نحن السودانيين لنا عقل يعمل بصورة جماعية، فعندما عبر أحد الذين يرتادون سوق الكرين للعربات وهو يرى أحدهم يعرض سيارة مازدا بقوله «المازدا الفاسدة» انتشرت تلك المقولة لتحظر وصول أية سيارة من صنف المازدا للسودان وليست سلطات الجمارك هي التي حظرتها بل ذلك العقل الجمعي. تلفت حولك في أي مكان هل ترى أية مازدا «فاسدة أو غير فاسدة» مع أنها من أجود الموديلات. وعندما صرخت إحداهن في حفلة زواج: جاب شيلتو بالهايلوكس والهايلوكس سيوبر ديلوكس لم يبق على ظهر السودان من لم يوقر الهايلوكس سيوبرديلوكس وبالأخص موديل 1983 وكان حلمه أن يقتنيه وأطلقوا عليه اسم الدلع «أب زيق». ولنا في ذلك مقال سننشره بإذن الله لاحقاً. وتربعت تلك اللوثة القومية على وجداننا وتحكرت عند مرابع ذلك اللوري الأسطورة لوري هينو كي واي. ولو قدر لك ان تهتم بأمرٍ ما فلن تجد نفسك مشغولاً بأكثر من اولئك النفر من الناس الذين التقيت بهم في جدة وقد وصلوا فى مهمة تاريخية ذات هدف واحد هو الحصول على لورى هينو كي.. واي. وكما كان اجدادنا القدامى يذهبون فى بعثات صيد لإحضار فيل من غابات الجنوب او على اقل تقدير يقتلونه ويظفرون باسنانه فإن القوم قد جاءوا للرجوع بلورى هينوكي.. واي..واي.. أو على الأقل ««يشلحونه» ويرجعون بكفراته ومكنته. قلت للفارس الأول وهو الذى كان يحمل شنطة السامسونايت: اقدر أعرف سبب اهتمامكم بلورى هينو كى.. واى.. أجابنى بعد ان عقد مشاورة مع تيم القبض على لورى هينو.. فهذه اسرار لا يجوز الإفضاء بها ولكن بما انى لست غريباً كما انى أحد المتعاطفين مع مهمتهم التاريخية هذه فقد أجابنى: اولاً بالتبادي ،.. كل الناس هناك راجين اللورى دا.. والماعندو لورى هينو.. كى.. واى.. ما زول معتبر.. وكمان هو بصفي على اقل تقدير خمسين ستين، واستفسرت عن حكاية خمسين.. ستين هذه فجاءنى الرد بانها تعنى خمسين.. ستين مليون جنيه.. هذا ربحه الصافي. ولكن ما الذى جعل هذه الجحافل من البشرية السودانية تهتم بنوع واحد وماركة واحدة من اللواري.. وجاءني الرد ايضًا: عشان ناس حمد ودعلوبة.. بعد ما باعوا جمالهم.. لموا القروش ولقوا واحد دلاهم على لوري هينو كى.. واى.. اشتروه ودفعوا الجمرك واخذوه معاهم البلد.. وهناك اللورى عمل فعايل.. عليك امان الله القروش بقت تتكب عليهم مثل الملح.. وهكذا انطلق هذا الخبر وسرى سريان البكاسى فى ««ابودليق» وكل واحد يكلم واحد ولم يبق هناك صاحب ماشية او صاحب ساقية او صاحب كنتين لم يفكر فى اقتناء لورى هينو كي.. واي وتحولت بادية السودان الى مراع خصبة ترعى فيها لوارى هينو كى واى.. فلا غرو ولا عجب ان جاء هذا الرهط من الناس وهم ينشدون السعادة التى تتدحرج على اربع كفرات يقف عليها حلمهم الجديد. ولكن اين تعثرون على هذا اللورى وهذا الموديل بالذات؟ اجابوا: يا اخى اللى يسأل مابيتوه. وفعلاً فالذى يسأل لا يتوه ابداً وخاصة اذا كان سؤاله فى محله وعن لورى هينو كى واى بالذات. وانطلقنا نسأل ونزلت علينا الإجابات من المعارض وأصحاب المعارض والسودانيين المتطوعين بالإجابة فى الأوقات الحرجة.. .