{ الخميس الماضي.. مبارك يخرج من بوابة سجن «طرة» وقيادات الإخوان يدخلون السجن هذا في اليوم ذاته. { وثوار 25 يناير الذين طردوا مبارك يجدون أنهم كانوا مطيَّة يركب بعضهم ظهرها. { وأن مخابرات كامب ديڤيد تجعلهم مطية لضرب الإخوان المسلمين الذين طردوا مبارك. { ثم هي المخابرات هذه تهرس الثوار الآن بعد أن اكتمل إضعاف الشارع المصري. { ونحدث قبل شهر أن المواجهة بين الإخوان والجيش إن هي اتجهت إلى السلاح انحسر العلمانيون بعيداً عن الجيش.. لتفادي سلاح الإخوان.. وانحسر المتعاطفون مع الإخوان لتفادي سلاح الجيش والأمن. { والجيش يطلق النار بجنون. { والدعم الشعبي المعلن للإخوان ينحسر. { والدعم العلماني للجيش يبقى لأن العلمانيين يجدون أن الإخوان يمتنعون عن إطلاق النار. { لكن فئات أخرى من هنا وهناك .. ممن يدعمون الانقلاب.. وممن يدعمون الإخوان.. كلهم يشعر بالرعب وهو يرى شيئاً يدب تحت الأرض الآن { الاخوان الذين لا يطلقون النار على الشعب يتجهون لتبني أسلوب القاعدة.. وإطلاق النار على الرؤوس فقط. «2» { وأسلوب اغتيال قيادات وأبناء قيادات الإخوان يوم مذبحة رابعة يجعل التراجع صعباً جداً. { والقناصة يلتقطون بنت الشاطر وبنت البلتاجي وابن بديع خيري و... و... { واعتقال آلاف الإخوان ومن بينهم عاكف «86» سنة يعيش في السجون أيام فاروق وناصر والسادات ومبارك والآن. { واكتشاف أن مَن يرتكبون المذابح هم من الجنود المسيحيين الذين يجري انتقاؤهم بدقة. { ثم إعلان فقرات الدستور الجديد التي تلغي المادة التي تنص على أن دين الدولة هو الإسلام.. وأن اللغة هي العربية. { هذا وغيره أشياء تجعل المواطن العادي المسلم العادي يشعر أن صناعة الدولة المسيحية في مصر تكتمل. { وأن التباعد بين المسلمين والمسيحيين في مصر يصبح دموياً ويصنع بصورة تجعل علاجه مستحيلاً { والدولة والمواطن كلهم يشعر أن سياسة «حصار الإخوان المعلنة ومحاولة إرغامهم على إشعال حرب أهلية» تجر إلى ما لم يتصوره أحد { الإخوان في مصر .. وربما في سواها في قابل الأيام.. يتجهون إلى العمل المسلح «تحت الأرض» واصطياد «أئمة الكفر»..الرؤوس فقط وليس العامة «3» { والجدال في الكونجرس حول إبقاء أو قطع المعونة الأمريكية لمصر ينتهي إلى كشف حقيقة مخيفة. { الجدال يكشف أن : كامب ديڤيد هي ثمن بقاء الجيش المصري بعيداً عن إسرائيل.. وأن معونات كامب ديڤيد ومنذ السادات كان «80%» منها يذهب إلى شيء فريد { يذهب إلى هدم المجتمع المصري عن طريق الإعلام. { وإلى صناعة «قضاء جديد.. وجيش جديد وعقيدة جديدة». { ونجاح باهر يقع للخطة هذه. { والاتهام بالخيانة العظمى الذي كان يوجه لمن يتعامل مع إسرائيل.. يوجَّه الآن للرئيس مرسي لأنه «اتصل بحماس الإسلامية في فلسطين». { وعقيدة الجيش المصري الآن تحول.. وعملياً.. من مفهوم أن العدو هو إسرائيل إلى مفهوم أن العدو هو الإسلام والإخوان. { ومعارك سيناء يخوضها الجيش بالمفهوم هذا. { ونجاح خطة هدم المجتمع الإسلامي كله عن طريق إعلام كامب ديڤيد ما يكشفه ليس هو المذيع يوسف. { الخراب هذا ما يكشفه هو أنه لا أحد الآن وحتى أنت يخطر بباله أن الأيام هذه .. الآن.. هي أيام الذكرى الرابعة والأربعين لحريق المسجد الأقصى!! { والخطوة التالية تقترب حثيثاً. { ودولة هي الداعم الأول للجيش الحر ضد الأسد تبعث مدير مخابراتها الأسبوع الماضي إلى «بوتن» ليقول: نعطيكم سوريا.. وأعطونا مصر. { وبوتن يرفض. {وهيكل الذي يكتب بيان السيسي الأول ضد الإخوان يذكِّره الناس بأنه هو من كان يكتب في السبعينيات يحذر أمريكا من خطورة الجهاديين.. وهناك يقول جملة شهيرة { هيكل يقول ما الذي تفعله مع رجل يريد أن يموت؟ { الجملة ذاتها تصلح الآن لحديث يوجهه الإخوان من تحت الأرض إلى هيكل وإلى سيسي { والجملة هذه لعلها تكون بداية للمرحلة القادمة. «4» { وفي السودان الجنوب الذي يسعى لإشعال أبيي في أكتوبر القادم ينظر إلى مخطط في الخرطوم غريب. { مخطط الخرطوم.. في أكتوبر ذاته.. يبلغ درجة «تقسيم بيوت الخرطوم/ بعد سقوطها/ على قادة التمرد».. ثم؟.. { ثم السبايا.. { يبقى أن ما نحدِّث عنه منذ منتصف رمضان أن مناوشات سوف تتم في طريق الدمازين يقوم بها التمرد هناك لصرف النظر عن هدفه الأكبر.. الكرمك.