«أي هجوم أمريكي عسكري على سوريا سيؤدي إلى زوال إسرائيل قريباً». هذه هي كلمات قائد الحرس الثوري الإيراني السيدّ محمد علي جعفري.. وبالمثل صّرح نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإيراني السيد مسعود جزائري قائلاً: «إن النار التي ستندفع جراء أي تدخل عسكري محتمل في سوريا ستحرق النظام الإسرائيلي».. انتهى إذا كان هذا التهديد الإيراني موجه إلى واشنطن التي يهمها حماية أمن إسرائيل، فماذا يهم المسلمين هنا؟! ألا يهمهم حديث السيد محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق حينما تحدَّث عن محو إسرائيل من الخارطة؟! ها هو محورها وزوالها قد دنا باعتزام واشنطن الهجوم على سوريا رداً على الحرب الكيماوية المحلية في الغوطة الشرقية. وكأنما التنبؤ السياسي لأحمدي نجاد يمضي الآن نحو التحقيق. ولا أظن واشنطن ستسجيب للتهديد الإيراني، ولا أظن أن إسرائيل ستتوجس خيفة منه، يعني أن الهجوم العسكري الأمريكي سيحدث ضد نظام بشار الأسد المزدوج «البعث الطائفي»، وبعده ستنمحي وتزول إسرائيل من الخارطة كما تحدّث هكذا من قبل السيد محمود أحمدي نجاد. إذن كل من لا يريد الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب والجرائم الإنسانية في فلسطين سيوافق على كل ما يؤدي إلى محو وزوال إسرائيل. ومما يؤدي إلى ذلك حسب «البعض» هو مهاجمة النظام السوري الذي هاجم الشعب السوري بالسلاح الكيماوي. والسؤال بعد ذلك هو: هل محو وزوال إسرائيل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي «مبدأ» يستحق استثمار معاقبة البعث السوري على استخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري لمحو وزوال إسرائيل، أم أن الأمر مجرد تهديد وانتهازية لحماية عضو معين في حلف إقليمي؟! وإذا كانت واشنطن ترى أن مهاجمتها للنظام السوري «الكيميائي» تقود إلى زوال وحرق إسرائيل ومحوها من الخارطة، بالتأكيد لن تهاجم، لكن سيستمر الهجوم بالسلاح الكيميائي على الشعب السوري، وبعد الغوطة ينتقل إلى غيرها من المدن والقرى السورية. وهكذا يكون الشعب السوري ضحية لحماية أمن الاحتلال الإسرائيلي. من أجل حماية إسرائيل من المحو والزوال والحرق يُترك النظام السوري دون معاقبة وهو مُستمر في محاربة شعبه بأسلحة الدمار الشامل. وواشنطن تبقى في مثل هذه الحالة أمام خيارين، إما إنقاذ الشعب السوري أو بالأحرى ما تبقى منه من قسوة النظام البعثي الطائفي غير مكترثة لتهديدات محو وزوال وحرق إسرائيل باعتبارها ليست واقعية وأنها من باب الاستهلاك السياسي الممجوج، وأما الخوف على الاحتلال الأسرائيلي أو على الأقل الخوف على أن يعيش اليهود داخل فلسطين في قلق وهلع يحملهم على التفكير في الهجرة العكسية بموجات عاتية.. وبالتالي عودة فلسطين لأهلها كاملة كما كانت قبل الانتداب البريطاني وكما كانت أيام الدولة العثمانية. وإذا كان الهجوم العراقي ضد إسرائيل بالصواريخ في حرب الخليج الثانية لم يُثن الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة عن الاستجابة لدعوة المعارضة العراقية بقيادة الجلبي والحكيم والخوئي والسستاني والصدر لاحتلال العراق وإسقاط حكم صدام، فهل تثنيها الآن عن مهاجمة سوريا رداً على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الشعب الأعزل التهديدات بزوال وحرق إسرائيل؟! وإذا كان من الممكن زوال الاحتلال اليهودي فماذا ينتظرون؟!