قطاع الشمال المنسوب للحركة الشعبية (لتحرير السودان).. مولده كان في قرية «ايربل».. قرية صغيرة من قرى منطقة «سودة» بجبال الانقسنا .. محلية باو التي ترقد في حضن الجبال كأجمل قرية من قرى النيل الازرق.. تلقى تعليمه الاولي بمدرسة باو الابتدائية.. والمرحلة الوسطى بمدرسة الرصيرص .. ثم التجارة الثانوية .. وعمل مدرساً بمدرسة الكرمك الابتدائية .. وانتقل بعد ذلك ليعمل أمين مخزن بشركة «مولم الافريقية» وهي شركة كانت تعمل في مجال التوربينات بخزان الرصيرص .. وعلى خلفية تجاوزات في المخازن.. اختفى عقار .. وهمس يدور عن عملية اختفائه.. وهمس يدور خلف الكواليس .. عن علاقات كانت تربط مالك عقار بأحد «الخواجات» الذين كانوا يعملون في الشركة .. من الدمازين وتحت جنح ليل دامس وصل عقار الى الكرمك .. ومن الكرمك الى اثيوبيا .. ليعلن راديو التمرد التابع لحركة قرنق .. أن مناضلاً انقسناوياً.. انضم الى صفوف حركة التمرد.. هذا باختصار تاريخ مالك عقار الظاهر.. أما التاريخ المستتر له.. فتكشفه مواقفه .. منذ أن التحق بالحركة الشعبية .. كواحد من قبيلة الانقسنا .. ليس معه من القبيلة غير قريبه .. أحمد العمدة .. الذي منحه عقار رتبة لواء .. فقبل الاتفاقية التي جاءت به وزيراً للاستثمار .. ووالياً للدمازين .. لم يكن معه من أبناء الانقسنا غير أحمد العمدة.. فلا كمندان جودة النائب لدائرة باو بالمجلس الوطني .. ولا (خاله) عباس جمعة .. الذي أصبح وزير دولة بالداخلية كانا معه .. ولا البعض من أبناء الانقسنا الذين الحقهم بجيش الحركة .. بعد استقطابهم .. فطوال فترة التمرد ما كانت منطقة الانقسنا .. منطقة تمرد .. كانت منطقة آمنة ومستقرة .. تسمع (بالخوارج) ولا تراهم.. والى أن حلّ بها .. مالك عقار .. فطوال فترة التمرد لم يجئ الى المنطقة .. التى غادرها منذ سنين الدراسة والعمل .. وكثير من أبناء قريته ومنطقته «سودة» لم يروه إلا بعد .. أن جاء حاكماً على النيل الازرق .. ومن المفارقات .. وحتى يومنا هذا .. لم يدخل التمرد قرية «ايربل» مسقط رأس عقار .. فالانقسنا كقبيلة لم تتمرد .. ولم تمشي في مخطط عقار .. فمسارها يختلف عن مسار عقار .. مسارها أنها قبيلة سودانية .. جزء من اجزاء مكونات شعب السودان وجداناً وهوى مع الهوية السودانية .. قبيله تعشق النبى (ص) وترطب ألسنتها .. بالتهليل في زوايا الصابونابي .. الشارب من بحر السمانية .. فمالك الذي جاءها «غازياً» بفكر فاسد أرادها أن تتجه جنوباً .. هي وأخريات من قبائل النيل الازرق .. جاءها بكتاب اسود .. اسمه «كتاب التهميش».. حصان طروادة الذي حمل عقار الى النيل الازرق .. وقد يسأل سائل لماذا انضمت حفنة من الانقسنا الى حركة عقار ؟؟ الإجابة واضحة .. كغيرها من قبائل الولاية .. انضمت حفنة الى عقار .. إما بالاغراء بالمال أو المناصب .. وإما بالتهديد .. وهناك أبرياء منهم قتلتهم بنادق عقار .. لا لشئ غير انهم رفضوا تعاليمه وفارقوا طريقته .. فالانقسنا ضحية عقار .. اخذهم بالتهديد والتنكيل فلم يجنوا منه غير الخراب والدمار .. لم يصلهم بالمدارس ولا الطرق ولا بخدمات المياه والصحة.. لم يبقى بينهم يقف على أوضاعهم وأحوالهم .. لم يعطيهم من وقته زمناً ليزيل عنهم «التهميش» الذي كان يرفعه كشعار لحركته .. فوقته كان مقسماً بين جوبا وواشنطون واديس ابابا... وحتى الدمازين .. عاصمة حكمه .. لم يبقَ فيها شهراً متواصلاً .. ولم تتجاوز إجتماعات مجلس وزرائه .. أكثر من «8» اجتماعات .. مما يدل على أن الرجل ما كان مهموماً بالولاية ولا بعشيرته ولا بشعب الولاية .. فالرجل كان مهموماً بأجندة أخرى .. كان مهموماً بانفاذ مخطط الحركة الشعبية .. ومهموماً بنقل الانقسنا وشعب الولاية .. الى دولة الجنوب .. ومهموماً من بعد كسر شوكته .. بما يسمى بالجبهة الثورية .. وأجزم أنه بعد الحرب التي أشعلها .. أن تكون الانقسنا واحدة من همومه .. فكل ما قدمه عقار للانقسنا .. انه خلف لهم أطفال كعصافير ممزقة فوق اسلاك شائكة .. أطفال قتلوا برصاص دبابته «الخمسه» التي احتجزها من الجيش الشعبى «الأم» واستعرضها في احتفاليه عيد انفصال الجنوب في الكرمك .. دبابات واحدة تحمل الرقم «324» كان عليها .. جنود من قواته .. انكسرت شوكتها في معركة «اولو» ودندرو .. خلف النساء والشيوخ .. ومدافع معلقة في هامات الاشجار لتحصد الانقسنا .. فلم ينقذهم من الموت والجوع والتشرد إلا حكومة السودان .. التي التقطتهم من نيرانه ..اعادتهم إلى حياتهم الطبيعية .. وفرت لهم الطعام والكساء والامن والامان .. فالحكومة وبمسؤولياتها تجاه الانقسنا .. وتجاه شعب النيل الازرق .. أبطلت خداع عقار .. وأراحت الانقسنا من هذا المجرم الافاك .. وأراحت الولاية من عقار .. ومن زبانيته المتحلقين حوله .. وتركته في عراء التاريخ الملطخ بدماء الابرياء .. دماء من قتلهم عقار .. ومن ماتوا بالجوع محبوسين في خور الجداد ويابوس وسمري .. فالمحتجزون من قبل عقار .. إضافة الى الشهداء الذين حصدهم الجيش الشعبى التابع له. وبعد كل هذه الجرائم غير الانسانيه .. لا أدري لماذا تفتح الابواب لهذا المجرم ليفاوض حكومتنا «السنية».. ليت المجتمع الدولي يأتى إلى خور الجداد ويوي ليرى جريمة عقار البشعة .. ليت «امبيكي» يأتي وفي معيته مندوب امريكا .. ومجلس الأمن ليروا .. ما فعله وما يفعله في شعب النيل الازرق!! ٭ وكلمة أخيرة إن الانقسنا قبيلة جميلة تحب الجمال وتنشد السلام .. ولسان حالها يتمثل في قول الشاعر: وجرم جره سفهاء قوم .. وحل بغير جارمه العذاب أو كما قال