٭ كامب ديڤيد كانت محطة الانطلاق الأولى لتدمير أمة بأكملها، وعبرها سارت مجنزرات الغزاة الطغاة.. فدخلت الأمة العربية والإسلامية في زمن (الانحدار).. زمن السقوط المدوي.. زمن الموت والإبادة (للهنود الحمر) العرب.. ففي غياب الوعي العربي .. كانت (الجزائر) بعد الانقلاب على الديمقراطية انتزعت جبهة الانقاذ الإسلامي.. كانت (الفوضى الخلاقة) الروشتة الأمريكية الصهيونية قتل ودمار وخراب.. فأُنهكت جزائر المليون شهيد وبُعدت عن مسؤوليتها القومية ففاقد الشيء لا يعطيه.. ومروراً بأفغانستان كان الهبوط في بغداد الرشيد.. فأسلحة الدمار الشامل و(الطاغية) صدام أكذوبة وخدعة.. وراؤها دمار العراق أقوى دولة عربية وقتها.. فحتى سقوط نظام البعث لم يكن هدفاً للطغاة .. فالأمر لم ينته باعدام صدام ومن معه.. الأمر كان أدهى وأمر من الضحايا الذين أعدمهم صدام.. الطغاة الجبابرة قسموا العراق الى طوائف وشيع.. زرعوا الفتنة في العراق.. واقتلعوا كل نخلة عراقية يستظل تحتها أبناء العراق الواحد الموحد.. شيعة، سنة، عرب، أكراد.. فكل ما أهدوه لشعب العراق الذي ضللوه بأنهم حماة الديمقراطية ورسل الإنسانية. وكانت فضيحة سجن أبو غريب وبقايا قطع من المفاعل النووي العراقي الذي دمروه.. في زمن سبق تاريخ احتلالهم لعراق الخلافة الإسلامية واكثر من مليون شهيد ودمار كامل لبنية العراق التحتية، بل سرقوا نفط العراق تحت مسمى مشروعهم النفط مقابل الغذاء.. وبالتدجين والترويض والقمع والرشوة وغسل الأدمغة استحكموا وملكوا العراق، ولما خرجت جيوشهم إلى يومنا هذا لم تخلف غير عراق يشتعل.. فالنار التى أوقدوها لم تنطفئ بعد ولن تنطفئ إلا بعودة العقل العربي والاسلامي.. فالعقل العربي والإسلامي (مربوك) ومضطرب و(مشوش).. فالمسلسل الإجرامي لم يتنه في بغداد الرشيد بل تمدد الى دمشق عمر بن عبد العزيز.. وعلى ذات (ثغرة) صدام الذي منحهم (ثغره) فإن بشار الأسد بصلفه وجبروته وعناده دعاهم لسوريا العروبة والإسلام.. فبشار لو استمع لصوت العقل لما كانوا نقطة في الملف السوري.. لا أحد من المحيط إلى الخليج ومن طنجة إلى جاركرتا مع الموت الجماعي الذي مارسه جيش الأسد.. ولا مع تدمير المنازل والمساجد والكنائس ومع الخوف والدمار والقتل الذي يطارد السوريين العزل الذين هاجر الكثير منهم خارج سوريا (لاجئين) انتشروا في كل بلاد العام.. رجال ونساء وأطفال وصل بعضهم الى السودان وطنهم الثاني.. يحتضنهم سودان دار الهجرة إخوة أعزاء.. وآخرون في معسكرات اللجوء لا حيلة لهم.. فالعقل الحاكم بطيشه أدخل سوريا في دائرة الصراع الدولي .. دائرة الأقوياء .. فبذات السيناريو العراقي خطط أعداء الأمة العربية والإسلامية لدمار سوريا.. فتحت غطاء (السلاح الكيميائي) يخططون لضرب سوريا .. وبادعاء أنهم حماة الإنسانية يتخفون لدمار سوريا.. وينسون أن إسرائيل ولايتهم الواحد وخمسين تقتل وتدمر وتبيد شعب فلسطين بأكمله.. فالإمبريالية الأمريكية الصهيونية لا تستهدف الأسد.. الإمبريالية تستهدف (حماس) وغزة وحزب الله ولبنان وسوريا وأمة العرب النائمة من الخليج الى المحيط، وأمة الاسلام من طنجة إلى جاكرتا.. فأي تدخل لأمريكا في سوريا هو تدخل سافر ومرفوض من كل عربي حر، فالمستهدف ليس هو بشار.. المستهدف هو شعب سوريا الذي سلط الله عليه (حاكما) متجبراً.. فمجلس العموم البريطاني الذي رفض لرئيس حكومته أن يمنحه الضوء الأخضر لضرب سوريا ليس رحيماً على شعب سوريا لكنه قد وعى الدرس في العراق، فالبصرة كانت محرقة لقواته الغازية.. فأمريكا المتغطرسة تسعى لضرب سوريا لتكون (كماشة) لحماس (المضغوطة) بمصر السيسي.. فالمخطط حصار غزة من الجانب المصري بعد الانقلاب الذي كان المحطة الأخيرة للسيناريو الأمريكي الصهيوني.. فأمريكا التي تدعي أنها رسول الديمقراطية والحرية سكتت ورضيت بانقلاب السيسي.. الانقلاب الذي وأد الديمقراطية في مصر.. أما الذين يراهنون على روسيا حامية الأسد.. فقد فات عليهم أن روسيا تساند (الأسد) لأجل مصالحها.. فروسيا تريد المياه الدافئة.. تريد «رجلاً» في الشرق الأوسط الذي أصبح منطقة نفوذ لأمريكا وحدها.. وللأسف أن جامعة العرب لم يبق فيها إلا (حفنة) من حكام ارتضوا أن تعيش أمتهم ذليلة ومنكسرة ومباحة. محطة أخيرة: أنا لو كنت رئيساً لدعوت الرؤساء ولألقيت خطاباً موجزاً عما يعاني شعبنا منه.. وعن سر العناء ولقاطعت جميع الأسئلة .. وقرأت البسملة وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة