ولأن الحق لا يُعلى عليه والباطل كالدخان مهما صعد سيهبط.. هبط مالك عقار رئيس ما يسمى الجبهة الثورية في فرنسا.. عارضاً بضاعته الكاسدة «المضروبة».. فبعد أن باع عقار الجمل سرق القراد.. ليبيعه في فرنسا.. ولم يجد أحداً يشتريه.. فسوق بيع العمالة والارتزاق قد أوصد الأبواب.. فبضاعة عقار وياسر جعفر وعرمان والحلو وبقية الزمرة لا تجد من يشتريها.. لأن الحق علا فوق الباطل.. كل الظروف جاءت في غير صالح عقار وزمرته.. فدولة الجنوب لن تضحي باستقرار ورفاهية شعب من أجل «عملاء» قدموا مصالحهم الذاتية.. على مصالح شعبهم .. فدولة الجنوب دفعت من أجل عقار وزمرته فاتورة باهظة... ولكن عقار والزمرة لم يقدروا ما قدمته دولة الجنوب.. فعقار والحلو وعرمان ثالوث الشر والعمالة.. استمرأوا التجارة بأرواح الأبرياء.. من أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق.. بل تمددت أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء في الكرمك وأبو كرشولة.. إلى دارفور «واضعين» هويش الفتنة في النار.. فدولة الجنوب أدارت ظهرها عن عقار.. فخرج منها ملوماً محسوراً.. طالباً الدعم الأوروبي.. فياله من مجرم حرب.. يتاجر بشعبه في النيل الأزرق.. لإشباع أهوائه وأغراضه.. فشعب النيل الأزرق.. الذي حكمه.. الطاغية عقار لسنوات.. لم يجنِ منه تنمية ولا استقراراً .. ولا حتى دولة يوغندا التي شهدت تأسيس الجبهة الثورية «المنظمة الإرهابية» هي الأخرى أدارت ظهرها عن عقار ومنظمته الإرهابية لأنها توصلت أن استقرارها واستقرار المنطقة في فتح جسور تواصل بينها وبين السودان.. وأن استقرار المنطقة الإفريقية فوق حفنة جعلت من الحرب تجارة ومن العمالة حرفة ومهنة... فأبواب جوبا .. كمبالا.. انجمينا.. أديس أبابا.. أسمرا... موصدة لأن شعوبها.. فد مزقتها الحروب ودمرتها فلول العمالة.. فإن هبط عقار إلى فرنسا.. أو وجدت منظمته العميلة مخبأً في القاهرة.. فإن العائدين الذين ألقوا السلاح.. وعادوا لحضن الوطن.. هي الرسالة التي وصلت إلى أوروبا.. فالحائر عقار لا يدري أن الغرب.. الذي صنع التمرد.. هو الذي تيقن أن التمرد قد انتهى.. فالحائر عقار أصبح مجرد «حقنة» انتهت صلاحيتها.. فليس أمامه هو وزمرته غير العودة والجلوس إلى طاولة التفاوض.. كمواطنين من أبناء ولايتي جنوب كردفان.. والنيل الأزرق.. لكن بشرط أن يغتسلوا من رجس العمالة سبع مرات وواحدة بالتراب... فالذين ألقوا السلاح قد ذاقوا مرارة الحرب.. ومآلاتها.. لكن يبدو أن عقار البعيد جداً عن «ميادين» الحرب.. لا يستطيع أن يتخلى عن المتاجرة بالأبرياء والضعفاء.. من أبناء ولايته.. فمالك عقار ما هو إلا تاجر حرب.. فما كان عقار الذي كان مجرد «موظف» صغير.. مالكاً لعقارات.. فلا أحد يريد أن يسأله من أين اتى «مالك» بهذه الأموال؟ الذي يهمنا ويهم شعب النيل الأزرق.. الذي دفع فاتورة نار الحرب التي أوقدها عقار.. أن يعود عقار إلى رشده.. ويهبط إلى أديس أبابا.. ويتخلى عن الأجندة الأجنبية.. وأهوائه الشخصية.. يعود مواطناً صالحاً.. يعمل من أجل الاستقرار والسلام الاجتماعي.. فإن كان يحسب أن له قضية.. فقضيته لا تحللها باريس ولا واشنطون.. ولا بروكسل.. وجوبا.. وكمبالا.. القضية حلها بالحوار الهادئ المنطقي.. مع أبناء الولاية.. القضية تحل في دار «بيت» النيل الأزرق وبيت السودان الكبير.. المتمدد من ديم منصور إلى وادي حلفا.. وأرقين.. كلمة أخيرة: ما يصعد بغير الحق... يسقط بالحق.