جاء في أحد إعلانات الصحيفة (عطاء تشييد وإدارة حدائق) من محلية جبل أولياء تطلب فيه مستثمرين أكفاء لتشييد وإدارة حدائق بالمنطقة.. لفت نظري الإعلان للاهتمام بإنشاء حدائق عامة يتنفس فيها المواطن وتتجمل بها المدينة، على الرغم من تعجبي غياب الحدائق العامة من قبل ولكن العزاء في الشروع فيها بدلاً من تجاهل الأمر تماماً وترك الأماكن خاوية من أماكن الترفيه والمتعة البصرية والترويح عن النفس.. ولا أحد يكابر في أهمية المناظر الطبيعية والزهور، وتهتم الحكومات في بلاد الله الواسعة بإنشاء المتنزهات والحدائق العامة وفي كل مكان ولاتبخل عليها في أن تكون قبلة الأنظار والسواح وهاهي (حديقة دبي المعجزة) أكبر حديقة زهور في العالم، تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى «72» ألف متر مربع وممرات بطول ستة كيلومترات وهي مشروع محلي غير مستورد من دولة أخرى ويمثل استغلالاً إيجابياً للأجواء الجميلة التي تتمتع بها الدولة ودول الخليج المجاورة من أواسط شهر أكتوبر حتى نهاية أبريل أي نحو سبعة أشهر سنوياً تمثل بيئة خصبة وأجواء مثالية لنمو النباتات والزهور تحديداً وتمكن من استقطاب آلاف الزوار من مختلف الجنسيات.. وتعد حديقة (كوكنهوف)، أكبر حديقة زهور في هولندا ومن أهم مصادر الجذب السياحي فيها، وهي في الأصل جزء من القلعة التي شيدت في القرن ال «15»، وقد أعيد تصميم الحديقة على يد أشهر مصممي الحدائق في هولندا في عام «1840م»، وتمتد على مساحة «32» هكتاراً وتحوي أكثر من سبعة ملايين زهرة ووردة طبيعية، وتستقبل كل عام نحو «800» ألف زائر من مختلف أنحاء العالم سنوياً. وفي ماليزيا تضم (حديقة كوالالمبور للزهور) «1000» نوع من نباتات الأوركيد الأشهر بماليزيا وبعضها من النوع النادر، وفي بلجيكا تفتح حديقة الزهور في محيط القصر الملكي سنوياً أمام الجمهور لمدة ثلاثة أسابيع للاستمتاع بالزهور. وفي جنيف، (الحديقة الإنجليزية) التي تضم ساعة الزهور الشهيرة، هذا إلى جانب حديقة النبات حيث مئات من أنواع الزهور وفرصة للاسترخاء وسط الطبيعة، وفي (أبردين) ثالث أكبر مدينة اسكتلندية من حيث عدد السكان هناك (45) منتزهاً وحديقة إضافة إلى معارض الزهور المنتشرة في المدينة التي تحتوي على ملايين الأزهار.. وغيرها من أسماء البلدان والحدائق التي تحكي عن الاهتمام والإمكانات الموجهة بشكل جيد في أشياء تنعكس على روح وعبقرية السكان.. الأمر الذي يجعلنا نتحسر على أفكار ومشروعات بيننا غير مكتملة الملامح ولا الفائدة وكم تمنيت لو أن موقف شروني هذا كان حديقة زهور وسط المدينة ..!!