واخيراً جاءنا الخبر اليقين. هناك واحد لورى هينو كى واى.. يعمل مع كسارة على طريق الخط السريع ولكن قبل ان تصل الى ذلك المكان عليك ان تسأل عن الاسطى علي الذى يعمل فى احدى طلمبات ضخ البنزين فى بنشره الخاص وهو سيدلكم على ذلك. الاسطى علي كان رجلاً كريماً.. اصر على احضار المشروبات الباردة قبل ان يشرح الطريق الموصل الى الكسارة والى الباكستانى الذى يحرس تلك الكسارة. وانطلقنا لا يقف بيننا وبين ضالتنا المنشودة الا بضعة كيلو مترات وبعدها سنعود ان شاء الله غانمين ونحن متأبطون واحد لورى هينو كى.. واى.. وبعد بحث مضن وجدنا الرفيق الباكستانى الذى لم يبدُ عليه الاستغراب لرؤيتنا بل بادر بسؤالنا... تبغى واحد لورى هينو كى واى؟ فاجبنا جميعًا بكلمة نعم.. اهتزت لها ارجاء المكان الجبلى.. واشار الى تل من الحجارة وقال: انت روح.. ورا هذه الحجارة.. تجد واحد لورى هينو كى واى.. ووراء تلك الحجارة.. كان فارسنا يقف اكبر من الحقيقة.. جاثمًا فوق تلة من الرمال.. وخفقت قلوبنا جميعًا ونحن نقترب منه.. وانفعل القوم من شدة التأثر والفرح وهم يبشرون: ابشر.. ابشر..ابشر.. ماشاء الله. ووقفنا بالقرب منه نتأمله.. ولاول مرة اشعر ان اللوارى يمكن ان تكون لها شخصية معتبرة وانها يمكن ان تكون لها هيبة وهيلمان.. ولكن فرحتنا لم تدم طويلاً فعندما انحنينا.. لنستكشف البطنية لمحنا عيون بعض اخواننا السودانيين الذين سبقونا بالحضور قبل لحظات من الناحية الأخرى وهم يستكشفون تلك الاجزاء البطنية للورى هينو.. كى.. واى. ويا فرحة ما تمت. آخر الكلام: وصلتني الرسالة التالية ولمرسلها كل الشكر والتقدير: الدكتور/ محمد عبد الله الريح حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. نهنئكم علي طيب القول وحسن الحديث في كتاب مقالكم الوارد نشره بصحيفة الانتباهة في يوم الخميس 15 شوال 1434 الموافق 22 08 2013تحت عنوان «الطريق بطال نزلت امطار 3» والذي نحسبه كتاب دعوة دعي الى النصح والتناصح لمواضيع هي الاهم تمس حياة المواطن وعافية الوطن كتاب كشف عن الداء وحدد الدواء... فليسلم لسانك دوما ً في تقديم النصيحة إرضاء لله ولرسوله «ص» وتعظيما ً لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... جزاكم الله خيرا ً على كتابكم وفي ميزان أعمالكم... آمين. سيدي الدكتور ود الريح نعتقد والله العليم بأن ما جاء بكتابكم هو بإذن الله فتح رباني أجراه العلي القدير على يديكم لينتفع به العباد والبلاد بإذنه تعالى... لمثل كتابكم هذا نرجو ونطمع للمزيد في زمان شكا من أهله في قلة بذل المعروف عندهم. .. أيها الكاتب السوداني الخالص لكل أهله نكرر التهاني والتقدير لسعادتكم ونبتهل للعلي العزيز أن ينعم عليكم دومًا تمام الصحة والعافية وحبور العيش آمين.. ونسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم والمسلمين جميعًا الى سبل الرشاد يقيناً وقولاً وعملاً آمين. والله الموفق أخوكم : عبد الله بن عثمان علي حامد