كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريوهات: نقد ساخر
رسوم هنايات
نشر في الرأي العام يوم 01 - 02 - 2008

كانت هنالك حركة غير عادية فى مكتب المسئول الولائى .. المكتب مزدحم بالموظفين الذين يحملون اوراقاً للتوقيع .. مدير مكتب سعادته يحمل فى يده جوازات وتذاكر سفر .. السايق يقف وأمامه بعض الحقائب ..بينما كان المسئول يقوم بكتابة مسودة خطاب ما أن إنتهى من كتابتها حتى نده على السكرتيرة: - شوفى يا (ليلى) الخطاب ده تطبعيهو وترسليهو بالسرك لناس (إدارة المياه) النهار ده. بعد ذلك مباشرة قام المسئول يتبعه هذا (الرهط) من (التابعين) بالخروج متجهاً نحو المطار فى طريقه لعقد إحدى (الصفقات…) بعد أن فطرت السكرتيرة (ليلى) وشربت (البارد) قامت بتشغيل جهاز الكمبيوتر ثم أخرجت مسودة الخطاب من (الدرج).. الخطاب موجه من المسئول الولائى إلى السيد مدير مرفق المياه يطلب منه أن يقوم بوضع رسوم (حسب الجدول المرفق) على كل فاتورة مياه … ولكن السكرتيرة قد أصابتها الدهشة لعدم مقدرتها على قراءة (الكلمة) التى تلى كلمة (رسوم ----------------------------------------------------------------------------------------------------- - كدى عليكى الله يا (أمال) تعالى أقرى ليا دى رسوم شنو؟ - أجى يا (ليلى) ما مكتوب ليك عديل … رسوم هنايات. - والله أنا ذاتى قلت كدة. وقامت (ليلى) بطباعة الخطاب وإرساله (بالسرك) مع عم (سيد) الساعى لإدارة هيئة المياه. فرك مدير هيئة المياه عينيه.. وقام بمسح عدسات نظارته الطبية المقعرة عدة مرات … لكنها رسوم هنايات.. عرض الخطاب على بعض معاونيه….. لكنها رسوم هنايات. - هنايات هنايات .. ونحنا مالنا .. ثم نده على مدير المبيعات والتحصيل شوف يا (عوض) تخت الرسوم بتاعت (الهنايات) دى مع الفاتورة الجاية طوالى وتعمل بما جاء فى الخطاب ده … أول الشهر : بينما كان الأسطى (مصطفى السباك) يحمل فى يده كيس (عدة الشغل) متأهبا للخروج من منزله متوجهاً في صباح ذلك اليوم إلى (المحطة الوسطى) حيث الجلوس فى انتظار (الرزق).. دق باب الشارع. - نعم يا ابني - فاتورة المويه يا حاج وأثناء ما كان (الأسطى مصطفى) يتناول الفاتورة بادره المتحصل: - ح تدفع هسع يا حاج؟ - والله يا ابني هسع ما معانا تعال لينا بعد بكرة. اقتنع (المتحصل) برد الأسطى مصطفى ولم يعلق عليه بل أعاد بقية الفواتير إلى الشنطة السوداء الصغيرة التي كان (يعلقها) على كتفه وذهب ليطرق باب المنزل الثاني. فى طريقه إلى محطة (الحافلات) أدخل الأسطى مصطفى (الفاتورة) في جيب قميصه وبالمرة تحسس الخمسمية جنيه (الحديد) بتاعت الحافلة ليطمئن على وجودها. بينما كان الأسطى مصطفى يجلس في الكرسي الذي خلف سائق الحافلة مباشرة أشار له (الكمساري) بالدفع وهو يمد له يده (مكشكشا) بالفكة التي في يده ... أدخل الأسطى مصطفى يده في جيب قميصه