يبدو أن حكومة ولاية غرب دارفور قد فطنت أخيرًا فيما يبدو لخطورة المجموعات المسلحة والمتفلته التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار واصفة نفسها بأنها حركات مسلحة يبدو أنها فطنت لها خاصة بعد اختطاف أحد المهندسين الصينيين العاملين في الشركة الصينية المنفذة لطريق الإنقاذ الغربي قطاع زالنجيالجنينة والجلبة التي أحدثتها تلك العملية فدخلت الحكومة في مفاوضات جادة مع إحدى تلك المجموعات لطي تلك الصفحة، وقد شهدت المناطق الشرقية والشمالية الشرقية للولاية في الفترة الأخيرة، نشاط تلك المجموعات منها مجموعة كبيرو والتي وقعت وثيقة اتفاق مع حكومة الولاية بعد مفاوضات قادها من الجانب الحكومي المقدم ركن جمال الشهيد وعدد من قادة الأجهزة الأمنية بالولاية وأفضت تلك المفاوضات على التوقيع على اتفاق يتم بموجبه استيعاب أفراد المجموعة في القوات المسلحة وفق القانون بعد التدريب مع منحهم العفو العام وتعول حكومة الولاية كثيرًا على هذا الاتفاق لضمان انسياب العمل في طريق الإنقاذ الغربي والذي شارف على الانتهاء إضافة إلى تسهيل عملية وصول الأطواف التجارية القادمة من الخرطوم وكذلك لوضع حد للتفلتات الأمنية التي تحدث بين الحين والآخر مكلفة الولاية الكثير من الأموال والآليات، وقد حضر مراسم التوقيع عدد من قيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية ووالي الولاية وأعضاء حكومته إضافة إلى ممثلين من الشركة الصينية، وأكد رئيس وفد التفاوض الحكومي المقدم ركن جمال الشهيد التزام الحكومة بما تم الاتفاق عليه بين الطرفين ورحب بالعائدين معرباً عن أمله أن يشاركوا في التنمية والإعمار، وقال إن هذا الاتفاق نعول عليه كثيراً في توفير الأمن والاستقرار بالولاية وناشد المتمردين بتحكيم صوت العقل والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقال إن الوطن يسعنا جميعاً ولا شروط مسبقة لنا مع أي مجموعة تسعى للسلام فيما اختصر قائد المجموعة العائدة يوسف كبيرو كلامه في جملة واحدة حيث قال نحن قدمنا بقلب مفتوح وأيادٍ بيضاء، ومن جانبه حيا والي الولاية حيدر قلوكما قادة الأجهزة الأمنية والإدارات الأهلية لما بذلوه من جهد لإعادة هذه المجموعة، وقال نلتزم بكل ما جاء في هذه الوثيقة من بنود وطالب المجموعة العائدة بالعمل على إسكات صوت البندقية والعمل من أجل السلام، وقال إن التوترات والتفلتات الأمنية أضرت كثيراً بالولاية، وأضاف قضينا على الكثير من عوامل الانفلات الأمني وطالب الجميع بالحفاظ على هذه المكتسبات، ومن جانبه رحب قائد الفرقة «15» مشاة اللواء ركن عثمان سيد أحمد بالمجموعة العائدة، وقال إن القوات المسلحة هدفها السلام وأن الحرب وسيلة وليست غاية. عموماً لربما تمثل عودة كبيرو ومجموعته خطوة جيدة في سبيل إعادة هيبة الدولة وبسط الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الولاية إذا كانت فعلاً بتلك الخطورة التي يتحدث بها البعض.