يُعتبر نادي المريخ الرياضي الثقافي الاجتماعي واحدًا من المعالم الرئيسية البارزة بمدينة أم درمان ويمثل واحدًا من أيقونات الفكر والريادة في حياة المجتمع السوداني، وجاءت فكرة تأسيسه بواسطة أبناء حي المسالمة الذين كانوا يدرسون بالمدارس وبكلية غردون التذكارية في العام «1908»، والفكرة في بداية مهدها انحصرت كملتقى لأبناء الحي العريق يمارسون فيه أنشطتهم الرياضية والثقافية، لكن الرغبة تطورت لضم لاعبين من خارج حي المسالمة لتقوية «التيم» وخلقت صراعًا بين عبد السيد فرح وفتح الله بشارة الذي كان رافضًا فتح الباب لغير أبناء المسالمة، وبعدها حزم أمره بمغادرة النادي متفرغًا لتأسيس نادي الهلال مع آخرين ليتحول بعدها نادي المسالمة للمريخ تيمنًا بالكوكب الوهاج في العام «1927» وكان الاسم بمبادرة من «سيدة» شقيقة عبد السيد، وعقب إعلان الاسم الجديد رتب الجميع لقيام الجمعية العمومية لانتخاب أول رئيس للنادي من أبناء الحي المخملي بأم درمان، وهذه القراءة التاريخية هي سرد لإحياء ذكرى من خلدوا أنفسهم لرفعة شأن المريخ النادي العريق، وأسهم الباحث والمؤرخ المريخي الإعلامي أبوبكر عابدين في دعم هذه المادة الصحفية. أول من رأس نادي المريخ تقدم نفرُ كريم من أبناء حي المسالمة لخوض انتخابات رئاسة النادي وكان خالد عبد الله أول الفائزين لينال شرف أول رئيس لنادي المريخ واستمر حتى العام «1933»، والمثير أنه كان من أشد المعارضين لفكرة تحويل اسم المريخ من حي المسالمة إلى المريخ، ثم خلفه سليمان العتباني واستمر في رئاسته حتى العام «1937»، ويُذكر أن العتباني كان حكمًا لمباراة سوق القش بين المريخ والهلال والتي فاز فيها المريخ بهدفين مقابل هدف وأيضًا كان لاعبًا بازرًا في فريق وزارة المالية ولفت أنظار أهل المريخ فقرروا تسجيله للفريق، وبعد اعتزاله الكرة رأوا منحه الفرصة لرئاسة النادي نظرًا لخبرته، وبعد تنحيه أعقبه على كرسي الرئاسة محمد خير علي حتى العام «1940» ويُعتبر محمد خير علي من كبار موظفي الدولة فى مؤسسة السكة حديد والجمارك وكان له وزن اجتماعي ومالي. هلالابي تنازل عن عشقه ليرأس المريخ رأس محمد عامر بشير فوراوي المريخ في العام «1941» والمثير أنه كان هلاليًا وكانت تربطه صداقة قوية مع قطب المريخ يوسف عمر أغا مما ساهم في تحوله لتشجيع المريخ رغبة في تقوية روح الصداقة بين الرجلين وأيضًا كان موظفًا مرموقًا في الحكومة وقدمه صديقه أغا لرئاسة المريخ وفاز ورأس لمدة عام وتحول إلى عشقه القديم الهلال وخلفه مباشرة يوسف عمر أغا، ويُعتبر واحدًا من أبناء حي المسالمة وتولى بعده الشيخ إسحاق شداد واستمر حتى العام «1944» وهو واحد من سكان مدينة ودنوباوي وكان مشرفًا على جمع التبرعات لدعم خزينة النادي وخلفه محمد خير لرئاسة ثانية. تبرع بأثاث منزله كاملاً للمريخ محمد علي بخيت رأس نادي المريخ في الفترة من «1948» حتى «1950» وكان أول حارس للفريق، ومن جانب آخر من كبار موظفي الدولة آنذاك وهو من أبناء حي المسالمة ويُشهد له بأنه تبرع بكامل أثاث منزله لنادي المريخ، ليأتي بعده شريف أحمد عمر من العام «1952» حتى «53» وكان من كبار رجالات الدولة ومن أبناء حي العمدة العريق، وتولى بعده الرئاسة يوسف حلمي أبوسمرة واستمر حتى العم 1954 وشهد في عهده تحول نادي المريخ من حي المسالمة إلى السوق وخلفه عوض أبوزيد وحكم حتى العام 1955 وكان هدافًا للفريق وقدم نفسه لاعبًا وإداريًا وأعقبه مباشرة الدكتور محد سعيد بيومي واستمر حتى العام 1957 وشهد عهده تحولاً بتحويل النادي إلى مكانه الحالي حتى الآن بحي العرضة ليجيء بعده عوض أبوزيد