وأخرج الخمسمية جنيه الحديد التي (لضيق الجيب) خرجت ومعها (فاتورة المياه).. ناول الأسطى مصطفى الكمساري (الخمسميت جنيه) وقد أعاد له الأخير الباقي. أخرج الاسطى مصطفى نظارته الطبية (المخربشة) العدسات وهو لا يزال ممسكا بالفاتورة وأخذ يتفحص محتوياتها. الاستهلاك الشهري 1500 دينار المتأخرات 3000 دينار رسوم هنايات 7000 دينار المبلغ المستحق 5200 دينار نظر الأسطى (مصطفى) وأمعن النظر في تفاصيل الفاتورة.. أمسك بطرف قميصه وأخذ في تلميع عدسات النظارة ثم أعاد قراءة التفاصيل لعله قرأ بنود تلك التفاصيل خطأ.. ولكن.. ياها..ياها… رسوم هنايات … عند وصول الحافلة إلى المحطة الوسطى ترجل الأسطى مصطفى واتجه كعادته اليومية إلى قهوة (المعلم سليمان) التي يجتمع فيها يوميا جميع العمال والأسطوات كهربية - نقاشين - سباكين وخلافه وضع الأسطى مصطفى (كيس العدة) تحته مباشرة وجلس على كرسي الحديد وطلب من الجرسون واحد شاي سادة.. ثم استعدل في جلسته وأخرج نظارته.. وأداها مسحة تاني.. ثم أخرج الفاتورة من جديد : الاستهلاك الشهري 1500 دينار المتأخرات 3000 دينار رسوم هنايات 7000 دينار المبلغ المستحق 5200 دينار بينما كان الأسطى مصطفى على ذلك الحال كان (وليد) صاحب مغلق أدوات البناء الملاصق للقهوة يقوم بفتح المغلق فناداه الاسطى مصطفى: - تعال يا وليد يا ابني - أيوه يا عم مصطفى.. أي خدمة ؟ - عليك الله يا وليد يا ابني شوف ليا الفاتورة دي - (أمسك وليد بالفاتورة) : والله يا عم مصطفى الفاتورة دى بتقول: الاستهلال الشهري 15 ألف والمتأخرات تلاتين ألف ورسوم هنايات سبعة ألف .. آآى رسوم ه ن ا ي ا ت…... أيوه يا عم مصطفى مكتوب رسوم هنايات أعاد وليد الفاتورة للأسطى مصطفى الذى كان يخاطب نفسه بصوت مسموع:- - والله حكاية قال أيه رسوم (هنايات) هو (الهناية) الطلعت (هناينا) دي قادرين ندفعا. - انتصب الأسطى مصطفى واقفا.. أخذ رشفة من كباية الشاي التي أمامه ثم قال مخاطبا زميله الذي يجلس بجانبه: - بالله يا أسطى (عبد الله) أمسك ليا (عدة الشغل) دي ماشي ليا مشوار قريب وراجع. لأن الاسطى مصطفى قروشو قاعد يطلعا من عرق جبينو بتعب ومشقة وعناء كان لابد أن يقوم (بسك) الموضوع وأن يقوم بمتابعة المسألة ليعرف ماهية هذه الرسوم وما هي هذه (الهنايات) لذلك حينما غادر القهوة كان قد قرر أن يقوم بالذهاب إلى (هيئة المياه) فالمسئولين هنالك لابد أنهم على معرفة بماهية هذه الرسوم. - ممكن يا بتي أقابل المدير - المدير في اجتماع - ممكن طيب أقابل نايبو؟ - نايبو ذاتو معاهو فى الإجتماع - طيب الاجتماع دا بيخلص متين؟ - والله ما معروف دخلو هسع - إنت بالظبط عندك شنو يا حاج؟ عشان أساعدك - أنا الفاتورة جابوها ليا و… - لقيت فيها رسوم (هنايات) مش كده؟ - أيوه كده .. أها عاوز أعرف (هنايات) شنو دي كمان ؟