* قال معتمد محلية دنقلا الشاذلي ان الامطار دمرت العديد من المساكن في قرية سورتود وهي واحدة من قرى دنقلا وقد وقف على الخسائر بنفسه ولكنه اكد لي انه اجرى اتصالات بمنظمات المجتمع المدني وابدى عدم حاجة المتضررين للاغاثة وانهم لايتقبلونها، ولكنه عاد وطالب بأن توفر له بعض آليات صناعة البلوك الأسمنتي لبناء غرفة على الأقل لكل متضرر بالمواد المقاومة للسيول بديلاً للمساكن المنشأة بالطين والرمال والتي لا تصمد كثيرًا تحت وابل الامطار او تيارات السيول الجارفة والتي تفاجئ اهالي الشمالية دون سابق انذار في معظم الأحيان .. وماذهب اليه المعتمد حقيقة يجب ان ننتبه لها لأن السيول يمكن ان تغمر مناطق الشمالية دون رعود أو سحب وتكون مقبلة من مسافات بعيدة صوب نهر النيل.. وكما يقال فإن «السيل لا يترك طريقه» حتى بعد مرور سنوات او قرون .. وهذا هو مكمن الخطر الذي يهدد الأجيال الجديدة من سكان المدن والقرى القائمة على ضفاف النيل. * ورغم ان جراحات الذين تهدمت مساكنهم مازالت قائمة الا ان هناك امرًا آخر خطير يهدد المواطنين هو ارتفاع منسوب النيل مما يؤدي الى نزوح اهل الجزر التي ستغمرها مياه الفيضانات الى الضفة الغربية او الشرقية من النيل وهذا يعني أن أزمة حادة ستواجههم في الأعلاف للماشية بجانب انقطاع الخضروات عن الأسواق ودخول الجميع في حالة الأزمة ..زد على ذلك فإنه اذا حدث فيضان وخرجت المياه خارج ضفتي النيل فإن ذلك سيهدد محصول البلح الذي يبشر هذا العام بإنتاج وفير .. فلن يتمكن المواطنون من جمع محصول البلح في موعده وان الثمار عندما تستوي فإنها تسقط في مياه الفيضان وتلك خسارة كبيرة بضياع موسم كامل انتظره المواطنون.. * فإذا صحت المعلومات المتداولة بأن النيل الأزرق به زيادات كبيرة في الإيرادات فإنه ينبغي لحكومة الولاية الشمالية والحكومة الاتحادية والمواطنين الاستعداد منذ الآن بإقامة الجسور واعادة الحسابات من جديد وقبل وقوع خطر الفيضان وحتى لا يواجه المواطنون السيول من جهة والفياضانات من الجهة الأخرى وقد حدث ذلك قبل عدة سنوات حيث هطلت الأمطار وجرت السيول واصطدمت بالجسور القائمة في مواجهة الفيضانات وارتدت على المساكن ودمرتها تمامًا وكانت الخسائر كبيرة جدًا .. اذن لا بد من حسابات لاحتمالات وقوع الحدثين في وقت واحد.. نسأل الله العلي القدير ألا يتكرر ذلك مرة ثانية ولكن الاحتمال وارد خاصة ان الشمالية لا تنتظر الأمطار مطلقًا لأنها تغيرت مع التغيُّر المناخي في اوائل خمسينيات القرن الماضي ولكن يبدو أن عقارب الساعة دارت وجاءت مواسم الأمطار والسيول والفيضانات ... ولا نقول كارثة وانما نقول جعلها الله امطار وسيول وفيوض خير وبركة وخضرة وخصوبة للأرض والزرع والضرع.