رئيسًا حتى العام 58 وتولى بعده فهمي سليمان حتى العام 1960 وكان نجمًا بارزًا في نادي الهلال وتحول برفقة طلعت فريد لتشجيع المريخ وقدم فهمي سليمان نفسه للمريخ لاعبًا وإداريًا ويُعتبر المؤسس الأول لقطاع المناشط بالنادي خلاف كرة القدم. أول رئيس بالتعيين يُعتبر بشير حسن بشير أول من ترأس بالتعيين إدارة نادي المريخ عقب فهمي سليمان مباشرة، واستمر حكمه حتى العام 1964 بسبب قرارات حكومة عبود، وفي عهده تم تشييد الإستاد، ويُذكر أنه غادر في مأمورية إلى أحد أقاليم البلاد وتولى بعده إبراهيم محمد أحمد شل وكان يشغل مديرًا لمبيعات شركة شل العالمية بالسودان وبعض الدول الإفريقية المجاورة واستمر حكمه حتى العام 1965 وخلفه أحمد محمد ياسين واستمر حتى العام 1968.. وكان واحدًا من كبار رجالات الدولة، وفى عهده حدثت خلافات قوية بين الجناح الذي يقوده حسن أبو العائلة وحسن محمد عبد الله مما استدعى تكوين لجنة برئاسته لتسيير أمور النادي، تولى بعده عبد الرحيم عثمان صالح وكان واحدًا من كبار التجار وساهم بماله فى تأهيل الإستاد واستمر حكمه حتى العام 1970 وخلفه عوض أبوزيد في رئاسة المريخ وهو والد الرائد مامون عوض أبوزيد عضو مجلس قيادة ثورة مايو واستمر في حكمه حتى قيام الرياضة الجماهرية ليتولى بعده بشير حسن بشير حتى العام 1976.. أهل المريخ طالبوا بعمل الرئيس وهو في السجن كنوع من الوفاء بعد تخلي الحكومة عن قرار جماهيرية الرياضة بعودة نشاط الأندية الرياضية مرة أخرى تولى رئاسة المريخ اللواء خالد حسن عباس واستمر حتى العام 1977 واستمر لمدة 6 أشهر وبعده جاء حسن أبوالعائلة رئيسًا بالتزكية استمر حتى العام 1978 وتقدم باستقالته وتم تعيين عبد العزيز شدو المحامي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس آنذاك واستمر حتى العام 1979 وبعدها أُعلن عن موعد قيام الجمعية العمومية والتي فازت بها قائمة فؤاد التوم لكنه لم يمارس الرئاسة بسبب سفره إلى لندن، وفي فترة غيابه تولى مهمة الرئيس الحاج عبد الحمن شاخور واستمر حتى العام 1982 وبعد انتهاء فترة عمل المجلس تم تعيين خالد حسن عباس رئيسًا مكلفًا لمدة 6 أشهر واستمر حتى موعد قيام الانتفاضة في العام 1983 وأُودع السجن لكن أهل المريخ أصروا على بقائه رئيسًا كنوع من الوفاء حتى قيام الجمعية العمومية فى العام «1987». عهد البطولات والألقاب الخارجية وبعدها أعلنت الانتخبات العامة لرئاسة المريخ وفاز فيها عبد الحميد الضو حجوج والذي في عهده ازدهر الفريق وفاز ببطولة سيكافا وكأس دبي الذهبي وكأس الاتحاد الإفريقي في العام 1989 واستمر حتى العام 91 وتولى بعده مهدي الفكي وكان مديرًا لبنك السودان واستمر حتى العام 93 وخلفه اللواء ماهل أبوجنة وكان مديرًا لجمارك السودان واستمر حتى 2000 وتولى بعده الدكتور تاج السر محجوب وكان مديرًا لصندوق دعم الولايات واستمر عمله لعام واحد وخلفه محمد إلياس محجوب واستمر حتى العام2003 وشهد عهده خلافات وصراعات حادة بينه وبين المعارضة مما استدعى تدخل الدولة. قائد ثور التعمير تولى بعده جمال عبد الله الوالي ويُعتبر واحدًا من قادة ثورة التعمير ولُقِّب برئيس الرؤساء ووالي الجمال ويحظى بمكانة كبيرة في قلوب أهل المريخ الصغير والكبير، درس الحقوق بجامعة بيروت ونال بعض الدراسات العليا في اللغة الإنجليزية والترجمة من إحدى الجامعات الأمريكية، وشغل في بداية عهده بعض المناصب الإدارية في منظمة الدعوة الإسلامية ويُعتبر واحدًا من رجال المال والاقتصاد وتربطه علاقات جيدة بأباطرة الاقتصاد والتجارة في الدول الإفريقية والعربية وخاصة الخليجية.
