إنما نحن أيام كلما ذهب يومنا ذهب بعضنا.. قالها الحكماء قديمًا وبقيت لصدقها وحقيقتها، نحن أيام وساعات ودقائق؛ نحن زمن من الدهر.. مساحات مقدرة لكل منا يصول فيها ويجول؛ رابحًا أو خاسرًا، شيء تحدده الخيارات والاختيارات وجدية التعاطي من عدمها! ونصحو.. فتَّاح يا عليم رزاق يا كريم وتأخذنا تفاصيل الصباح ونهم بالخروج وتأخذنا زحمة الشوارع والمواصلات ونصل لمواقع عملنا وبحسب نوع التفاصيل نبتدر يومنا ونأمل أن نوفق ونستفيق وكلٌّ بحسب ضميره المهني وتساهيل العمل ينجز واجباته المحتَّمة ويقلب صفحة يوم العمل ما استطاع سبيلا ويدلف إلى الحياة المنزلية وتأخذه الواجبات والأبناء والأهل والجيران ما استطاعوا النيل من أوقاتنا ويفاجئنا المساء وهدنة الأجساد المتعبة ونتسلل مسترخين ونفيق منتبهين على النداءات المختلفة هاتف صديق، وآخر من بعيد وجرس الباب وصرخة أطفال شجار أو لعب أو استنجاد.. وتهدأ الأحوال وتنام النفوس المرهقة بداخل الأجساد المتعبة ثم تعود وتستفيق على صوت الفجر وتبدأ دقات الحياة ليوم جديد ينبئنا بيوم نقص وآخر في الطريق!! ونلزم أنفسنا ألّا بد من إدارة ذلك الوقت حفظه الله ونجتهد ونضع موازنة لإدارة الوقت وخطة يومية ونسطر من كذا وكذا ومن... ونستمر ونستنتج أن لدينا وقتًا خاصًا يعادل ثلثي اليوم.. فثلث اليوم للعمل ولنا البقية.. البيت والأهل، ويستجدّ أمر وآخر وطارئ هنا وآخر ونلتِق زمن هذا وندخل زمن ذاك وكل همنا في لحظة أن ننجز الذي أمامنا وبعدها «ربك كريم». ويقولون من لا يستطيع إدارة وقته لا يستطيع إدارة شيء آخر له. ونستعطف ذلك الوقت أن تمهّل! ونعمل على مصادقته واحتوائه كيلا يتفلت منا عبثًا، ونبدأ بمعرفة ما يفعل الآخرون وتهدأ النفوس ونتخير الأولويات وألّا تختلط الأشياء بأزمنتها المختلفة وأن نعدل ما استطعنا وأن نتخذ قرارات حازمة عند تداخل الأزمنة عسى ولعل.. ونُخرج نفسًا عميقًا إن هدأت الأحوال وتدريجيًا نحس بتلك الراحة والرضا.. ونعلنها شعارات مدوِّية إن وقت العمل للعمل والزمن الخاص مدلل.. ولا مساس! ونصدق حينًا ويأخذنا زمن خاص ولحظات فريدة نتأمل ونتنفس فيها بعمق ونتجاوز الإيقاع الخارجي الصاخب دومًا.. وحينًا؛ تتداخل السيناريوهات وتخرج الأزمنة المختلفة في غير أوقاتها برسم الواجب والمجاملة..