أدت السيول والأمطار التي ضربت مناطق متفرقة من البلاد على مدى الأسابيع الماضية إلى مصرع (38) شخصاً على الأقل، فيما أصيب العشرات بإصابات متفاوتة وشهدت مناطق طرفية في ولاية الخرطوم انهيار آلاف المنازل جراء السيول وحمل خبراء مهندسين في ورشة السيول والمصارف تحت عنوان الدروس والعبر بقاعة الشارقة أمس الحكومة مسؤولية تلك الأضرار في وقت أكدوا فيه أن المحليات المختلفة على علم بحيازة تلك المناطق التي تضررت بالسيول وطالبوا بضرورة مراجعة الطرق وربط مؤسسات الولاية المختلفة بقاعدة بيانات شاملة فيما أشار وزير الشؤون الهندسية السابق م. شرف الدين إبراهيم بانقا إلى أن الأزمة التي تتعلق بمياه الأمطار هي أحد خصائص المناخ في البلاد، مبينًا أن هنالك تباينًا في هطول الأمطار وتفاوتاً في كمية الأمطار وقال إن معلومات الأرصاد ليس الحديث عن كثافة الأمطار وإنما عن المعدلات الكبيرة للأمطار التي حدثت نتيجة لظهور أشياء منها فيضان النيل وتراكم مياه النيل وسيول الوديان مطالبًا بضرورة إنشاء سدود بالولاية وقال إن تكلفتها لا تتجاوز 2 3 مليارات لتحد من السيول والفيضانات وانتقد سوء المصارف المؤقتة التي تتم أثناء فترة الخريف ويتم إغلاقها وقال هنالك 16% مصارف رئيسية والأخرى مصارف وهمية ودعا إلى ضرورة إيجاد نمط خاص بالمصارف وأكد أن المشلكة التي حدثت نتيجة لبناء المنازل بالجالوص مبينًا أن 40% من السكن في الولاية من الطوب الأخضر و29% طين مؤكدًا أن تلك المساكن عرضة للتدهور والسقوط داعيا إلى ضرورة تقييم مسألة التصريف الأمر الذي أدى إلى دمار منطقة مرابيع الشريف في شرق النيل ومنطقة الفتح في أم درمان وأشار بانقا إلى أن المشكلة الحقيقية في ضعف المباني وعدم تغطية المصارف في الرقعة العمرانية، مؤكدًا أنها تحتاج إلى مراجعة وصيانة، وقال إن الموجود منها مغلق وانتقد سوء الترتيبات المؤسسية للمصارف مع غياب التدريب الكافي للمهندسين وأضاف يجب أن لا نقلل من القوة التدميرية للمياه، مطالبًا بتنظيم السكن العشوائي وفتح المجاري، وفي ذات السياق أكد مدير وحدة المشاريع الإستراتيجية أحمد قاسم أن سوء الإدارة وضعف الإشراف الفني على المحليات في إنفاذ القوانين ذات الصلة وقال إن الحلول تتمثل في إيقاف التمدد الأفقي للولاية وتنفيذ موجهات المخطط السكني، وتعويض المتأثرين بالسيول وتحويلهم في مناطق آمنة والتوسع في حماية المناطق المنخفضة بإقامة سدود واقية واستخدام تقنيات اقتصادية للبنية التحتية، مؤكدًا أهمية دخول الولاية في إنتاج مواد بناء ذات مقاومة جيدة واقتصادية بالتعاون مع مراكز الأبحاث.