… ما كفاية (الهناي) النحنا فيهو دا… المسئولين ديل (هنايتم) دي ما حقو يخلوها… كل يوم طالعين لينا بي (هناية) جديدة لحدت ما (هناينا) طلع.. - يا هناي.. أقصد يا حاج.. أنحنا رسوم (الهنايات) دي ما ختيناها نحنا.. لأنو جاتنا من (الولاية) كدا - والولاية دى بعيدة من هنا؟ وبعد أن قامت (سكرتيرة السيد المدير) بتوصيف موقع مبانى (الولاية) للأسطى مصطفى قام الأخير بإعادة الفاتورة إلى جيبه وعلى الرغم من عزمه على (سك) الموضوع والذهاب إلى مبانى الولاية إلا أنه تذكر أن ما لديه من (قروش) لا يكفي لأن يذهب إلى مكان آخر سوى أن يعود إلى المحطة الوسطى من جديد وهو لا يفتأ يردد بين كل دقيقة والأخرى - قال إيه رسوم هنايات.. والله يا هو دا الفضل - قال إيه.. رسوم هنايات.. يا هو والله دا الفضل عاد الأسطى مصطفى إلى منزله في (العصرية) وهو خائر ومنهك القوى. - أخت ليك يا حاج الغداء؟ - قال ايه رسوم هنايات… والله يا هو دا الفضل - شنو يا حاج أخت ليك (الهناى) .. بسم الله اقصد الغداء ؟ - ختى ليا (الهنايات) .. قال إيه رسوم هنايات .. والله يا هو دا الفضل تغدى (الاسطى مصطفى) وأخد ليهو نومة من أثر الجرى والإرهاق ولم يستيقظ إلا على صوت جارتهم (عزيزة) وهي تخاطب زوجته: - دفعتو يا نفيسة رسوم (الهنايات) ؟ … الحكومة دي (تتجازي) كملت الرسوم كلها مالقت ليها حاجة غير تعمل للهنايات رسوم!! - والله الحاج قال ما بدفع إلا يشوف آخرتا - والله أنحنا دفعنا.. كمان بنقدر على الحراسات والسجون ما أن سمع الأسطى مصطفى كلمة (الحراسات) و(السجون) حتى هب من سريره واقفاً: - سجون؟ نحنا قاعدين نسرق؟ والا قاعدين ننهب؟ شعب جبان ..أي حاجة يقولوا ليكم أدفعوها تدفعوها حتى لو ما عارفنها شنو .. على بالطلاق ما أعرف (هنايات) دي شنو ما أدفعا !! هنا التفتت الجارة ( عزيزة) مذعورة وهى تخاطب (نفيسة) زوجة الأسطى مصطفى : - هي سجمي يا نفيسة نسيت .. ما بلقى ليا عندك شوية (هنايات) اقصد (طماطمايات)؟ في صباح اليوم التالي تأهب (الأسطى مصطفى) للخروج ذاهبا كعادته إلى المحطة الوسطى التي قرر منها أن يذهب إلى حيث مبانى الولاية للاستفسار عن رسوم الهنايات. وما أن هم بالخروج فاتحاً باب الشارع حتى وجد (متحصل) المياه يقف امامه : - أها يا حاج حضرت لينا القروش وألا نقطع؟؟ - تقطع شنو؟؟ نحنا قروش موية بندفعا لكن (الهنايات) دى لو ما عرفناها ما بندفعا. - لكن يا حاج كده مويتك ح تنقطع وكمان ح تعرض نفسك للقانون - قانون شنو كمان؟ - قانون (الهنايات) .. والله يا حاج ما تدفع يودوك (نيابة الهنايات) وبعد داك يحولوك (محكمة الهنايات) وبعدين تتورط ما يحلك الا الحل (هناى) .. أقصد (بله). فى طريقه إلى محطة المواصلات وجد (الأسطى مصطفى) أن معظم سكان الحى قد تم قطع الإمداد المائى عنهم حيث إنهم جميعاً قد رفضوا دفع (رسوم الهنايات) .. واصل الأسطى مصطفى مشواره نحو (السوق) حيث وجد أن جميع المحلات التجارية مغلقة وأن وسائل المواصلات منعدمة وأن هنالك حالة من الشلل العام وذلك خوفاً من إحتمال إندلاع أى حالات تظاهر وشغب بعد أن تم قطع الإمداد المائى عن معظم سكان المدينة وسط حالة من الإستنكار . إشترى (الأسطى) مصطفى (جريدة) من أحد (الصبيان) السريحة وعاد إلى منزله مشياً على الأقدام لتوقف المواصلات. كانت عناوين (الجريدة الرئيسية: «بعض المأجورين والطابور الخامس يقومون ببعض التظاهرات». (غداً القوى الوطنية تنظم مسيرة مليونية تأييداً لرسوم) الهنايات ..مظاهرة مليونية تأييداً: فى اليوم التالى لم يخرج (الأسطى مصطفى) من منزله وفضل أن يقوم بمتابعة الأحداث من خلال الراديو والتلفزيون… بعد أن تناول الإفطار جلس (الأسطى) مصطفى أمام (الدش) وأدار المؤشر إلى قناة (الإخبارية) نواصل سيداتى وسادتى نشرة الأخبار العالمية حيث شهدت العاصمة السودانية الخرطوم فى الأيام السابقة بعض التظاهرات إحتجاجاً على الرسوم التى فرضت مؤخراً والتي اسمتها الحكومة (رسوم هنايات).. وقد عزت الحكومة هذه التظاهرات إلى ما اسمتهم بالطابور الخامس والمأجورين مما حدا بها وبأحزابها (المتوالية) إلى تسيير هذه المسيرة المليونية المؤيدة للرسوم … إلى التفاصيل ومراسلنا من الخرطوم .. الجوهر الفردي - هل تسمعنى يا جوهر؟؟ - نعم أسمعك .. - هل لك أن تنقل لنا وصفاً لهذه المسيرة المليونية التى تنظم تأييداً لقرار فرض رسوم ما يعرف بالهنايات؟ - نعم … نعم … أنا الآن وكما ترون أعزائي المشاهدين أتحدث إليكم من وسط التظاهرة المؤيدة للقرار كما ترون وتسمعون .. مكبرات الصوت.. أعداد مهولة من البصات (الهندية) والحافلات ذات اللوحات البيضاء والخضراء و الصفراء واللاندكروزرات.. وأطفال وتلاميذ المدارس.. الموظفين.. كما ترون سيداتى سادتى فهذه بعض اللافتات (القماشية) التى كتب عليها : - محلية أم جلافيط تؤيد رسوم الهنايات - اللجنة الشعبية لحي الهناية شلعوها مع رسوم الهنايات - مزيداً من الرسوم لحياة أفضل - اطفال روضة الغد يؤيدون الرسوم من اجل غد أفضل - الرسوم من أجل المشروع الحضاري وها هى الهتافات كما تتناهى إلى أسماعكم : - الرافضين أعداء الدين - لا خدمات بدون رسوم - عاوزين رسوم .. عاوزين رسوم سيداتى سادتى ..المسيرة الآن تتجه نحو المسرح المعد للمسئول الذى قام بإعداد قرار فرض الرسوم والذى قام بقطع سفريته وعاد إلى أرض الوطن خصيصاً لمخاطبة المسيرة : يمسك بالميكرفون (شخص) ذو حلقوم متين: - أيها الأخوة أيها المواطنون الأطهار الشرفاء الانقياء الأبرار إن هذه المسيرة المليونية لهي رسالة واضحة نوجهها لكل العملاء والخونة والمارقين الذين جعلوا من (رسوم الهنايات) وسيلة للرفض والتظاهر وتأليب القوى العالمية علينا.. فليعلم هؤلاء الخونة والمأجورون ان هذه الرسوم باقية وكل من أراد أن (تثكله أمه) فليرفضها : (أصوات هتاف): - الرافضين