بسم الله الرحمن الرحيم توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي( http://www.tewfikmansour.net إبان زيارتنا للمملكة العربية السعودية الشهر الماضي، طلبنا الإذن كعائلة لزيارة مزرعة)أكسترا) بتبوك بعد أن سمعنا عنها الكثير الذي لم نصدقه . وبكل احترام تمت الموافقة واصطحبنا في جولة بها مسؤول العلاقات العامة المهندس (فارس أبو عواد) الذي كان بقامة المزرعة الرائعة، قمة في الشرح العلمي الوافي، والطيبة واللطف، وعندما اندهشنا بالمزرعة واستقبال الرجل، قلت له أنني سأكتب عنه، فأجابني قائلاً، لا بل أكتب عن أدارة المزرعة التي تكمن وراء هذا النجاح العظيم .. ونحن نتجول داخل المزرعة، وخاصة قي قسم الزهور، تذكرت الشيخ (محمد صالح) بمزرعته في (السليت) الذي قال قي مقابلة تلفزيونية : نحن نشحذ المسؤولين بمدنا بالكهرباء، وسنبدع في انتاج الورود بأنواعها .. هذا وما زال الرجل (الذي كان من الأجدى أن يأمر ولا يشحذ) في انتظار الكهرباء التي سمع عنها فقط في التلفزيون !!. زار مزرعة أسترا بتبوك أحد خبراء هولندا للزهور، فشاهد إنتاجها لزهرة نادرة فقال مندهشاً : سمعت بأن هذه الزهرة تباع في أسواق المملكة، وتُصدّر من خلال (أسترا) لدول الخليج وماليزيا وغيرها، فقلت في نفسي بما أن هذه الزهرة تنتجها فقط إسرائيل في الشرق الأوسط، فإن مزرعة (استرا) يبدو أنها تستوردها سراً من إسرائيل ثم تعيد تغليفها كإنتاج سعودي، لكن الآن آمنت بأنها من إنتاجكم وبكمية ومواصفة تفوق إسرائيل !!. الأمر الذي لا يصدق هو أن العديد من شركات الزهور والورد بهولندا تطلب (طلبيات) من إنتاج مزرعة (أسترا) من وقتٍ لآخر .. كما أن ألمانيا في (عيد الحب) الماضي، استوردت من أسترا ثلاثة مليون وردة حمراء .. هذا وكل ما تقدم موثق ويدعو للفخر .. فأسترا تنتج سنوياً ما يفوق 18 مليون زهرة من أصناف الورد والقرنفل والزنابق بأنواعها وأوراق الزينة الخضراء وغيرها . وبالمزرعة قسم لصنع أجمل باقات الزهور والورد لمختلف المناسبات وعلى أيدي متخصصين متميزين .. أما ما يُدهش حقاً هو أن الورد والزهور إنما تشكل جزءً من أنشطة المزرعة، ففي المزرعة نجد قسم النباتات والشتول، والفواكه ومنها الخوخ والبرقوق والمشمش والتفاح والكمثرى والعنب والليمون والبرتقال والجريب فروت والنكتارين وجميعها يتذوقها الزائر ويقطفها في الحقل .. كذلك يُذهل الزائر بقسم الخضروات، حيث تنتج المزرعة يومياً حوالي 35 صنفاً من الخضروات الطازجة، كذلك تضم المزرعة قسماً للعسل، والأغنام، وتنتج الحليب الطازج ومشتقاته، وأجود أنواع اللحوم من العجول والخراف.. وللمزرعة مصنعاً لتصنيع الألبان، وآخر لإنتاج الأعلاف المركبة والمركزة لتغطية احتياجات المزرعة والسوق المحلي . ومن بقايا حصاد الورد والزهور و(تنظيم الخضروات) تنتج أسترا أسمدة فعالة، وتربة للزراعة في المنازل، وعلف أخضر للحيوان .. هذا وبالمزرعة قسم ضخم للدواجن، وسبق لها أن فازت بجائزة أفضل منتج لطيور السمان (الفري) في الشرق الأوسط وأفريقيا بطاقة إنتاج تعدت 12 مليون طير فري سنوياً . هذا والذي يدعو للاندهاش حقاً هو تلك الخدمات المساندة لتكامل الإنتاج، ومنها مصنع لصناديق التعبئة والتغليف من الكرتون والبولسترين، وآخر لفرز وتعبئة المنتجات مدعماً بالحاسوب. إضافة لمختبرات تحليل التربة والمياه وأنسجة النباتات. وبالمزرعة قسم لصيانة وتشغيل المعدات الزراعية والمولدات الكهربائية والآبار . وكذلك ثلاجات الحفظ المؤقت، وأسطولاً ضخماً من الشاحنات والبرادات المتنقلة تصل لجميع أرجاء المملكة وتغطي احتياجات التصدير .. أخيراً نقول أن المؤسسة العربية للتموين والتجارة (أسترا) كانت قد بدأت المزرعة بمساحة 25 هكتاراً، قفزت لتصبح اليوم 3200 هكتاراً .. هذا وتزرع المزرعة حقلياً، وكذلك في البيوت المحمية والزجاجية، ولها قسم يزرع بدون تربة وفقط على الماء! وتسوق منتجاتها الآن بالمملكة، وتُصدّر لدول الخليج وأوروبا وآسيا .. فلله دركم يا من تقفون وراء هذا العمل الرائع، ونقول لأصحاب مزارعنا ومسؤولينا، فلنصحو ولا نتلاعب ونتسلى بأرضنا المعطاءة، ولنتفكر في هذه النماذج الطيبة والقريبة منا .. توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي) http://www.tewfikmansour.net