ما يقارب خمس ساعات أمام «بيت النار» الذي تزيد حرارته من حرارة الطقس المرتفعة أصلاً.. ولكن درجات الحرارة لا تزيد عبد الله إلا إصرارًا على الصيام، ورغم المشقة يقول إن إيمانه يجعله يصبر ويتحمل المعاناة على الرغم من حاجته الماسة للماء، يقول: فريضة الصيام أهم من أي شيء آخر. ويضيف أن مهنة الفران في فصل الصيف شاقة فكيف إذا كان الأمر في شهر رمضان. كما تحدث إلينا التوم «بائع خضروات»، قال في إفادته لنا: الشيء الوحيد الذي أعاني منه هو العطش، وفي أحيان كثيرة تسول لي نفسي الإفطار بسبب العطش إلا أنني أعود وأستغفر الله. يقول مدثر وهو عامل في مصنع إن العمل في هذا الشهر شاق حيث يحتاج إلى تركيز شديد ولكن قوة الإرادة والتصميم على الصيام وأداء هذه الفريضة تخفف عنهم كثيرًا من المشاق. كما تحدث إلينا مصطفى، يعمل عتالي، قائلاً إنه يتحمل مشقة الصوم تنفيذًا لتعاليم الدين في أداء هذه الفريضة، مبينًا أن مهنة العتالة من المهن الشاقة، ويقسم العتالة عملهم في شهر الصيام إلى فترتين تجنبًا لمخالفة الشريعة في عدم الصوم خلال الشهر الفضيل. سعيد «سائق أمجاد» يقول: العمل في شهر رمضان مرهق جدًا وأنا اضطر إلى العمل أثناء هذا الشهر لأني في حاجة إلى تأمين لقمة العيش لأفراد أسرتي إلى جانب تأمين متطلبات الإيجار والأكل والشرب والملبس إضافة إلى مصاريف العيد والأسعار في تزايد مستمر ولا بد لنا من مجابهتها بالعمل المستمر.