{ نعلم أن موسم تسجيلات وانتقالات اللاعبين من المواسم المحلية للسماسرة، بل منهم من »يستدين على حسابها«.. ولكن ما لم نكن نعلمه أن موسم السمسرة يبدأ قبل شهرين من التسجيلات، ذلك لما سمعناه هذه الأيام من أخبار حول رغبة ناديي القمة في خدمة هذا اللاعب أو ذاك من الأندية الأخرى. { معظم التسجيلات التي تتم أخيراً فاشلة ومضروبة، لأن من يقوم عليها ليسوا من أهل النظرة الفنية الفاحصة، وأن صاحب أو أصحاب المال في الناديين يهمهم أن تظهر أسماؤهم أو تتغنى بها الجماهير أو تلك الفئة العاطلة التي تتمركز أمام غرفة التسجيلات خلال ساعات العمل الرسمية.. أما المستفيد الأوحد فهو السمسار وقد يكون إدارياً في النادي المعني أو لاعباً سابقاً أو أحياناً وللأسف يكون صحافياً من زملائنا، وترددت الكثير من الأسماء »ويا حسرة«. { كنت أصدر صحيفة »الجريدة« في مطلع التسعينيات بعد غياب عن الوطن اقترب من ربع قرن، عشت خلالها في صحافة رياضية محترمة وعلى درجة عالية من المهنية.. وبعد المقارنة بين الحال في الخارج والداخل خرجت بالعديد من المفارقات، وأحياناً عظائم الأمور، ومنها ما لاحظته ولمسته في مواسم التسجيلات. { جاءني إداري صديق وحكى قصة أن لاعبهم اختفى عند أحد طرفي القمة. وأن الطرف الآخر تمكن من إجهاض العملية.. وأنهم استطاعوا أخيراً استرداد اللاعب.. وكان يقصد نشر الخبر الخبطة، فبدأت أسأله بعض الأسئلة عن الخطف والخاطفين.. ولما أكثرت عليه الأسئلة.. أبلغني ضاحكاً بأنهم يودون تسخين السوق.. فاعتذرت له عن النشر بهدوء.. وفوجئت في اليوم الثاني بأكثر من صحيفة تكتب عن اللاعب الضجة وتفاصيل عمليتي الخطف وهلمجرا.. نقطة.. نقطة { من القرارات التي تحمد لاتحاد الكرة تحديد عدد المشطوبين، وليتهم يحددون أكثر وأكثر.. لأننا ذكرنا ونكرر اليوم بأن مشطوبي اليوم هم نجوم لتسجيلات الموسم الماضي.. وسيكونون نجوم لتسجيلات الموسم القادم.. وكذلك نجوم تسجيلات اليوم هم مشاطيب الغد إلا القليل. { نعود ونكرر بأن تأسيس فرق حقيقية على الطبيعة وليس على الورق.. للبراعم والناشئين والأشبال والشباب في الأندية.. يمكن أن يقضي على مجازر الشطب والتسجيلات العشوائية، لدرجة أنني أحس بأن إلغاء منافسات الناشئة كان الغرض منه إفلاس الناديين الكبيرين.. كما تردد في عبارة شهيرة.