ظلت دولتا السودان وإثيوبيا تتمتعان بعلاقات جوار متأرجحة على مدى سنين طويلة، ولم توصف بالمتميزة فى أحيان كثيرة بسبب الحروب والنزاعات خاصة على الارض بين الدولتين منذ ممالك أكسوم ومروي، وكثير من مشكلات الحدود على الأراضي التي جعلت العلاقات بين البلدين تعيش تلك الحالة المتأرجحة، وقد كشفت وثائق ويكليكس عن نية الرئيس ملس زناوي الاطاحة بالنظام في الخرطوم، كما أن الزيارتين للرئيس الإثيوبي للسودان أخيراً لها دلالات واعتبرها مراقبون لعباً علي الحبلين. ولعل إدراك إثيوبيا لأهمية العلاقة مع السودان أكثر من دول الجوار الإثيوبي الاربع الاخري الصومال، جيبوتي، اريتريا وكينيا جعلها تعيد وتراجع إعادة بناء العلاقات مع السودان مهما بلغت من السوء والتوتر وعدم الاستقرار، حيث ظلت العلاقات بينهما تمثل مكانة متقدمة وتطوراً ملحوظاً في كافة النواحي، وظل البلدان يعملان معا في محاولة لصون السلام والاستقرار على طول حدودهما المشتركة، وكثير من الاتفاقيات التي أبرمت بين الخرطوم وأديس أبابا ستشهد تنفيذا أهمه إزالة تأشيرة الدخول للشعبين، حيث أكد القائم بأعمال السفارة الإثيوبية بالخرطوم غاريل سيلا سياسي أن هناك اتجاهاً لإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين والتعامل بالبطاقة لتسهيل الاجراءات، مبيناً أن ذلك يصب في تنشيط السياحة بين البلدين، ودعا في مؤتمر صحفي حول المهرجان الثقافي السياحي الأول لتعزيز الروابط السودانية الإثيوبية بالخرطوم، لتنشيط السياحة وفتح الطرق والمجالات لتنفيذها، معلناً عن تخفيض قيمة التذاكر السياحية إلى النصف. وكشف صاحب منتجعات في إثيوبيا مستو تايقور عن تخفيض تكاليف الإقامة في الفنادق الإثيوبية، ويرى السفير بالخارجية عثمان سيد سفير أن علاقات السودان وإثيوبيا متميزة في كافة المجالات، مشيراً الى الزيارات المتبادلة بين البشير وملس زناوي، مبيناً أن هناك تنسيقاً في المجالات السياسية والخارجية في العلاقات الامنية والاقتصادية خاصة في البترول والكهرباء. وكشف عن أن 58% من البترول لصالح دولة اثيوبيا، وخطة عن استكمال بناء ميناء بورتسودان لتزويد خدمة المناطق الغربية لإثيوبيا، مؤكداً إلغاء التأشيرة للجوازات الدبلوماسية والرسمية والخاصة وجوازات رجال الأعمال في البلدين، وذلك تسهيلاً للهجرة والسفر للمواطنين العاديين، مشيراً إلى اكتمال طريق القضارف القلابات، وذلك في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين في كافة المجالات، وتوقع أن تشهد العلاقات بينهما طفرة كبيرة في الفترة المقبلة. وجاءت تلك الإجراءات المتلاحقة التي تصب في إطار تقوية العلاقات بين البلدين ترجمةً لدعوات الخبراء والمهتمين في هذا الشأن، حيث أكد الخبير الاستراتيجي مدير جامعة إفريقيا العالمية بروفيسور حسن مكي خلال حديثه في مؤتمر علاقات السودان مع دول الجوار بجامعة إفريقيا، أن إثوبيا تعتبر الأهم في العلاقات مع السودان على المدى الطويل، فضلاً عن دولة جنوب السودان التي تعبر الأهم خلال العشر سنوات المقبلة.