قبل أعوام تمكنت أجهزة الأمن من طرد إحدى المنظمات الأجنبية بعد العثور بحوزتها على حوالى 3400 نسخة من الكتاب المقدس تقوم بتوزيعها في الخفاء بغرض تنصير أهل دارفور، المنظمة تدعى «ثرست نو مور» وتعني «لا مزيد من العطش» ويبدو من خلال الاسم فقط أنها منظمها خيرية، ولكن اتضح أن لها أجندة وأهدافًا تتجاوز اسمها وآخر فصول حملات التنصير ما قامت بها بعثة اليونميد التي رفضت الحكومة تجديد بقائها وهي توزع بطاقات دعوة لبناء كنيسة في مدينة نيالا تحت أعين السلطات الأمر الذي أثار استياء كل المسلمين هناك واعتبروه مشروعًا وحملة للتنصير في دارفور. ويرى الخبير الفريق أول محمد بشير سليمان خلال حديثه ل «الإنتباهة» إن ما يحدث من ممارسات من قبل بعثة اليونميد ومحاولاتها نشر التنصير في دارفور هو تكملة لحملة التنصير التي بدأتها بعض المنظمات الأجنبية في دارفور، وزاد أن ما تمارسه قوات اليونميد يشكل خطرًا حقيقيًا ومهددًا لا يجب السكوت عليه من قبل السلطات، فدارفور منذ القدم معروفة بحَفَظَة القرآن الكريم وبينما ذهب أستاذ العلوم السياسية عبد الرحيم عثمان إلى أن اليونميد خرجت عن مهمتها ودورها الأساسي وهذه الخطوة تعتبر تعديًا واضحًا وهي تكشف أجندة أخرى تسعى لتحقيقها عبر برامج عديدة، فهذه تعتبر عملية تنصير كبيرة وقاموا باستغلال الدولة التي يجب أن تتخذ مواقف لمنع هذه الحملات، وإذا لم تفعل ذلك فستزيد أعداد الكنائس طالما لم تتخذ الحكومة أوامر تقف ضد هذه الحملة الواضحة وفي العلن.. وتساءل عثمان: لماذا لم نسمع بأن اليونميد قامت ببناء مسجد للسكان والجنود القادمين من دول إسلامية إذا كانت فعلاً تبني هذه الكنيسة للجنود غير المسلمين، ولكن هذه عملية تنصير واضحة، واعتبر المنظمات الموجودة في دارفور عبارة عن مؤسسات استخبارية وتنقل الصورة السيئة عن دارفور وهي تعمل لمصالحها الشخصية وأجندتها الخاصة. ويرى مراقبون أن حركات دارفور بعد أن طفح بهم الكيل أصبحوا يطالبون بالعلمانية بعد أن كانوا يتبنون شعارات إسلامية في إشارة للعدل والمساواة، ولكن يبدو أن مخطَّطاتهم ومصالحهم أدركوا أنها لن تتحق إلا بعد تحقيق هذه الحملات التنصيرية الواضحة التي تتعرض لها دارفور وهي لم تأتِ بمعزل عن المخطَّط الذي يستهدف إيقاف انتشار الإسلام في إفريقيا والتضييق على انتشاره في السودان.. ولا يخفى على الكثير أن مدخل التنصير إلى دارفور شبيه بالطريقة التي سلكها في الجنوب عن طريق إثارة النعرة العنصرية وتقسيم الناس إلى عرب وأفارقة ودعوى أن الإسلام دين يخص العرب فقط، ويستهدف التنصير شرائح بعينها مثل الشباب واحتضان مجموعة كبيرة منهم بإثارة النعرات القبلية والعنصرية للتفريق بين أبناء دارفور بل إن بعض المنظمات فتحت الفرص لتوظيف أبناء قبائل دون غيرها داخل المنظمات بعروض مغرية للغاية. وتشير تقارير بحسب «امريكا أن أرابيك» أن إحدى المنظمات بنت 80 كنيسة في عام 2007 وأنهم بدأوا بحملات كبيرة لتوزيع نسخ من «الكتاب المقدس» ونشر المسيحية في دارفور.. وكانت منظمة «سامرتين بيرس» التنصيرية الأمريكية التي يتزعمها القس جرهام فرانكلين، الناشط في العراق وأفغانستان حاليًا، قد بدأت حملة إعلانية كبيرة تتركز في محطات الحوارات الإذاعية الأمريكية تدعو الأمريكيين للتبرع من أجل حماية المسيحيين في السودان.