عندما تقرأ قصة قرآنية وردت في القرآن الكريم تتعجب لما يحدث للمسلمين وكيف عانوا من الاضطهاد لمجرد أنهم آمنوا بلا إله إلا الله!!. وأرى أن الذي يحدث في مصر الآن تكرار لما جاء في القرآن الكريم في محاربة الإسلام والمسلمين، هل يختلف ما حدث في ميدان رابعة العدوية وفي مسجد القائد إبراهيم ومسجد الفتح عما حدث لأصحاب الأخدود، «قُتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود» في مسجد رابعة العدوية «والمسجد كما أعلن رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام أكثر الأماكن أمناً» من داخل المسجد الحرام فهو آمن، وكل مسجد غير المسجد الحرام تنطبق عليه هذه المقولة!!. أصحاب الأخدود في مصر أُحرقوا داخل المسجد وهم موتى فارقوا الحياة، ومنهم من لم تصله نيران الحريق تم اعتقالهم وهم أموات لا يفرج عن جثة الشهيد إلا إذا وقع ذووه على شهادة تثبت أنه مات منتحراً، الشهيد يحوَّل إلى منتحر!! ماذا حدث لأولئك الذين أحرقوا أصحاب الأخدود، وماذا حدث لجالوت وجنده وماذا حدث لفرعون «رمسيس الذي اختاروا تمثاله بالذات ونصبوه تذكاراً، ماذا حدث لرمسيس وهامان وجنودهما؟!». ما إن يظن أهل الكفر أنهم انتصروا حتى تلحق بهم الهزيمة الماحقة!! السيسي يدفع الشعب المصري نحو حرب أهلية، فالمواطن في مصر هو هدف لرصاص السيسي وتهمته أنه يعارض الانقلاب حتى وإن كان علمانيًا لا يمت للإخوان المسلمين بصلة، فالمواطن المصري اليوم لا يجد الحماية سواء من الشرطة أو القانون أو الدستور فكل ما يستند إليه المواطن تم حفظه وتجميده بالقوانين العرفية، وعندما لا يجد المواطن من يدافع عنه يبدأ في التفكير في الدفاع عن نفسه، وهذا ما يرمي إليه السيسي وهاماناته حتى يبرهن للعالم أنه يحارب الإرهاب!!. إن الشعب المصري يثور لاسترداد إنسانيته التي داس عليها فرعون مصر وهاماناته وجنودهم فالأب الذي يصله خبر استشهاد ابنه يذهب إلى المستشفيات ولا يجد إجابة عن مكان وجود جثة فلذة كبده وفوق ذلك تنهال عليه الشتائم بأقذع الألفاظ!!. قال هيكل بعد واقعة الجمل إن أنبل ما في مصر أزاح أسوأ ما في مصر في إحدى تعليقاته على ثورة 25 يناير، وقد قال هذا الكلام وهو على خلاف شخصي مع مبارك، واليوم أسوأ ما في مصر يريد أن يقتل أنبل ما في مصر، وهيكل صامت بعد أن غادر مصر وقد رسم كسينجر «صديق هيكل» الانقلاب في مارس الماضي!!. وهيكل الآن خارج مصر في انتظار أن يحكم الانقلابيون قبضتهم على زمام الأمور ثم يعود منظراً لحكم دموي كما كان في أيام حكم عبد الناصر الدموي!!. هل قدم السيسي أدلة مادية مقنعة تبرر استخدامه للقوة المفرطة؟ كلا لم يقدم ولا دليلاً واحدًا، مئذنة مسجد رابعة العدوية كانت في محيط المساحة التي تحتلها الشرطة وقوات الأمن والجيش ولم يكن في مقدور أي معتصم اعتلاء المئذنة وهو يحمل سلاحاً ليضرب به القوات المهاجمة، ونحن نرى على شاشات التلفاز إطلاق النار على القوات ولكن نرى أن الجنود يتحركون بطريقة عادية، لا يتخذون ساتراً ولا يتبادلون إطلاق النار مع أولئك الذين يطلقون النيران من المئذنة، فهم يدركون تماماً أن الرصاص الذي يطلق عليهم فشنك!! اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون هذا هو شعار الفرعون السيسي وهاماناته ولكنهم نسوا في غمرة غيهم أن آل لوط عدة أفراد ولكنهم في حالة مصر هذه يمثلون الأغلبية الساحقة من شعب مصر، ومهما أشعل من نيران الأخاديد وإخرج الناس من ديارهم فإنه لن يستطيع إخراج أو حرق الأغلبية الساحقة من الشعب المصري النبيل!!. الآن بدأت مداهمات المنازل فآلات التصوير تصور كل المتظاهرين في كل الشوارع ومن طائرات الاباتشي التي لا تضرب العدو الإسرائيلي إنما تضرب الشعب المصري وتصور من نجا منهم لتلاحقه الأجهزة الأمنية!! خرج فرعون مصر وهاماناته وجنودهم عن القانون الدولي بعد أن عطلوا القانون المصري، وبدأوا في تناقض غريب حيث يقول السيسي إنهم يمدون يدهم للجميع في حين أن اليد الممدودة تحمل آلة القتل والإبادة، وذلك في خطاب عاطفي، وقد فضحه جون ماكين حين صرح للواشنطن بوست أنهم عرضوا على الإخوان المسلمين بأن تتشكل حكومة من الإخوان والجيش وأنهم وافقوا على المقترح إلا أن الرفض جاء من السيسي!!. السيسي يريد أن يقبل الإخوان المسلمون بانقلابه وقبولهم يعني أنهم وقعوا على شهادة وفاتهم لتنظيم سياسي وإلى الأبد الأمر الذي يعطي السيسي الحق في إقصائهم وسجنهم والتنكيل بهم والزج بهم في السجون!!. إن الغريب في الأمر الموقف الأمريكي تجاه الإبادة الجماعية في مصر، هل أعطت أمريكا سلاحها للجيش المصري من طائرات ودبابات ومدرعات ليقتل بها الشعب المصري؟!. وأكثر ما تلوح به أمريكا هو وقف المعونات العسكرية لمصر وهي تدرك تماماً أنها لا تستطيع ذلك وأكثر من يعترض على هذا الإجراء هو إسرائيل، فالذي يحافظ على أمن إسرائيل هو الجيش المصري فإسرائيل أعلنت أن حرب 73 هي آخر الحروب، وقد عملت أمريكا على ذلك بإبرامها اتفاقية كامب ديڤيد والآن مرت أربعة عقود لم تشب حرب كان الجيش المصري طرفاً فيها!! كما أن وقف المعونة العسكرية يزيح عن الجيش المصري حماية أمن إسرائيل، أما السبب الثالث والرئيسي فهو أن هذه المعونة العسكرية أحد الشروط الأساسية التي قامت عليها كامب ديڤيد والإخلال بأي شرط من شروط الاتفاقية يُبطلها، أرأيتم كيف تناور أمريكا؟ أرأيتم لماذا يقف السيسي ضد تصريحات أولياء أمره العاجزين عن ردعه، أمريكا احتلت العراق وقتلت أكثر من مليون عراقي بدعوى نشر الديمقراطية واليوم تقف عاجزة عن فعل أي شيء لإنقاذ الديمقراطية في مصر والتي وأدها من دربتهم وغيرت عقيدتهم العسكرية من الله أكبر في العام 73 إلى وأمريكاه وإسرائيلاه في العام 2013!!. ولأجل هذا يحرق أصحاب الأخدود «شعب مصر» ويقصى الشرفاء وجنايتهم أنهم أناس يتطهرون!!