الجزيرة: هادية قاسم المهدي طريق الشيخ الطيب (ود السائح) هو حلم ظل يراود أهالي المناطق التي تقع في الطريق منذ سنوات خلت، حيث كانت المعاناة حاضرة في مجريات الأحداث التي تفرضها الظروف، فالطرق وعرة بها مطبات لترع عديدة، وكانت المعاناة تزداد مع كل بداية خريف، لذا كان تنفيذ طريق ود السائح هو المخرج والأمل المرتجى، وبالفعل قد بدأت الجهات المختصة في تنفيذ المشروع وتم التصديق لهذا الطريق من الجديد الثورة إلى أبو شنيب بطول (70) كيلو متراً تشمل (65) قرية وتم تنفيذ المراحل الأولية من الردميات على ثلاث مراحل من الجديد حتى قهوة الخشب. لكن في الأيام الماضية بدأت عاصفة خلافية اكتسحت حلم التنفيذ، تمثلت في اعتراض أهالي مناطق السديرة بإقامة الطريق بالمسار الشرقي ورأت أن يتم على المسار الغربي حتى تدب الحياة في السديرات والمناطق المجاورة وتنتعش اقتصادياً. لكن المسارالغربي به عوائق فنية يستحيل معها إكمال المشروع، لذا قام أطراف النزاع بعقد اجتماعات طارئة مع معتمد محلية الكاملين حتى يتم حسم القضية إلاّ أن المحلية قد تحيزت للمسار الغربي بالرغم من المستندات الرسمية الصادرة من إدارة الطرق والكباري والتي توضح ضرورة قيام الطريق بالمسار الشرقي وكانت قد أوصت بذلك. هذا الأمر جعل الكثيرين من المتابعين يرفعون حاجب الدهشة خاصة أن هذا الاتفاق قد أُبرم قبل أكثر من عشرة أعوام بين أهالي السديرات وبين لجنة الشارع.. «الإنتباهة» وقفت لدى الأمر ورصدت هذه الوقائع بمستنداتها فخرجت بالتالي: ٭ بداية الطريق يبدأ طريق ود السائح من منطقة الجديد الثورة ممتداً من شارع مدني الخرطوم متجهاً نحو الجنوب حتى منطقة أبو شنيب مرقد الشيخ الطيب ود السائح بطول (70) كيلو متراً ومقترح طريق مسفلت. طريق الطيب ود السائح بدأ التفكير في سفلتته العام 1979م، تم تكوين لجنة عليا لإنشاء الطريق بقرار من والي ولاية الجزيرة ضمت السديرات والقرى المستفيدة برئاسة وزير التخطيط العمراني بولاية الجزيرة، ومعتمد الكاملين رئيساً مناوباً ولجنة تنفيذية برئاسة عمر خليفة يوسف، والشيخ البيه رئيساً مناوباً وعضوية الأستاذ حسب الرسول الشامي ود بدر وآخرين، وتم التصديق لهذا الطريق من الجديد الثورة إلى أبو شنيب بطول (70) كيلو متراً تشمل (65) قرية وتم تنفيذ المراحل الأولية من الردميات على ثلاث مراحل من الجديد حتى قهوة الخشب. ٭ خط السير وفي الأيام القليلة الماضية التقى المهندس مصطفى عدلان وزير التخطيط العمراني بولاية الجزيرة وفد قرى طريق ود السائح، حيث قدم الوفد استعراضاً حول مسار الطريق ومعوقات العمل مشيرين للإسهامات الاجتماعية والاقتصادية التي يقدمها الطريق. وأكد المهندس عدلان أن اللجنة الفنية المكونة لدراسة مسار الطريق هي المعنية بخط السير وأنها تراعي المكون البشري والخدمات المقدمة والجدوى الاقتصادية والاجتماعية لمسار الطريق. ٭ خطاب وزارة التخطيط تقدم مدير عام وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة للسيد وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة بخطاب أوضح فيه أنه قد تم تكوين لجنة من مهندسي الطرق ومهندس محلية الكاملين لتقديم دراسة باختيار المسار المناسب وبعد الزيارة الميدانية رفعت اللجنة تقريرها المرفق والذي أوضحت فيه أن المسار الشرقي للطريق هو الأنسب فنياً ولكنه يمر بعدد قليل من القرى عكس المسار الغربي والذي يمر بعدد أكبر من القرى ولكن أطول في مساره مع وجود عيوب فنية أخرى. وعليه فإن المسار الشرقي هو الأنسب