{ الفقد كبير والحزن كبير والمصاب كبير والألم كبير.. لأن من فقدناه كبير.. كبير.. بعطائه وأخلاقه وشجاعته في قول الحق ولو على نفسه كبير في إخلاصه للمهنة، كبير وهو يتغلب على ظروف الإعاقة، وظروف اعتلال الصحة وظروف ضيق ذات اليد ويصر على متابعة أكبر الأحداث الرياضية في العالم على حسابه الخاص ومن يكون هذا الكبير غير الأخ الأصغر عبد المجيد عبد الرازق عبد الحفيظ.. والذي أطلقت عليه لقب عملاق الصحافة الرياضية. { كان عبد المجيد بالنسبة لي الساعد الأيمن ورفيق الدرب.. فقد أسس معي صحيفة الجريدة الرياضية وكان مدير تحريرها في سنواتها الأولى.. وعمل معي في معظم إن لم يكن كل الصحف التي عملت فيها وكان القلم الرياضي في صحيفة الشرق الأوسط، والحياة اللندنية وكان معي في السوداني الدولية والرأى العام ومونديال وواصل حتى صار من أهل المقدمة في الصحافة الرياضية في الداخل والخارج. { كنا توأمان في الداخل والخارج وأحياناً نصاب بجاهلية الصحافة الرياضية والتي عافانا منها الله ونختلف ولكن وللتاريخ كان هو البادئ بطي الخلاف رغم أنه لم يكن البادئ به.. وهكذا كان عبد المجيد وقبل ثلاثة أيام أبلغني وهو في المستشفى أنه وقبل دخوله وفي الأيام الأولى من هذا الشهر الكريم زار بعض زملائه الذين اختلفوا معه في الأيام الماضية في مكاتبهم وسط دهشتهم وأظنهم الآن قد زالت عنهم الدهشة لأن الرجل ربما أحس بقرب رحيله وحرص على لقاء ربه صافيًا نظيفًا ليس به ذرة من خلاف وهنيئاً له. { الكتابة عن عملاق الصحافة الرياضية عبد المجيد عبد الرازق تطول ولن نمل الكتابة عنه لأنه مدرسة متفردة في الأداء والعلاقات العامة الإنسانية والبر بأهله وأهل قريته وكان حلال مشكلات ويسعى مع المسؤولين لقضاء حوائج الناس وهذا ما أشهد له به وسيكون من الذخيرة الطيبة التي تنفعه في قبره الآن. نقطة.. نقطة..!! { الرياضيون العرب أحبوا عبد المجيد عبد الرازق ومنهم الأمير الراحل فيصل بن فهد الذي ما إن علم مني أنه يحضر المنافسات العربية على حسابه الخاص حتى أصدر قراره للأمين العام للاتحاد العربي بأن يكون عبد المجيد هو الضيف رقم واحد في كل المناسبات العربية وعلى حساب الاتحاد العربي. { كان عبد المجيد عضوًا ثابتاً وأصيلاً في قائمة ممثلي اتحاد الإذاعات العربية في تغطية الدورات الأولمبية.. من سيدني سنة 2000م إلى أثينا 2004، إلى بكين 2008م وحتى لندن 2012م ولو القدر أمهله وأمهلنا لكنا جميعًا في ريودي جانيرو «2016م». وكان يجد التقدير والاهتمام من كل أعضاء الفريق العربي الموحد. { رحم الله عبد المجيد عبد الرازق القلم الشجاع الذي بدأ حياته في الصحافة الرياضية منتمياً لأحد طرفي القمة ولكنه عاشها محايداً وأشهد له أنه يرفض أن يوصف ضمن كتاب هذا النادي أو ذاك. وهكذا كان أداؤه المحايد النزيه الذي قد يغضب منه البعض ولكن سرعان ما يحترمونه.. ولن أبالغ إن ذكرت أنه كان القلم المحترم الوحيد في الساحة.. رحمه الله ورحمنا جميعًا وجعل البركة في ذريته المكلومة.