هو جبل يقع شرق الإستوائية طريق جوبا توريت ومن حوله «ننقلا.. ليريا.. اليانقري».. أذكر وصلت جامعة جوبا أمارة المجاهدين.. سبتمبر عام «98» مع مجموعة من المجاهدين بعد أن تم سحبنا من توريت والمواقع الواقعة في طريق جوبا توريت.. حسب تعليمات الشهيد إبراهيم شمس الدين.. بسحب كل الطلاب.. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. ونحن في الجامعة وقد سلمنا مهماتنا العسكرية.. ونتأهب للحضور إلى الخرطوم.. جاءت الإشارة بأن المتمردين هجموا (جبل قطن وليريا سقطت وجبل ملح) بقوات خاصة يطلق عليها (الكوبرا).. وتم تسليحنا مرة أخرى وتوافدت أرتال المجاهدين من الطلاب وبدأت معركة التحرير من ننقلا وتبة العميد وليريا وجبل ملح والعبرة كانت في جبل ملح.. حيث في المعركة الأخيرة التي استمرت من الثامنة صباحاً حتى منتصف النهار.. نفدت المياه وعطش المجاهدون فإذا بالغيث يهطل في الرابعة عصرًا.. فرشت كبابيت المطر لملء المياه بعد أن شربوا.. المعركة هذه كانت صعبة بكل المقاييس حيث تكرر الهجوم على الجبل واستعصى على السرية الرابعة صعود الجبل لكثافة النيران، وقد كانت هناك دوشكا مزعجة تمنع التقدم، ولكن الفدائي أخي أبوبكر مصطفى الطيب الذي تصدى لها واقفاً على رجليه مواجهاً لها في ثبات ورجولة مفرغاً كل خزنته تجاه ضارب الدوشكا وهنا أُصيب وأخلي وفجأة توقفت الدوشكا فصعد المجاهدون الجبل مكبرين ووجد ضارب الدوشكا (فتاة حبشية مربوط مع الدوشكا أعلى الشجرة). وتقبّل الله أبوبكر شهيدًا وبفضل بسالته كان النصر وكثير من الشهداء.. وللأمانة كان شهيدنا إبراهيم شمس الدين يتقدّم الصفوف ومعه عبد الرحيم محمد حسين والزبير بشير طه وأذكر هنا من الضباط المرعب الجنيد حسن الأحمر الذي قاد السرية الرابعة والشهيد عمر قرنبع الملازم البطحاني.. جبل ملح كانت ملحمة تاريخية سطر فيها المجاهدون والقوات المسلحة فصلاً جديداً من البسالة والإقدام والتضحية.. تقبّل الله الشهداء وأشفى الجرحى.. ونصر الأمة.. وألحقنا بإخواننا الأخيار..