عندما يأتي الحزن لايأخذ موعدًا ولا جواز عبور ولا تحديد إقامة,منها ما نغترفه بأيدينا وما يبعثه فينا غيرنا ومنه ما نبتلى فيه ونسأل الله فيه الثبات والرضا والأجر.. نردد ونظل اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه واللطف بعده.. يصيبنا الحزن ونكاد نقسم أن لابعده حزن ولا فقد, ويمر بنا الزمان وبعد أن تصحو فينا عافية الايام تأتينا بجديدها ونحزن ونظل نتعثر فى حزن الايام ولا راد لقضاء الله الا هو.. ونعجب لهذه النفوس وتلك المقدرة على التحمل والتجديد ونزداد ايماناً بقدرة الله ومشيئته ورحمته.. لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ وَلاَ يَدُوْمُ عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ ومن نعم الله علينا ان يسخِّر لنا ما يخفف حزننا ويزيل همنا وغمنا وان يلهمنا الصواب فيما نلجأ ولمن نلجأ ولنا فى تلاوة القرآن وفى الدعاء خير كثير فلا نستسلم للحزن والهم.. وهناك مجهودات كريمة تساعدنا فى مرافقة احزاننا حتى تتجاوزنا وتتركنا متوازنين متصالحين مع انفسنا ومع من حولنا.. «لا تحزن » كتاب للشيخ عائض القرني قد يكون وسيلة نحاول بها رؤية الحزن بمنظار ايجابي مختلف وهو كتاب لاقى نجاحًا عريضًا فاقت مببعاته المليونين نسخة عربية توزيعه كما تمت ترجمته الى لغات اخرى، يتناول الكتاب الجانب المأساوي في حياة الإنسان، فيحاول نقلها من الهم إلى السرور، ومن الشؤم إلى القناعة. يحدث الكتاب القارئ مباشرة بأسلوب سهل يغلب عليه الطابع الديني والأسلوب الأدبي، وتكثر في الكتاب أشعار الحكمة بأنواعها وخصوصاً الأبيات التي يلمس منها التفاؤل، كما أنه حوى الكثير من المقولات المأثورة التي تبعث فينا روح المثابرة للخروج من الأحزان والهموم الى التفاعل والتفاؤل..