في صباح الأربعاء أعلن السيسي الحرب على شعب مصر، وقد حقق ما طلبه من تفويض أو كما عبر بكلماته «أمر» من الشعب المصري لقتل الشعب المصري!! السيسي الذي درس في أمريكا وتم تجهيزه وتشرب العقيدة القتالية الأمريكية وليست المصرية ليقوم اليوم بتطبيق ما درسه في أمريكا، أمريكا التي دائماً ما تخطط لقتل الشعوب بأيدي أبنائها!! أمريكا التي تعد قيادة جيوش المنطقة وخاصة الجيش المصري الذي تقوم أمريكا بإعداد خمسمائة ضابط في فترات منتظمة لتغذية جيش مصر، وهدف هؤلاء هو السياسة وليس حماية مصر بل حماية إسرائيل!! الغارة التي شنتها إسرائيل على سيناء وأنكرتها القيادة المصرية، ثم جاءت بعد يومين لتؤكد أنها من شنت الغارة التي أنكرت حدوثها قبل يومين، وتقول الشائعات أن قيادة الجيش المصري هي من أعطت الجيش الإسرائيلي بقصف الأراضي المصرية!! واليوم يعلن الجيش المصري وقيادته الحرب على شعب مصر، فالمعتصمون ليسوا من حزب الحرية والعدالة فقط بل هم من شتى ألوان الطيف السياسي في الشارع المصري ولو أُجري إحصاء لوجدنا أن الإخوان المسلمين نسبة بسيطة، فالمعتصمون جاءوا من كل أصقاع مصر، والقتلى والجرحى من كل أنحاء مصر، فميدان رابعة العدوية والنهضة جاء إليه المعتصمون من كل أنحاء مصر!!. إن أكبر نكسة مرت على الجيش المصري هي اتفاقية كامب ديڤيد التي حولته إلى السياسة، وقيدته بالمعونات التي تقدمها أمريكا له ففي الثلاثة عقود الماضية قدمت أمريكا أكثر من ستة وستين مليار دولار معونات لمصر، وهذه وضعت مصر في المرتبة الثانية بعد إسرائيل من حيث المعونات الخارجية!! نحن الآن أمام بينوشيه جديد في الوطن العربي، وبينوشيه لفائدة القراء جنرال شيلي قام بالانقلاب على الرئيس المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً وبإيعاز من هنري كسينجر الذي أوعز للانقلاب العسكري في مصر!!. وأمريكا لن تتخلى عن الجيش المصري فهو صمام أمان إسرائيل والمدافع عنها ومنذ توقيع اتفاقية كامب ديڤيد تقوم أمريكا بإعداد الضباط المصريين وشحنهم بالثقافة والعقيدة القتالية الأمريكية!! وأمريكا الدولة الأكثر إصراراً على استلام الجيش للسلطة، وهذا معروف منذ خمسينيات القرن الماضي حيث ساعدت في الانقلاب على مصدق في إيران ودعمت الجيش التركي في أربعة انقلابات وفي تشيلي وكل الانقلابات تمت بعد انتخابات حرة ونزيهة!! أمريكا لا تستطيع تحمل نظام ديمقراطي في مصر، وفي كل المنطقة، وما نقمت على مبارك وطالبته بالتنحي إلا بعد أبدى رغبته في توريث ابنه، الأمر الذي يحرم الجيش من السيطرة على زمام الأمور في مصر، فجمال مبارك ليس عسكرياً وبطانته كذلك ولو حدث أن تم توريث مبارك لانقلب الجيش عليه، فالجيش هو المؤسسة التي تملك القوة وهذه القوة محرم عليها ممارسة واجباتها التي من أجلها قامت وهي واجبات ليست السياسة من ضمنها!! رئيس هيئة الأركان المصرية سامي عنان كان طوال أيام ثورة «25» يناير في واشنطن وعندما جاء إلى مصر جاء بالتوصيات التي أعلنها أوباما بتنحي الرئيس مبارك وتم تشكيل مجلس عسكري وإجراء انتخابات جاءت بعكس ما كان تتوقع الدوائر الأمريكية، فعملت أمريكا على قلب نظام الحكم في مصر!! بعض الأصوات ترتفع في الكنغرس بقطع المعونات عن مصر والمعترض الوحيد في الإدارة الأمريكية هو وزارة الدفاع التي دعمتها الايباك بخطاب صريح تطالب فيه الكنغرس بعدم المطالبة بقطع المعونات!!. وأعتقد أن قطع المعونات عن مصر لا يؤثر فيها كدولة ولكنه يؤثر تأثيراً مباشراً على قيادة الجيش المصري، فليس في هذه المعونات مشروع تنمية واحد يمكن أن يستفيد منه الشعب المصري!!. وقطع المعونات عن مصر «وبالأحرى عن الجيش المصري» يضر بأمريكا ضرراً بالغاً ولا يؤثر على مصر الدولة ومصر الشعب، والغرض من هذه المعونات هو إبقاء الجيش ممارساً للسياسة وتحويله عن هدفه الذي من أجله تأسس!! لقد قررت إسرائيل ان تكون حرب «73» هي آخر الحروب وقد نجحت في ذلك بكامب ديڤيد وأكثر مانجحت فيه هذه الاتفاقية هي تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري الذي تم ترويض ضباطه وقياداته في الكليات العسكرية الأمريكية!! إن قيادة الجيش المصري حين تفض الاعتصامات السلمية بالقوة وهي تدعي الديمقراطية إنما تقود مصر إلى أتون حرب أهلية تضعف مصر أمام أكبر أعدائها وهو إسرائيل، كما أن المنطقة ستتأثر سلباً بما يدور في مصر، كما أن الأحداث في مصر ربما تقود إلى تقسيمها كما هو مخطط وإضعافها ومن هنا يأتي خطر داهم وهو لغرابة الأمر ليس خطراً عسكرياً بل خطراً مائياً تقف إسرائيل وراء كل خطوة فيه! . يا عقلاء مصر إن مصر العزيزة تُنحر، مصر التي عرفت معنى الدولة منذ سبعة ألف سنة، لماذا تصمتون ومصر تنهار وأنتم تنظرون، إن الله سائلنا جميعاً يوم القيامة عما فعلنا تجاه الإنسان في أوطاننا فلمَ الصمت على هذه المجازر لشعب مصر الذي أعطى الكثير للأمة العربية والإسلامية إن شعب مصر يستحق التكريم فأكرموه بكلمة حق تنجيه من الرصاص وتنجكيم من سؤال ذلك اليوم!!