اجتاحت أمطار غزيرة وسيول عارمة مناطق واسعة من ولاية نهر النيل طوال الأسبوعين الماضيين، وبينما تضررت مناطق في وقت ما زالت فيه الجهات الرسمية بالولاية وهيئة الإرصاد الجوي تطلق تحذيراتها للمواطنين بكل أنحاء الولاية لأخذ الحيطة والحذر مع احتمالات واسعة بهطول مزيد من الأمطار فيما يواصل نهر النيل ارتفاعه فضلاً عن نهر عطبرة مما ينذر بكارثة تفوق كل احتمالات الولاية للتصدي لها، وأكد مواطنون ل «الإنتباهة» أن المياه طوقت جزر أبو حمد وضيقت الخناق على ساكنيها، وأعلنت الأمانة العامة للدفاع المدني بولاية نهر النيل عن ارتفاع عدد ضحايا السيول والأمطار بالولاية حيث بلغ عددهم «36» حالة وفاة جراء الحوادث المرورية والغرق والصعق الكهربائي، فيما بلغ عدد المنازل التي انهارت كلياً «2000» منزل وجزئياً «3000»، في وقت شردت فيه السيول ما يزيد عن «1600» أسرة باتت في العراء، وكشف تقرير أن أكثر من «33» جزيرة باتت مهددة بالعزل الكامل، ووجهت اللجنة نداءات عاجلة لوالي الولاية الفريق الركن الهادي عبد الله باتخاذ كل التدابير لتقديم العون العاجل بما فيها عمليات إسقاط جوي، فيما تجري محاولات لإنقاذ أكثر من «50» منقباً عن الذهب عبر طائرة عمودية احتجزتهم السيول شرقي العبيدية. وبلغ عدد المنازل التي دمَّرتها السيول بمحلية بربر، بولاية نهر النيل، نحو «750» منزلاً منها «150» بمنطقة أبوحراز، بالضفة الغربية للنيل. وتعهدت إدارة الدفاع المدني بتقديم احتياجات الإيواء والقيام بإجراءات وقائية لدفع أي مخاطر محتملة، وانهار نحو «290» منزلاً انهياراً كلياً و«450» منزلاً بصورة جزئية. وطالب متضررون حكومة الولاية بمدهم بمعينات البناء والأسمنت لإعادة بناء منازلهم بطريقة مؤسسة، تجنباً لتكرار المآسي في الظروف المماثلة. ويتخوّف المواطنون والسلطات المحلية من الآثار البيئية والصحية السيئة التي تعقب هذا الدمار، بينما تسعى السلطات لتقليل هذه المخاطر بهذه المناطق بتقديم معونات عاجلة من خيام وأغذية وأدوية ومياه وصرف صحي مؤقت تفادياً لتفشي الأمراض المعدية. إلى ذلك تعرض طريق الخرطومعطبرةبورتسودان في مدينة شندي إلى كثير من الانهيارات وأصبحت أجزاء كبيرة من الطريق خطرة على حركة المرور مع محاصرة المياه لمناطق كبيرة منه، مما أدى إلى ظهورتشققات وانكسارات، وأصبح الطريق يشكل خطورة كبيرة على حركة المسافرين ونقل البضائع، وأوضح مدير الدفاع المدني اللواء شرطة هاشم حسين، في تصريح صحفي، أن الأمطار والسيول التي اجتاحت ولاية نهر النيل، خلفت أضراراً مختلفة في منازل وممتلكات المواطنين وقطعت طريق «أبو حمد بربر»، وغمرت المياه الحفريات. السيول والأمطار بولاية نهر النيل وأكدت مصادر عليمة ل «الإنتباهة» أن محلية أبو حمد تعرَّضت لأضرار جسيمة بجانب الأضرار التي لحقت بالمواطنين على ضفتي نهر النيل، مبيناً أن المناطق التي تعرَّضت للسيول تمثَّلت في مناطق الشريك، أبو هشيم، أم غدي، عتمور والكرو. إضافة إلى انهيار عدد من المدارس والداخليات بمنطقة الشريك تعرَّضت لإتلاف كامل مع جرف عشرة وابورات للمياه على شاطئ نهر النيل بمناطق أم غدي وأبو ديس. وأكدت المصادر أن السيول أدت إلى نفوق أكثر من «300» رأس من الضأن و«20» من الأبقار، فضلاً عن قطع الطريق في مناطق العبيدية ووادي الحمار، الأمر الذي أدى لتعطيل السفريات من وإلى أبو حمد، بجانب إتلاف البلح والمحاصيل. وناشدت المصادر المنظمات ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال العمل الإنساني والخيرين التدخل العاجل لتقديم الدعم والإيواء للمتضررين بالسيول والأمطار التي اجتاحت المحلية. وأوضحت المصادر أن سلطات الدفاع المدني تبذل الجهود مع كل الجهات المعنية بالولاية لدرء المخاطر ودعم المواطنين المتأثرين بالأمطار والسيول. ونوه مدير الدفاع المدني، إلى أنه من المتوقع حدوث ارتفاع في مناسيب النيل هذا العام، مؤكداً ارتفاع درجة الاستعداد لمواجهة كل المخاطر التي قد تنجم عن هذا الارتفاع. فيما تأثرت محلية الدامر بالأمطار حيث انهارت مئات المنازل في عدد من القرى في كل من مناطق العمراب شمال وأبو هشيم وأم ضبيع وقباتي التي شهدت وفاة إحدى المواطنات إثر انهيار المنزل عليها. وعقدت غرفة طوارئ الخريف بمحلية الدامر ظهر الجمعة ثاني أيام العيد المبارك اجتماعها الدوري برئاسة الأستاذ صلاح حسن حيث وقف الاجتماع على موقف الأمطار ومناسيب النيل والأتبراوي وما وردت لغرفة من بلاغات بالوحدات الإدارية المختلفة وموقف تقديم المؤن والإيواء والغذاء للمتضررين جراء الأمطار والسيول بمناطق الأتبراوي ومنطقة الباقير، واطمأن الأستاذ عبد العال خرسان معتمد المحلية على أوضاع المواطنين وسير المصارف والتروس، مبيناً أن محليته تضطلع بدورها تجاه حماية المواطنين من مهددات الطبيعة، فيما قدم واجب العزاء في شهداء السيول والأمطار، كما شدد على أهمية الاهتمام بالنواحي الصحية ولا سيما المعالجات الفورية للبرك والمياه الراكدة من خلال الشفط وتصريف المياه وردم البرك بأحياء المدينة وبقية مناطق المحلية، كذلك وجه اجتماع غرفة الطوارئ الإعلام بأهمية متابعات عمليات الإرصاد الجوي بالتنسيق مع جهات الاختصاص ومتابعة البلاغات اليومية.