الإرصاد تتوقع أمطارًا غزيرة وزوابع رعديَّة بولاية الخرطوم..والي الخرطوم يستنفر آليات ومعدات الولاية لدرء آثار الأمطار والسيول الخرطوم: الإنتباهة تواصل هطول الأمطار الغزيرة بمختلف أنحاء ولاية الخرطوم لما لا يقل «15» ساعة أمس، مما تسبَّب في سيول اجتاحت عددًا من القرى والمناطق الطرفيَّة، حيث شهدت منطقة غرب أم درمان سيولاً أدَّت إلى تدمير قرية العامريَّة التي تتبع إلى محليَّة أمبدة بالكامل وتشريد أكثر من «450» أسرة فيما أدَّت السيول التي اجتاحت شرق النيل إلى وفاة امرأة كانت تسعى للوصول إلى منزلها بمربع «15» بالوادي الأخضر، فيما أدَّت السيول إلى قطع الطريق الرابط بين منطقة الوادي الأخضر وإلى مناطق الحاج يوسف، في وقت استنجد فيه عددٌ من المواطنين ب «الإنتباهة» مطالبين بالاتصال بالسلطات لإنقاذ منازلهم من الانهيار في مناطق القرية غرب أم درمان والدروشاب بمحليَّة بحري. وأبلغ «الإنتباهة» أهالي منطقة «العامريَّة» أنَّ الخور الذي يقع خلف القرية من الناحية الغربيَّة فاض مما أدَّى إلى سيول اجتاحت القرية الأمر الذي أدى إلى تدميرها، وأكَّدوا أنَّ الفيضان اجتاح أكثر من «70%» من القرية، وقالوا إنَّ استمرار هطول الأمطار لمدة يومين وبمعدَّلات عالية ساعد في تفاقم الأزمة، وناشد مواطنو القرية السلطات المحلية سرعة التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي ذات السياق استنكر مواطنو مربع «15» بالوادي الأخضر التخبُّط الذي صاحب إنشاء المدن الشعبيَّة من حيث التخطيط والعمران، وأكَّد مواطنون ل «الإنتباهة» وفاة امرأة تُدعى فاطمة جبريل غرقًا جرَّاء السيول التي اجتاحت المنطقة وأدَّت إلى قطع الطريق الرابط بالطريق المسفلت. وروى شهود عيان أنَّ السيِّدة أصرَّت على قطع السيول للوصول إلى منزلها في مربع «15» وذلك لتعذُّر وجود وسيلة لنقلها الأمر الذي أدَّى إلى غرقها في المياه، فيما تمكَّنت قوات الدفاع المدني من انتشال جثتها، وحمَّل مواطنو المنطقة المسؤوليَّة ولاية الخرطوم والمحليَّة ووزارة الشؤون الهندسيَّة ووزارة التخطيط والهيئة العامَّة للطُّرق والجسور. إلى ذلك توقَّعت الهيئة العامَّة للإرصاد الجوي أن تشهد ولاية الخرطوم أمطارًا وزوابع رعدية خلال ال«24» ساعة القادمة وكذلك في أجزاء واسعة من البلاد. وأعلن المدير العام للهيئة العامة للإرصاد الجوي د. خيار عبد الله خيار ل«سونا» أنَّه خلال الساعات الماضية تأثرت أجزاء واسعة من البلاد بالأمطار والسيول وأنَّ اللافت للنظر أنَّ هذه الأمطار تركَّزت بولاية نهر النيل حيث سجلت عطبرة «56» ملم وشندي «43» ملم وأدَّت هذه الأمطار لسيول في أجزاء واسعة من البلاد بما فيها ولاية الخرطوم وكسلا والقضارف والنيل الأبيض وجنوب كردفان والنيل الأزرق. إلى ذلك أعلنت الإدارة العامَّة للدفاع المدني أنَّ الأمطار التي هطلت مساء أمس الأول وصباح أمس بكميات كبيرة تسبَّبت في إحداث بعض السيول مما أنتج عنها أضرارًا في عدد من الولايات. وقال مدير الإدارة العامَّة للدفاع المدني اللواء هاشم حسين عبد المجيد ل«سونا» إن السيول قد قطعت الطريق بين عطبرة وأبو حمد بولاية نهر النيل، وكذلك الطريق القومي في محليَّة درديب بولاية البحر الأحمر وإن وزارة الطرق والجسور تقوم بمجهودات كبيرة لإصلاحها. وأضاف أنَّ ولايات الشماليَّة «محليَّة القولد» وشمال كردفان والنيل الأزرق «الروصيرص» اجتاحتها أيضًا السيول مُحدثة بعض الأضرار، وأشار إلى أنَّ أكثر المناطق المتأثرة بولاية الخرطوم هي محلية شرق النيل ومحلية بحري. وأكَّد هاشم أنَّ المجلس الأعلى للدفاع المدني في تواصل وثيق مع وزارة الطرق والجسور، وهنالك فرق تحركت تحمل مُعينات ومواد الإيواء لتلك المناطق إضافة إلى جهود منظَّمات المجتمع المدني. في غضون ذلك أكد المجلس القومي للدفاع المدني استعداداته لدرء آثار السيول والفيضانات التي يمكن أن تحدث خلال موسم الأمطار. وقال اللواء شرطة هاشم حسين مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في تصريح ل «إس. إم. سي» إن الاستعدادات تسير بصورة جيدة، وإن الولايات قدمت ما يليها من استعدادات وفق الدراسات والخطة التي تم الوقوف عليها من قبل مجلس الوزراء ومجلس الدفاع المدني، مشيراً إلى أن وزارة المالية قد أوفت بما عليها من التزامات والتصديق بالمخصصات المالية للطوارئ، وكشف عن ترحيل العديد من القرى بالولايات التي تقع في مجاري السيول وقرب الأنهار. وأشار حسين إلى توزيع عدد من المعينات لمواجهة أخطار الفيضانات بجانب عمليات التوعية المستمرة للمواطنين، موضحاً وجود متابعات يومية مع وزارة الري والسدود والإرصاد، مبيناً أن الرصد يتم على مدار اليوم لهطول الأمطار ومنسوب النيل للتدخل في حالة مرحلة الخطر، مشيراً إلى أنه حتى الآن مازالت المناسيب مستقرة. من جانبه أعلن د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم عن استنفار الولاية لجميع آلياتها ومعداتها لمواجهة الطوارئ المترتبة على الأمطار والسيول الغزيرة التي تأثرت بها مناطق واسعة من الولاية، خاصة منطقتي الفتح بمحلية كرري ومحلية شرق النيل التي تأثرت بالسيول القادمة من منطقة البطانة. ووجه الوالي خلال تفقده أمس المناطق المتأثرة في محليات الولاية، يرافقه المهندس الرشيد عثمان فقيري وزير التخطيط والبنى التحتية ومعتمدو المحليات، وجه غرفة الطوارئ المركزية بالوجود الدائم في الميدان والعمل والتنسيق والإتصال المباشر مع الغرف المماثلة بالمحليات لإجراء التدخل العاجل بالآليات التي تحتاجها الطوارئ بهذه المناطق. وشدَّد د. الخضر بتعجيل الأعمال الهندسية الجارية الآن بمنطقة الفتح وقطع شارع الأسفلت ووضع مواسير لتمرير المياه على طول الشارع حتى لا تنعزل المناطق المتأثرة بالسيول بالفتح. وقررت الولاية تقديم دعم عاجل للمتأثرين يشمل خيماً ومؤناً غذائية ومشمعات وتوجيه الإمكانات المرصودة للإفطارات بالولاية للمتأثرين.