بدءًا نرسل عاطر التحايا للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات ونحن ننعم وبلادنا بالأمن والسلام والطمأنينة التي افتقدها جزء كبير من المواطنين الذين تأثروا بالسيول والأمطار الغزيرة لهذا العام وحدوث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وراح ضحية السيول في المركز والولايات أرواح كثيرة نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويتقبلهم قبولاً حسناً ومع أنه القضاء والقدر لكن الأمطار في الخرطوم خاصة شكلت مأساة كبرى ووقعت حوادث ما بين انهيار المنازل على رؤوس سكانها وجرف السيول لأناس لاحول لهم ولا قوة نتيجة انعدام المصارف التي تسهم في تصريف المياه إلى الأنهار مباشرة، وظلت حبيسة المدن ولفترة طويلة مما أدى إلى دمار شامل للبنى التحتية بالولاية في كثير من المناطق وحدوث شلل تام للحياة في المدينة، وتشرد الآلاف من الناس في العراء والذين فقدوا المأوى ليصبح الشارع المكان الوحيد لاقامتهم دون سند أو دعم هم في أمس الحاجة إليه في الوقت الراهن لمجابهة الظروف القاسية التي يعيشون تحت وطأتها بجانب توقف العملية التعليمية نتيجة لانهيار المدارس وتفاقمت الأوضاع بانقطاع تام للتيار الكهربائي في أجزاء واسعة، وفي مناطق أخرى حدوث وفيات جراء الصواعق الكهربائية وزيادة الحوادث المرورية نتيجة جرف المياه للطرق، ولحق الدمار أيضاً المشروعات الزراعية والمحاصيل والثمار كل هذا يحدث والجهات المسؤولة تبعث التطمينات بأن الأوضاع تحت السيطرة فكيف يتفق ذلك مع الواقع المعاش لغالبية المتضررين بالسيول والأمطار في كل أنحاء البلاد؟! وعن الخرطوم مركز الحضارة وواجهة البلاد فحدِّث ولا حرج فالوضع مأساوي جداً ولم تسلم أي منطقة في الخرطوم من تأثير الأمطار والسيول التي لم يحسب لها أي حساب رغم التحذيرات والنداءات المبكرة التي أطلقتها هيئة الإرصاد الجوي بأن خريف هذا العام سيأتي بمعدلات كبيرة عن الأعوام السابقة كان من المفترض أن تضع التدابير المناسبة لمواجهتها ولكن كالعادة ننتظر أن يقع (الفاس في الراس) ومن ثم نهرول بحثاً عن الحلول في وقت متأخر جداً والأمطار لن تعذرنا بعد أن أنذرنا بأنها ستكون بمعدلات كبيرة فماذا كانت تنتظر حكومة الولاية أو الوزارات المعنية بالبنية التحتية والطرق والجسور والعمران حتى يتم التحرك مبكراً لتفادي الكارثة التي حلت بمواطني الولاية أو على أقل تقدير التخفيف من وقعها بإجراء التحوطات اللازمة وتجهيز المصارف للسيول والأمطار مبكراً وهنا يلح عليّ سؤال أين ذهبت الأموال المخصصة لمقابلة فصل الخريف وتجهيز المصارف؟ أم أنه لا توجد أصلاً ميزانية للخريف؟ وإن وجدت فكم تبلغ؟ وعلى ماذا تم صرفها؟ بما أن الأمطار كشفت عورات الولاية من أول مطرة ليذهب الحديث عن التجهيز المبكر لفصل الخريف أدراج الرياح؟ ولا مانع من الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في معرفة تصريف مياه الأمطار بجلب فريق سويدي أو ألماني ولكنه ليس الوقت المناسب لذلك والناس في شنو والولاية في شنو؟ ففي الوقت الراهن الحاجة للغذاء والكساء والدواء وتصريف المياه.