أعداء الدين .. الرافضين أعداء الدين - تهليل … تكبير - تهليل … تكبير وهنا صعد إلى المسرح فنان المناسبات (ود العدني) حاملاً طنبوره .. مفصلاً قصيدة (للمناسبة): أيا مواطن شنو يعني لو قالو ليك أدفع رسوم دى الحكومة ما قصرت وخيرا كلو جاييك بالكوم شي بترول… شي دهب.. وشي حلاوة لكوم تعليم مجاني ….. آآآى مجااااني علاج مجاني ….. آآآي مجااااني دوا مجاني ….. آآآي مجااااني ده كلومن خيرا وما عاوز يقولوا ليك جيب رسوم أمانه ما اتلومت .. أأأي أتلومت وعبت عيب الشوم ترم ترم ترارم ترارم … ترا ترا ترا ……. رم ترم - سيداتى سادتى من المسيرة المليونية المؤيدة لرسوم الهنايات وقبل أن يقوم الأخ مسئول الولاية والذى قام بوضع الرسوم بإلقاء خطبته يسرنا أعزائى المشاهدين أن نلتقى بأحد
المتظاهرين المؤيدين : - يسرنا أن نلتقي بالأخ .. منو؟ - المكاشفي القاعد ديمة - ما هو رأيك يا أخ مكاشفي في هذه الرسوم والرافضين لها : - بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين ومن تبعه ووالاه أجمعين وبعد : إن طاعة (ولي الأمر) واجبة وان أي مواطن يخرج عنها ولا يستجيب بدفع الرسوم ويعلن رفضه ويتظاهر فهو بغير شك محارباً للدولة وخارجاً عن طاعة ولى الأمر وحكمه أن (يقطع من خلاف ويصلب) وهذا هو رأى جمهور العلماء. وعبر مكبرات الصوت يصيح الشخص (أبوحلقوم) .. الآن يخاطبكم صانع القرار وواضعه .. مسئول الولاية : (هرج) و(مرج) …(هتافات) .. (هتافات) … (صمت): بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين ومن تبعه ووالاه أجمعين.. وبعد أخوانى المواطنين .. شكراً لكم لتأييدكم لهذه الرسوم ولكن هنالك بعض الخطأ وبعض الإلتباس .. الحقيقة لمن أنا كتبت الخطاب كنت مسافر ومستعجل شوية فكتبتو بسرعة وأديتو للسكرتيرة عشان تطبعو وترسلو لي ناس (الموية) وقامت السكرتيرة قرت الكلمة غلط… وطبعتها غلط .. الكلمة يا جماعة (نفايات) … أيوه نفاياااات .. النقطة بتاعت (الفاء) بس زحت شمال شوية فقرتا (هنايات) … يعنى الرسوم الح تندفع والزول الما ح يدفعا ح نقطع (مويتو) هى رسوم (نفايات) وما رسوم هنايات .. رسوم نفاياااااااااااات .. ما هناياااااااااااااااااااات - سيداتى آنساتى سادتى لقد أزال المسئول الآن اللبس وأصبحت الرسوم هى رسوم (نفايات) فهل كان غضب وتظاهر المواطنين من أجل أن الرسوم كانت رسوم (هنايات) أم لأن الرسوم قد تم ربط دفعها بقطع (الماء) الذى هو ضرورة من ضرورات الحياة..؟ بمعنى آخر هل سيوافق المواطن على دفع (رسوم النفايات) أو أى رسوم أخرى مهما كانت تسميتها مع فاتورة المياه أم ستشهد العاصمة مزيداً من أعمال الرفض والتظاهرات…؟ (الجوهر الفردي).. من أمام المسيرة المؤيدة لرسوم (الهنايات) أقصد (النفايات).. بالساحة الخضراء بالخرطوم …قناة الإخبارية

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.