التمساح من الضواري التي حازت على الكثير من الاهتمام منذ القدم، وقد ورد اسم التمساح كثيرًا في الأغنية السودانية التراثية الشعبية خاصة أغاني الحماسة والسيرة مثل (غني وشكري يا اختو يا ريا تمساح الكواني الضارب الليا) و(يا تمساح العشاري يالليلي العم الضهاري ما قالوا خاف جانا جاري) تمساح الدميرة الما بكتلو سلاح وتمساح اديره الحدر ورد القيف.. وهذا الاهتمام أتى من جسارة وقوة هذا الوحش النيلي الذي يعيش في المياه العذبة فقط، وبما إن الله حبى أهل السودان بالنيل فبالطبع لا بد من وجود هذه المخلوقات الرائعة، وارتبطت كذلك التماسيح بذكريات وطرائف حدثت. ومعروف أنه التهم الكثير من البشر والحيوانات الكبيرة.. (الإنتباهة) قامت بزيارة إلى المتحف الطبيعي بجامعة الخرطوم وتعرّفت عليه عن قرب ووجهنا سؤالاً لخبير في مجال علم الحيوانات الدكتور محمد عبد الله الريح الذي حكى قائلاً: إننا أتينا بهذه التماسيح من عام (1970) وعمرها الآن (43) عاماً، والتمساح النيلي يوجد في إفريقيا ويمتد مدى انتشاره من نهر السنغال وبحيرة تشاد ونهر النيل حتى دلتا اوكاڤتقوا، كما يوجد في غرب وجنوب مدغشقر وجزر القمر، وتحرص العديد من حدائق الحيوانات حول العالم على اقتناء التمساح النيلي ضمن مجموعتها من الزواحف من أجل الزوار، والتمساح النيلي هو الأكبر في أربعة أجناس من التماسيح الموجودة في إفريقيا وهم معروفون بمهاجمتهم للرجال، ولا يوجد فرق بين التمساح النيلي السوداني والتمساح النيلي المصري، ولكن يوجد فرق في التمساح الأمريكي فيكون الرأس كبيراً وعريضاً في شكل مركوب، أما التمساح السوداني فرأسه رفيع وقوة التمساح تعتمد على العمر، ويمكن أن يعيش التمساح حوالى (100) عام وأكثر حسب الجو الملائم، وأثناء الموسم الممطر يسافرون مسافات طويلة على الأرض، ويعودون عندما تنحدر مياه الفيضان وهم كائنات اجتماعية. وسمي تمساح النيل؛ لأنه يعيش في نهر النيل ولا يوجد في الصحراء الكبرى، ويمكن أن يوجد في الأنهار والبحيرات والمصبات المائية والمستنقعات العذبة. هم مائيون غالباً ولكن يزحفون ويتعلقون بسهولة على الأرض. الحجم يصل أقصى طول له (200) قدم، (2 6) أمتار من الرأس إلى طرف الذيل، أما بالنسبة لعمره في الحياة البرية فمتوسط عمره حوالى (45) سنة وفي الأسر قد يصل إلى (80) سنة. الغذاء لدى التماسيح النيلية شهية مفتوحة للأكل ويتغذون على الحيوانات التي تجيء إلى الماء لتشرب تتضمن الحمير الوحشية أفراس النهور حيوانات من القوارص والطيور وتأكل التماسيح الحيوانات بالكامل متضمناً العظام والقرون وهو مفترس وانتهازي قادر تقربياً على افتراس كل الحيوانات التي تقع في مدى هجومه. وتشكل الأسماك حوالى (75%) من غذائه الرئيس. يستخدم التمساح النيلي جسمه وذيله لسوق مجموعات الأسماك نحو ضفة المسطح المائي وله المقدرة على إخفاء معظم جسمه تحت الماء (ماعدا العيون والأنف)، للتمساح النيلي علاقة تعايش تنظيفي مع طائر الزقزاق المصري حيث يفتح التمساح فمه واسعاً ويسمح لهذا الطائر بالتقاط الطفيليات من الحلق وبقايا الطعام. قيمة اقتصادية للتمساح النيلي قيمة اقتصادية تجارية في صيده والاستفادة من جلوده في عمل الأحذية والشنط فإن الصيد المخالف في مختلف الدول أدى إلى انحدار كبير في أعداد الحيوانات في الدول التي ينتشر فيها. ويشغل كودار بشرية في رعاية التمساح في تنظيم الرحلات السياحية لمشاهدة التماسيح وكذلك المعابد الأثرية وأيضاً في أعمال التربية والإكثار لهذا الحيوان. قصص وطرائف مع التماسيح قصة حكتها لي جدتي وكانت تعتقد أنها حقيقة مثل باقي الناس قديماً وهي أنها كانت امرأة تجلس مع ابنها على شاطئ النيل، وكانت تحممه فخرج تمساحاً من النهر وابتلع الصبي فهرعت المرأة إلى شيخ بينه وبين النيل بضعة أمتار فذهب إلى شاطئ النيل ونادى على التمساح فخرج على الشاطئ فأمره أن يخرج الصبي فأخرجه التمساح (حياً) وكانت تلك من قصص التماسيح. ومن الطرائف أيضاً التي ذكرت في التماسيح أن التمساح ليس لديه لسان عندما قدم الكلب إلى النهر ليشرب ماءً من النيل وقام التمساح ببلعه فأصبحت طرفة للكلاب عندما يسمعوا الكلب سيد اللسان جاء أو أتى فيخاف الكلب ويهرب.ومن الأساطير القديمة التي رواها و د الريح أن الأفيال لم يكن لديها خرطوم وعندما قدمت للنهر للشرب منه أمسك بها التمساح وأصبح يجرها حتى ظهر لها خرطوم طويل. أيضاً عندما يغرق أي شخص يأتي أولياؤه إلى البحر ويخاطبوا التمساح بقولهم لدينا شخص غرق إذا ابتلعته أخبرنا فيرفع التمساح رأس الشخص الذي اعتدى عليه أو رجله أو يده.