مطار الخرطوم يعود للعمل 5 يناير القادم    مصر تؤكد دعمها الكامل لوحدة وسيادة الصومال    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    ما بين (سبَاكة) فلوران و(خَرمجَة) ربجيكامب    ضربات سلاح الجو السعودي لتجمعات المليشيات الإماراتية بحضرموت أيقظت عدداً من رموز السياسة والمجتمع في العالم    قرارات لجنة الانضباط برئاسة مهدي البحر في أحداث مباراة الناصر الخرطوم والصفاء الابيض    غوتيريش يدعم مبادرة حكومة السودان للسلام ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار    صقور الجديان" تختتم تحضيراتها استعدادًا لمواجهة غينيا الاستوائية الحاسمة    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    نيجيريا تعلّق على الغارات الجوية    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار فوق العادة في الشأن الدولي والداخلي
نشر في الانتباهة يوم 06 - 09 - 2013

الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف ممن منَّ الله تعالى عليهم بالعلم الغزير والتواضع الجم، ولفضيلته جهود دعوية كبيرة في كثير من الفضائيات ذات المشاهدة العالية كقناة طيبة ودليل وقناة قطر وغيرها من الفضائيات. وتخرج الشيخ في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كلية الشريعة وكان من المتفوقين في دفعته، وأتم الدراسات العليا في جامعة الخرطوم. ويشغل الشيخ عبد الحي يوسف حالياً منصب نائب رئيس هيئة علماء السودان، كما أنه إمام وخطيب مسجد خاتم المرسلين بحي الدوحة بالخرطوم. واشتهر شيخ عبد الحي بالجرأة والصدع بالحق، وله جهود مشكورة في الدعوة والتربية، وهو من الذين ينادون بتوحيد أهل القبلة. وقد أجرت «شبكة المشكاة الإسلامية» حواراً صحفياً مع الدكتور عبد الحي يوسف واضعة على منضدته العديد من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالأحداث الجارية حالياً على الصعيد المحلي والخارجي.. فإلى مضابط الحوار:
في البدء شيخ عبد الحي يوسف ما هو رأيكم تجاه الأحداث في دولة مصر والمجازر البشعة التي ارتكبها السيسي وأعوانُه؟
الحمد لله على ما قضى وقدر، ونسأل الله تعالى الرحمة لمن اختارهم واصطفاهم، والشفاء والثبات لمن أبقاهم، وأذكِّر بأن هذا سبيل المجرمين من قديم، حين يعمدون إلى القوة الغاشمة لفرض باطلهم، وقد قال فرعون وقومه عمن خالفوهم «سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون»، أما السيسي ومن معه فقد كانوا شراً من فرعون حين عمدوا إلى قتل النساء والأطفال، واستهدفوهم بالطلقات المميتة في الصدر والرقبة، ثم أحرقوا الجثث وجرفوها بالجرافات «وكذلك نصرف الآيات ولتستبين سبيل المجرمين» وقد كان أكثر الناس تشاؤماً لا يتوقع أن تؤول الأحداث إلى ما آلت إليه؛ في ظل دعوات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي وغير ذلك من الشارات والعناوين التي خدعونا بها طويلاً، لكن القوم أجمعوا أمرهم وأسروا النجوى، وظني أن السيسي ومن معه ما كانوا ليجترئوا على اقتراف تلك الجرائم البشعة لولا ضوء أخضر من ساداتهم اليهود والصليبيين، وفي ليلة الانقلاب كنت في قطر في مؤتمر الهيئة العالمية لتدبر القرآن، وكان من المشاركين وزير الأوقاف في حكومة غزة، وقد أخبرنا بعد الانقلاب بسويعات أن الجيش المصري شرع في هدم الأنفاق التي تصل من خلالها بعض السلع لأهلنا المحاصرين في غزة كأن الانقلاب ما جاء إلا ليكون خادماً للصهاينة محققاً لرغباتهم قاضياً على بعض الآمال التي أنعشها في نفوس الناس انتخاب محمد مرسي بخلفيته الإسلامية وتربيته الإخوانية.. ومهما يكن من أمر فعلى كل مسلم أن يتذكر أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وأنه جل جلاله عزيز ذو انتقام، وأن المحن قد تستبطن منحاً «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».
عودة المفسدين للحكم قد يشكك بعض ضعاف الإيمان في وعد الله تعالى بأن العاقبة للمتقين؟
من قرأ التاريخ علم أن الأيام دُوَل وأن الدهر غِيَر، وأن للباطل جولة وللحق جولات، وفي سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم نقرأ ما حلَّ بالمسلمين في أُحد وما حصل لأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين، وما كان من المقتلة العظيمة للصحابة يوم اليمامة، حتى استحر القتل في القراء وفني منهم الجم الغفير، والله تعالى لا يخلف الميعاد، وقد قال سبحانه «والعاقبة للمتقين»، وقال «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين»، وقال «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً» وانتصار الشعب المصري إنما يتحقق ببيان حقيقة هؤلاء الانقلابيين، وأن السيسي صائل متعدٍ خائن للعهد، ومن معه خرجوا على الحاكم الشرعي مستعينين في ذلك بأكابر المجرمين من الفلول وشيوخ السوء ورؤوس الكنيسة القبطية حيث التقت إرادة السوء عند هؤلاء جميعاً على التخلص من الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب بمحض إرادته ومنحه ثقته في انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها، ويتحقق الانتصار كذلك بصمود الناس أمام هذا الزيف الإعلامي المركَّز الذي يُراد منه تزيين الباطل المحض في صورة الحق الزاهي، ويتحقق بالالتفاف حول القيادات الشرعية الحقيقية التي لا تبيع دينها بدنيا غيرها، وهم والحمد لله وافرون، وقد كانت لهم مواقف تبيض وجوههم يوم تبيض وجوه، ولم يعهد الناس من عالم بالشريعة معتبر تأييد ذلك الانقلاب الدموي، بل الإجماع منعقد على إدانة المتورطين فيه، اللهم إلا شرذمة قليلة من علماء السوء ممن عهد عنهم لبس الحق بالباطل والصد عن سبيل الله، وقد كانوا عوناً لكل طاغوت جبان.
رسالة توجهونها للذين استحكم اليأس بقلوبهم بسبب عدم عودة الرئيس مرسي للحكم مرة أخرى؟
أقول لهم: أحسنوا الظن بربكم جل جلاله وتذكروا قوله سبحانه «ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض» فمازال التدافع بين الحق والباطل ماضياً إلى قيام الساعة، وليست القضية عودة مرسي أو ذهابه، بل المطلوب أن يتدارس الناس الموقف الشرعي الصحيح من تلك الأحداث، ويتعرفوا على السبل الكفيلة بتحقيق وحدة العاملين للإسلام لئلا يستغلهم أعداء الله في ضرب بعضهم ببعض، ويحسنوا الاستعداد لجولة أخرى يكون فيها لجم الباطل وكبح جماح أهله، وعليهم كذلك ألا يعولوا على المنظمات العالمية والمجتمع الدولي لأن الأحداث أثبتت أنهم دجالون مخاتلون، حيث كفوا أيديهم عن اتخاذ إجراء رادع أمام هذا الانقلاب الدموي والدولة البوليسية التي أعادت إنتاج النظام القديم بصورة أشد قتامةً وأكثر إجراماً مثلما كان موقفهم من قبل في انتخابات الجزائر وفلسطين وغيرها من بلاد الله.
دعم بعض حكام العرب للسيسي هل هذه مشاركة في إثم القتل؟
موقف هؤلاء يمثل قمة الخزي والعار، حيث استعدوا بفعلتهم هذه شعب مصر الذي رأى تخاذل هؤلاء الحكام في دعم الحاكم الذي انتخبوه بإرادتهم، حيث عمدوا إلى عزله والتضييق عليه وحجب كل عون عنه، مع تحريض أوباش الناس وسفلتهم على الخروج عليه وتهيئة ذلك بالإعلام الكاذب والشائعات المضللة من خلال قنوات زاعقة تكذب الكذبة تبلغ الآفاق، والناس يعرفون تبعية تلك القنوات وتمويلهم من حكام معروفين بأسمائهم وأعيانهم، ثم رأوهم يدعمون هؤلاء الانقلابيين المجرمين مادياً ومعنوياً بمجرد حصول الانقلاب دون وازع من خلق أو ضمير، وكأنهم في حلف مع الشيطان في وأد كل تجربة تُشَمُّ منها رائحة الإسلام «أتواصوا به؟ بل هم قوم طاغون» فالطغاة تشابهت قلوبهم وتوحدت أهدافهم، وظني أنهم سيعيدون الكرة في تونس ولييبيا واليمن مستعينين بمن يلبسون على الناس دينهم من وعاظ الشرطة وعملاء السلطة الآكلين الدنيا بالدين من أجل أن يقرروا في العقل الجمعي للشعوب المسلمة أنه لا بديل عن الرضاء بالذل والمهانة تحت سلطة الطواغيت المستبدين، لكن هيهات هيهات فمازلنا نرى إخواننا في مصر رغم تلك المجازر البشعة والكذب الرخيص وطول أمد الانقلاب الدموي يخرجون محتجين غير آبهين برصاص الشرطة وتعدي البلطجية والمجرمين، مما يدل على أن هذه الشعوب قد شبت عن الطوق وما عادت تلقي بأيديها إلى التهلكة ولا هي قابلة للاستعباد من جديد.
