قررت الحكومة تكوين آلية مشتركة تضم وزارتي المالية والتجارة وبنك السودان وولاية الخرطوم كممثل لكل ولايات السودان، لوضع تدابير كافية تمنع تكرار الأزمة الطارئة التي حدثت في قمح الخبز، وأكد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن مطاحن الدقيق سلَّمت الوكلاء حصص المخابز كاملة اعتباراً من يوم أمس، ووجهت كل مخبز لم يتسلم حصته مراجعة وكيله أو إبلاغ وزارة المالية بالولاية أو اتحاد أصحاب المخابز، وقال الخضر عقب الاجتماع الذي عقده النائب الأول للرئيس، إن الآلية المشتركة التي تضم كل المعنيين بصناعة الخبز رفعت للولاية «14» توصية تتعلق بالخبز من كل أطرافه شاملة، الوزن والنوع والأسعار والبدائل، مشيراً إلى أن الأجهزة المختصة بوزارة المالية تعكف على دراسة هذه التوصيات. وجه النائب الأول لرئيس الجمهورية، بإحكام التنسيق بين الجهات ذات الصلة لتوفير سلعة القمح وضمان انسيابها للمطاحن بالكميات المطلوبة، ومن ثم إلى المخابز، مشيراً إلى أن كل ولاية ستحدِّد أسعارها للخبز وفقاً للتكلفة. وأوضح وزير الدولة بالمالية مجدي يس في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، أن هناك خللاً إدارياً أدى إلى نقص في انسياب كميات القمح المطلوبة للمطاحن في الفترة الماضية، مما أدى إلى ندرة في الخبز، مؤكداً تجاوز ذلك الخلل، مشيراً إلى استمرار سياسة دعم القمح لضمان توافره بالكميات المطلوبة، وأكد وجود مخزون إستراتيجي يبلغ «280» ألف طن من القمح، مشيراً إلى استيراد «مليون» و«400» ألف طن منذ بداية العام، وستتواصل عملية الاستيراد بالتنسيق مع بنك السودان لتوفير القمح للمطاحن.من جانبه، أكد الأمين العام لاتحاد المخابز عادل ميرغني أن المخابز استلمت حصتها أمس بنسبة «100%»، وتقدر ب «30» ألف جوال يومياً، وهي ذات الكمية التي كانت تتسلمها المخابز في السابق، ووجه ميرغني نداءً لكل المخابز بالعمل بطاقتها الكاملة، وأن اتحاده جاهز لتلقي أية بلاغات من أي مخبز في حال عدم استلامه لحصته عبر أرقام الهواتف «0912369151» أو «0183471717» مشيراً إلى تكوين آلية متابعة للمخابز غير العاملة مع اتحاده والأمن الاقتصادي واللجان الشعبية، وناشد عادل الوكلاء بتسليم المخابز حصتها كاملة دون نقصان، فيما وجه نداءً لحكومة ولاية الخرطوم بتنفيذ توصيات معالجة أوضاع الخبز باعتبارها ميثاقاً تواثقت عليه كل أطراف صناعة الخبز كطريق أمثل لتحقيق الاستقرار الكامل في الخبز. من جهته عبَّر وكيل وزارة المالية الأسبق وعضو البرلمان الشيخ المك عن أسفه لرجوع ظاهرة صفوف الخبز مرة أخرى، واصفاً اختفاء القمح بغير المبرر. وقال المك للصحافيين بالبرلمان أمس، إن هناك تضارباً في المعلومات بشأن شح الدقيق، وأشار إلى أن اختفاء القمح غير مبرر لانخفاض أسعاره عالمياً، ودعا الحكومة لضرورة توفير العملة الصعبة وإيجاد معالجات.