«خير الكلام ما قل ودل» هذه مقولة لم يستوعبها الثرثارون.. الشخص الثرثار يسيء لنفسه ويتحاشاه الناس.. في كثير من المواقف والأماكن نصادف أناسًا يكثرون من الكلام إذا كان مفيدًا أو غير مفيد، والثرثرة هي كثرة الكلام، ويتجاوز الثرثار مرحلة الإجابة عن السؤال أو الإدلاء بالرأي في حدود المعقول كما يتعدى الشخص الثرثار كل مراحل الكلام المعتدل إلى اجتذاب أطراف الحديث بطريقة تجعل من يستمعون إليك يملون ويتمنون اللحظة التي تنهي فيها الكلام، ودائمًا ما نصادف مثل هذه النماذج في أماكن التجمعات ووسائل المواصلات، كما أن النساء أكثر الفئات البشرية اتهامًا بالثرثرة وكثرة الكلام وإفشاء الأسرار بقصد أو بدون قصد مما يوقعهنَّ في الكثير من المشكلات.. «البيت الكبير» استطلع عددًا من الآراء التي أجمعت على أن الثرثرة والشخص الثرثار منبوذ وغير مرحب به الثرثرة استعراض للكلام الكثير الذي يمله الناس.. لا أحب الثرثرة وهي تسيء للشخص مشاعر الضو موظفة تقول: الثرثرة عادة لا أحبها والشخص الثرثار غير محبَّب وينفر منه الناس عند رؤيته ويسيء لنفسه وعلى المستوى الأسري، وقد تقود الثرثرة إلى مشكلات تعمل على خراب بيته خاصة إذا تطرقت الثرثرة إلى الأمور الشخصية قد تهتك وتكشف سر الأسرة ويؤدي ذلك للعديد من المشكلات كما أن الشخص الثرثار يصبح نكرة ويتحاشاه الناس في مشاركة أطراف الحديث خوفًا من أن يقوم بالثرثرة التي لا طائل منها.. التربية لها أثر كبير والثرثرة انحراف سلوكي الأستاذ عبد الخير البشير قال: إن عوامل التربية والتنشئة لها نصيب في بلورة سلوكيات الإنسان، فالمرأة الثرثارة لم تتحول في يوم وليلة إلى هذه الصفة ولكن وعيت على هذه الدنيا ووجدت من هم قدوتها من الوالدين أناسًا ثرثارين، فبالطبع ودون أدنى مجال للشك ستتحول إلى شخص ثرثار، والتعود يكون في الطفولة المبكرة التي يتغير معها سلوك الطفل وتتبلور لديه فكرة الثرثرة، وعلى الزوج الحصيف قمع زوجته الثرثارة بتبصيرها بالعواقب مع الصبر واللين. يجب توظيف حب الكلام هذا رأي حنان صالح محمود حيث تقول: إذا كان هناك شخص ثرثار ويحب الإكثار من الكلام فواجبنا تجاهه أن يكون كلامه وثرثرته في الأمور الإيجابية فنظرًا للتفوق اللفظي عند الإناث والطلاقة اللفظية التي يتمتعن بها فعليهن المساهمة في تغيير المجتمع إلى الأفضل من خلال الدعوة إلى الله والخطابة وإقناع الأبناء بحسن الخلق وغير ذلك، وكذلك أن يقدمن النصح للأخريات وبث القيم والأخلاق الحميدة فيهن من خلال تقديم حلقات دينية تعظ فيها الأخريات قدر المستطاع، وكذلك قراءة القرآن تلهي الإنسان عن كثرة الثرثرة والفراغ. الثرثرة عادة ذميمة يجب الإقلاع عنها بسبب قبحها محمد الأسعد أستاذ جامعي يقول: أنا شخصيًا أشفق على الشخص كثير الكلام، عمومًا إذا كان فيه فائدة أم كانت ثرثرة لا تسمن ولا تغني فالرجل أو المرأة الثرثارة يصبحان محل سخرية الجميع ويتحاشاهم الناس لأنهم يبالغون في الحديث ويقومون بإضاعة وقت ثمين يكون الإنسان في أمس الحاجة إليه في إنجاز أعمال أولى بالوقت الذي يضيع في الاستماع إلى شخص ثرثار ولا بد لأي إنسان لديه عادة الثرثرة أن يحاول بكل ما يملك من جهد الابتعاد عن الثرثرة بالانصراف لإنجاز أشياء ذات قيمة تجعل منه إنسان إيجابي فالمعلومة أصبحت متاحة وفي أي مكان فلا يحتاج الناس لمن يتكلم بغير اختصاصه فالقنوات التلفزيونية تستضيف خبراء والناس تستمع لهم فمن غير المحبب أن نتكلم في أشياء لا نكون قد تخصصنا فيها ونملك الناس معلومات قد تكون في كثير من الأحيان تجافي الحقيقة رأي علم النفس.. في كثير من الأحيان تكون الثرثرة من إنسان لديه عقدة النقص رأي علم النفس تطرحه الأستاذة حفصة الطاهر بقولها: قد أثبتت كثير من الدراسات أن الأشخاص الذين يميلون للثرثرة تكون هنلك مشكلة نفسية وعقدة نقص يريد الشخص كثير الكلام إخفاءها من خلال هذه الثرثرة وأيضًا أثبتت الدراسات فعلاً أن المرأة الأكثر ثرثرة من الرجل كي تخفي ضعفها وقلة حيلتها والنساء كثيرات الثرثرة أو الأشخاص كثيرو الثرثرة عمومًا هم أكثر الناس إفشاء للسر من غيرهم بسبب أنهم يحتاجون لإثارة أي موضوع كي يمارسوا هوايتهم المفضلة أو إخفاء تلك العقدة النفسية من خلال كثرة التحدث للآخرين.