فنياً واقتصادياً والغربي هو الأكثر جدوى اجتماعياً، وقد تقدم في الخطاب باقتراح وهو أن يتم عمل توفيقي يربط بين الخيارين ويكون مرضيًا للأطراف كلها. ٭ مذكرة الطرق والكباري كما تقدمت إدارة الطرق والكباري بوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة بمذكرة عن خيارات مسار طريق الشيخ الطيب (ود السائح) جاء فيها: إن هذا الطريق في خطة الولاية يعتبر نواة للطريق الممتد حتى أبو حبيرة في ولاية النيل الأبيض وهو طريق عابر يربط ولاية الخرطوم بالجزيرة والنيل الأبيض. وممنوع أن تمر عربة آليات ثقيلة ذات حمولة عالية بجانب بصات وعربات الخدمات والعربات الخاصة لذلك يجب أن يكون المسار الذي نختاره مستوى واسعاً ويوفر السلامة وبمرورنا على المسارين من القبانة حتى بلالة نرجو أن نوضح أن المسار الغربي يبلغ طوله 19 كيلو وبه عوائق حيث توجد 8 تقاطعات ترع فرعية تشكل عنق زجاجة عند بواباتها حيث يصل عرض المسار إلى (5م) تقريباً بين الكتفتين، كما لا تتوفر مساحات تستوعب العرض التصميمي للطريق في معظم أجزاء المسار لوقوعه بين الصرف ومعدات الكهرباء والأراضي الزراعية المتاخمة لمسار الطريق. بجانب أن مواقع قناطر الري تشكل عائقاً للطريق وانسياب الحركة المتوقعة مستقبلاً، إضافة لذلك فإن أجزاءً من المسار تصعد فوق رأس الترعة لعدم وجود متسع بالأدنى. وأخيرًا فإن الكثافة السكانية بهذا المسار تتمثل في (كمبو) السديرة على بعد يقل عن الكيلو ثم قرية مدني وبلالة المتاخمتان للمسار، أما السديرات فتبعد عن المسار مسافة تتراوح بين 2 4 كيلو بالتقريب حسب موقع كل منها. أما المسار الشرقي: طوله 16 كيلو، ولا توجد عوائق تذكر، وبه مساحات واسعة عبارة عن بلدات يمكن الاستقطاع منها لوضع الطريق بالصورة المطلوبة ولا تشكل عقبة في التسويات، كما تم وضع ردمية أولية بطول 14 كيلو بالمسار، إضافة إلى أن القرى المجاورة هي أم جواميس وبلالة. ٭ معوقات بالمسار الغربي الأستاذ حسب الرسول الشامي رئيس لجنة طريق ود السائح أوضح في حديثه ل «الإنتباهة» أن الطريق في الأساس كان عبارة عن ردميات، وكان قد عانى سكان المناطق كثيرًا خاصة في فصل الخريف. وأوضح أن فكرة سفلتة الطريق جاءت من مجلس ريفي السديرة ومن ثم تبلورت إلى أن تم الاتفاق بأن يبدأ الطريق من منطقة الجديد إلى أن يصل إلى قهوة الخشب ويتفرّع منه شارع يمر عبر منطقة السديرة، وبالفعل تمت فيه سفلتة 11 كيلو بدأت من الجديد إلى قهوة الخشب بمجهودات عديدة، كما تم عمل ردميات أولية من قهوة الخشب إلى منطقة صاقريل. وقد تم الاتفاق مع شركة رتاج للطرق لعمل 40 كيلو على أن يكون 10 كيلو منها للخط الغربي و29 كيلو للخط الشرقي. لكن يقول الشامي إن المشروع قد أوقفت إجراءاته وتم تجميد العطاء بواسطة الجهاز التنفيذي بسبب اعتراض أهالي السديرة والذين اقترحوا أن يمر الخط بالاتجاه الغربي حيث ستصبح المنطقة أكثر انتعاشاً ما سينتج عنه مصالح تصب في منطقة السديرة لكن هذا الاقتراح يتعارض تماماً مع الاتفاق المبرم بين قيادات اللجان الشعبية في كل من المسار الشرقي والغربي والذي كانت فيه الجهتان قد توصلتا إليه منذ أكثر من عشرة أعوام. لكن فإن المسار الغربي توجد به عوائق فنية حيث توجد كباري وكنارات بجانب حواشات المزارعين التي تغطي جزءاً كبيراً من المسار وإذا تمت تسوية هذه الأشياء فبالتأكيد سيزداد عبء الصرف وستصبح التكلفة باهظة هذا بخلاف قرار السيد رئيس الجمهورية القاضي بعدم التصرف في أراضي مشروع الجزيرة في الوقت الراهن.