كيف تنظرون لموقف الحكومة السودانية تجاه الأزمة المصرية سيما أنها أعلنت أن ما يحدث شأن داخلى لمصر ولا صلة لها به؟
كم كنت أرجو أن يكون موقف حكومتنا معبراً عن أشواق شعبنا التواق إلى الحرية الكاره للتسلط والاستبداد، وأن يمتنعوا في أضعف الإيمان عن استقبال وزير خارجية الانقلاب، ويقطعوا الاتصال بتلك الحكومة الدموية العميلة، مثلما فعل الطيب أردوغان وحكومة تونس، لكن ما كل يتمنى المرء يدركه، وأحسب أن حكومتنا تشعر بضعف شديد وخور يمنعها من اتخاذ موقف يرضى عنه الضمير الوطني وتقتضيه الإخوة الإيمانية.
ما هو دور المواطن السوداني العادي المتابع للأحداث المصرية وهو يتألم لتقتيل إخوانه بأبشع الطرق؟
دورنا بوصفنا مواطنين نستشعر الإخوة تجاه أولئك المستضعفين يتمثل في عدة محاور أولها: تذكير الناس بعظيم نعمة الله علينا، حيث لم نصل حكاماً ومحكومين إلى هذا الدرك الأسفل من العدوان اللفظي والجسدي الذي يمارسه أولئك الظلمة الجائرون، فكم من نعمة لله علينا قَلَّ له بها شكرنا.
وثانيها: العمل على رأب الصدع فيما بيننا وإيفاء الحقوق إلى أهلها لئلا تتراكم ظلامات تؤدي ببعض الناس إلى مثل هذا السلوك النازع إلى العدوانية المفرطة.
وثالثها: الإكثار من الدعاء لإخواننا في مصر بأن يعجل الله فرجهم ويفك أسرهم ويجبر كسرهم ويربط على قلوبهم.
ورابعها: الدعاء على أولئك المجرمين الأوغاد بأن يديل الله دولتهم ويخالف بين وجوههم ويلقي الرعب في قلوبهم.
وخامسها: فضح الأفاكين الذين أظهروا الشماتة بإخواننا في مصر، يستوي في ذلك العلمانيون الذين صدعوا رؤوسنا طويلاً بالحديث عن الديمقراطية واستحقاقات الصندوق، والدجالون المدندنون بتحريم الخروج على الحاكم، ثم وجدناهم عوناً لأولئك الانقلابيين الخوارج الكارهين للدين وأهله.
وسادسها: بيان هدي الإسلام في شورية الحكم وأنه يرفض الحكم الفرعوني الجبري والملك العضوض سُنة كسرى وقيصر وأن الطريق الأقوم أن يمكن الناس من اختيار حكامهم بأنفسهم.
وسابعها: بيان نفاق المجتمع الدولي الذي يكيل لا بمكيالين بل بعدة مكاييل؛ فما هو حرام اليوم قد يكون حلالاً غداً؛ فالقوم لا توجههم عهود ولا مواثيق بل ينظرون إلى ما يحقق مصالحهم في وأد الإسلام وأهله ودعم صنائعهم وعملائهم.
لننتقل للحديث عن المحور السوري والسؤال الذي يتبادر لأذهان الجميع: إلى متى ستستمر المجازر التي يرتكبها نظام الأسد في حق المواطنين العزل ومتى سيتحرك العالم لإيقاف ما يحدث؟
- الذي يبدو من تسلسل الأحداث والله أعلم أن ثمة تواطؤاً عربياً ودولياً على إطلاق يد عدو الله الطاغية النصيري في سوريا ليفعل الأفاعيل، ويبيد أكبر عدد من أهل السنة في سوريا؛ مستعيناً في ذلك بأهل ملته من الروافض في إيران والعراق ولبنان، والمتابع يعلم أن ثوار سوريا قد حُجبت عنهم الأسلحة التي يمكنهم من خلالها حسم الأمر وكف يد الظلمة المجرمين، أو على الأقل إحداث توازن الرعب، وفي الوقت نفسه المجتمع الدولي يراوح مكانه ولا يتخذ خطوة جادة لإنهاء الصراع الذي طال أمده، ولا نرى سوى التصريحات الخافتة والاجتماعات الباهتة. والأمل بعد الله معقود على سواعد أولئك الثوار الأبطال الذين نزعوا رداء الخوف وباعوا أنفسهم لله بعدما خذلهم القريب والبعيد، والله تعالى قادر على أن ينصرهم بما شاء كيف شاء متى شاء، وموعود الله في القرآن أصدق من تشكيك المرتابين «ألا إن نصر الله قريب».
فضيلتكم من أوائل الذين حثوا الناس على دعم إخوانهم في سوريا لكنكم لم تزكوا جهة معروفة تقوم بإيصال الدعم للمجاهدين في سوريا؟
الذي دعوت إليه هو دعم إخواننا من المهجَّرين «الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله» فهم بحاجة إلى الدعاء والغذاء والكساء والدواء، وبحاجة إلى أن نذكر الناس بعدالة قضيتهم ونقاء ثورتهم وأنهم لا ينشدون شيئاً سوى العيش الكريم وأن يحققوا الكرامة الإنسانية التي كفلها الله للبشر جميعاً حين قال «ولقد كرمنا بني آدم» أما المجاهدون في الميدان فدعمهم إنما يكون بالسلاح الذي يضمن لهم التوازن مع عدوهم أو التفوق عليه، ولا يتأتى ذلك من قبل الأفراد بل هي مهمة تضطلع بها الأنظمة التي لو صدقت لاستطاعت أن تغير الحال، لكن أنَّى لها أن تصدق وهي لا تملك قرارها بل رهنت نفسها لأعداء الله، وهي في الوقت نفسه كارهة لحرية الشعوب عاملة على دعم المستبدين وإطالة أمدهم.
كيف تنظرون إلى المجزرة الأخيرة التي ارتكبها نظام الأسد وخلفت وراءها قرابة الألفي شهيد متأثرين بالسلاح الكيماوي، وتزامنت مع وجود بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول استخدام النظام السوري لأسلحة محظورة؟
العارف بخبث الطائفة النصيرية لا يستغرب أن يحصل منهم ما هو أعظم؛ فمنذ أن استولى الأسد الأب على الحكم عام «1971» وهو يعمد إلى سحق أهل السنة في سوريا والتمكين للأقلية النصيرية الحاقدة، وقد أباد أهل حماة عام «1982»، وسام المسلمين سوء العذاب، وأذكر أني قرأت كتاباً اسمه «شاهد ومشهود» لرجل أردني عاصر تلك الأحداث في سوريا، وكان من بين المعتقلين؛ ذكر فيه من صنوف العذاب التي سلطت على المسلمين في سوريا ما تشيب له ناصية الوليد، وقد زاملت عدداً من إخواننا السوريين دارسين ومدرسين فكانوا يذكرون لنا من أساليب القوم وسوء فعالهم ما يدل على حقيقة أنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، فلا غرابة أن يمارس الابن إجرام الأب؛ فالحية لا تلد إلا حية «ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراًَ» وما أخالها المرة الأولى التي يستعمل فيها النصيريون الروافض تلك الأسلحة المحرمة لكن القضية حُرِّكت نظراً لعظم المصاب وما كان من تصوير أجهزة الإعلام مما حصل معه الحرج للمجتمع الدولي المنافق المخادع.
محور آخر متعلق بالسيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت البلاد أخيراً وخلفت وراءها خسائر في الأرواح والممتلكات، هل يمكن اعتبار ما حدث نقمة من الله سبحانه وتعالى، وهل يمكن أن يكون ما أصابنا بسبب ذنوبنا وما كسبت أيدينا أم أنه ابتلاء لرفع الدرجات؟
الأضرار الناتجة من الأمطار ليست بالأمر الجديد، وقد حصل ذلك على زمان رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، وقد يكون عقوبة من الله أو ابتلاء وما ينبغي أن يشغل الناس أنفسهم بذلك، بل عليهم أن يتعاونوا في درء تلك الآثار بإغاثة المنكوبين وإعانة المحتاجين. وفي هذا المقام أذكر بقول النبي «صلى الله عليه وسلم»: «من أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مسلماً على عري كساه الله من حلل الجنة»
كيف تنظرون لدور الحكومة في التعامل مع هذه الأزمة؟
الواجب على كل من ولي مسؤولية أن يواصل الليل بالنهار في تنفيس كربة أولئك المتضررين وأن يسعى بكل سبيل في تأمين العيش الكريم لهم؛ في إطعام جائعهم وكسوة عاريهم وتوفير المأوى لمن فقد بيته، وأن يجتهد في ذلك غاية الاجتهاد، وسيدنا عمر رضي الله عنه قدوة لكل حاكم؛ حين كان في عام الرمادة يسمع لبطنه قرقرة لطول ما أكل زيتاً فكان يقول لها: «قرقري أو لا تقرقري، فلن تذوقي اللحم حتى يذوقه أدنى رجل في المسلمين» ولا يفوتني في هذا المقام أن أثمن ما قام به عُمَّار المساجد وخطباء الجمعة وشباب «نفير» والقائمون على المنظمات الخيرية وغيرهم ممن تداعوا لإغاثة إخواننا أولئك، ولا أنسى الدور العظيم الذي اضطلعت به مؤسسة الراجحي في تأمين بعض الأغذية بصورة عاجلة حال حصول تلك الكارثة، جزاهم الله جميعاً خير ما جزى به عباده الصالحين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.