وصف د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية الجالية السودانية المقيمة بالدوحة بأنها نموذج يحتذى لباقي الجاليات السودانية بالخارج، منوهاً أيضاً إلى الدعم القطري للشعب السوداني على مختلف المستويات وعلاقات التعاون. وقال د. مصطفى في احتفال رابطة أبناء دارفور بمغادرة وفد حركة التحرير والعدالة الى السودان، إن الجالية السودانية شكلت عنصر ضغط على المتفاوضين والمتحاورين من أجل السير نحو السلام، وإعادة إقليم دارفور إلى سلامه الأول، وبدء مسيرة التنمية لكل أبناء الإقليم، مبدياً تفاؤله بفتح صفحة جديدة في السودان وتحقيق الاستقرار والنماء. وأضاف أن من حسن حظ حركة التحرير والعدالة أن توفرت لديها رمزية القيادة التي تستطيع أن تقود هذا المسار، ودعا أبناء دارفور إلى الالتفاف حول تلك القيادة، لافتاً إلى أن الجميع وقع على اتفاق الدوحة من منطلق الحرص على الاستقرار ووقف الاحتراب في دارفور. وقال إن الحكومة لم تترك مسار سلام إلا وسلكته في أبوجا وإنجمينا وسرت وأدري، إلى أن جاء منبر الدوحة الذي كان آخر المحطات التي يوقع فيها اتفاق خارج السودان. وعبر عن حرص الحكومة على البدء في العمل بالاتفاق، وأضاف أن هذا ما جعلها تستعجل عودة وفد التحرير والعدالة إلى السودان، وشكلت لجان العمل للبدء في التنفيذ والعمل، لافتاً إلى أن وفد الحركة سيجد استعداداً من كل المسؤولين والوزراء للشروع في العمل وتطبيق الاتفاق. وأضاف د. مصطفى قائلاً: «علينا جميعاً أن نتخذ القرار الشجاع ونؤمن بالتداول السلمي للسلطة بواسطة الانتخابات الديمقراطية والالتزام بالتقاسم العادل للثروة»، داعيا كل أبناء الحركات في الخارج إلى العودة إلى بلادهم، وقال إن الوطن أولى بأبنائه حتى تتوقف جراحاته ويمضي الى الأمام ليندمل الجرح مرة واحدة. وقال: «نريد لهذا الجرح الذي استنزف كل خيرات الوطن أن يندمل، وأن يكون السودان فخراً لنا جميعاً وللصديق، ويخشاه العدو إذا ما توحدنا، لبناء الوطن». وخاطب د. مصطفى أهل دارفور بقوله: «أنتم المستفيد الأول من هذا الاتفاق، إلى جانب شعب السودان، فلا استقرار ولا تنمية بدون استقرار دارفور»، وقال: «رسالتنا الى القوى السياسية ألا نجعل قضية دارفور قضية تكتيكات حزبية، والسمو فوق هذا لأن قضية الوطن فوق الحزب في النهاية». وشكر د. مصطفى دولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً على كل ما بذلوه في سبيل السلام في دارفور والسودان، وعلى كل الجهود التي قاموا بها. وبدوره قال التيجاني السيسي رئيس حركة التحرير والعدالة إن الأشهر الماضية شهدت فيها الدوحة تفاوضاً بين الحركة ووفد الحكومة بشأن دارفور، وتوج هذا المسار الطويل بتوقيع اتفاق السلام الشامل بالإقليم مع الحكومة. وأضاف أن قطر رعت مسار التفاوض من خلال منبر الدوحة، واستطاعت الوصول بالمبادرات إلى توقيع الاتفاق، عكس العديد من المبادرات الأخرى، واستطاعت قطر أن تنجح المبادرة التي وجدت دعما دولياً وعربياً وإقليمياً. وقال: «لولا دعم قطر ما استطعنا الوصول الى هذا الاتفاق». وقال السيسي: «إننا قادرون إذا توفرت الإرادات على أن نتجاوز التحديات، لأن تحقيق الأمن في إقليم دارفور هو في النهاية تحقيق لأمن السودان». وأضاف السيسي: «إننا لن نحصر أنفسنا في دارفور لأننا حركة قومية، فنحن نحمل هموم السودان ونساهم في كل بناء فيه، بعدما فقدنا ثلثه، وعلينا المحافظة على الثلثين الباقيين بكل مسؤولية.