صحيفة البيان الأماراتية كشفت مؤخراً عن ما يفعله الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في منفاه في مدينة أبها السعودية ومن ما ذكرته الصحيفة عنه أنه يواظب علي أداء شعيرة الصلاة ويقرأ كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني هذا الكتاب الذي ذكرت أحصاءات أن مليون نسخة بيعت منه والكتاب في التعريف به هو دراسة جادة آخاذة مسؤولة تعني بمعالجة الجانب المأسوي من حياة البشرية, جانب الأضطراب والقلق وفقد الثقة والحيرة والكآبة, والهم والغم وسبق الرئيس بن علي في مطالعته لهذا الكتاب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أسره . القبول والأنتشار الكبير لهذا الكتاب يعكس جانباً من تفرد مؤلفه الشيخ عائض القرني فهو ليس من نمط الفقهاء الذين أتجهوا وجهة تلقيدية في معالجة متون الفقه ومعضلات الأفتاء بقدر ما أتجه الي ملامسة هموم الناس وبيان أن حقائق الحياة ووقائعها تقوم علي مغالبة الشدائد ( ولقد خلقنا الأنسان في كبد ) والشيخ عائض القرني هو كذلك أديب وشاعر مجيد وعاشق لأبي الطيب المتنبي وقد وصفه بأمبراطور الشعراء وله مختارات من الشعر العربي تكشف عن ذائقة أدبية راقية , ومن الجوانب المشرقة في شخصية الشيخ عائض القرني روح الأنصاف التي يتحلي بها والتي كشف عنها من خلال ما كتبه من أنطباعات عن فرنسا والفرنسيين في رحلة أستشفاء له لباريس قال الشيخ عائض القرني في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط قبل نحوثلاث أعوام (أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين . ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى)): ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ((. وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر).وفي أنطباعاته هذه يصل الي النتيجة التي وصل اليها الأمام محمد عبده حين زار هو أيضاً باريس الذي نسب اليه قوله أنه في أوربا وجد الأسلام ولم يجد المسلمين حيث يقول الشيخ عائض القرني في مقالته (قالوا: الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل(. هذه الصورة التي رسمها الشيخ عائض لباريس التي نظر اليها من زاوية النظر الأيجابية مكتباتها ومتاحفها ومشافيها باريس عند مشائخ آخرين مدينة للفجور مائجة بالمجون الفرق بين فقهاء المتون وبين الشيخ عائض القرني هو في الفهم الصحيح لمقاصد الدين وتعاليمه التي لم تحرمَ علي المسلمين مساكنة غيرهم ومقاطعة من هم علي خلاف ملتهم سواء في الوطن أو في كل أرجاء المعمورة الشيخ عائض القرني يعيد بمنهجه هذا روح الأسلام ويعيد كذلك صورة علماء المسلمين العظام ممن ألفوا المؤلفات العظيمة في الفقه ونظموا الشعر ولم يستنكفوا عن التأليف حتي في شؤون الحب كما فعل الفقيه أبن حزم الأندلسي في كتابه طوق الحمامة. khalid hashim [[email protected]]