وضع ثوار ليبيا حداً لحياة الرئيس الليبي معمر القذافي «فرعون ليبيا» ونظام حكمه أمس، بعد أن تم القبض عليه مختبئاً بأحد مجاري المياه بمدينة سرت، معلنين السقوط الكامل لنظام القذافي الذي جثم على صدورهم «42» عاماً. وقال قائد ميداني إنه تم العثور على القذافي في حفرة داخل مدينة سرت، ولم يبد أية مقاومة وكان مذهولاً من وصول الثوار إليه، وكانت به إصابات قديمة في الوجه والقدمين، وكان معه مسدسان وحقيبة وساعة يد. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقتل القذافي، ونقل جثمانه إلى مدينة مصراتة، كما أعلن عن مقتل وزير دفاعه أبو بكر يونس واعتقال ابنه المعتصم. المشاهد الأولى: وعرضت قناة «الجزيرة» المشاهد الأولى بعد القبض على القذافي حياً تسيل الدماء من رأسه وبقية أعضاء جسمه. وقال قائد القوات البرية للثوار خليفة حفتر: «تم تحرير سرت، وبمقتل القذافي سقط نظام معمر القذافي، وتم تحرير ليبيا بالكامل، ومن كان يقاتل معه قتل أو تم القبض عليه»، مضيفا: «الآن نستطيع أن نقول إن القذافي مات وليبيا تحررت». ردود الفعل: وتوالت ردود الفعل الدولية بعد تأكيد المجلس الانتقالي الليبي، نبأ مقتل القذافي، ورحَّب أغلب القادة والمسؤولين في دول عربية وغربية بوفاته. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحدث بأنه «تحول تاريخي» في ليبيا، فيما وصفت فرنسا مقتل القذافي ب «سقوط الطاغية». ومن جانبه حث الاتحاد الأوروبي المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على السعي لمصالحة شاملة في البلاد. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن مقتل الزعيم الليبي السابق يبشر بمستقبل أفضل للشعب الذي حكمه أربعة عقود. وأضاف في بيان في داوننج ستريت: «الشعب في ليبيا لديه اليوم فرصة أفضل بعد ذلك النبأ لبناء مستقبل ديمقراطي وقوي لنفسه». نهاية مرحلة: وأشار عضو مجلس الشيوخ الأمريكي البارز جون ماكين، إلى أن موت معمر القذافي يؤذن بنهاية «المرحلة الأولى» من الثورة الليبية، داعياً لعلاقات أوثق بين واشنطون وطرابلس. وأعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن أمله في أن يؤدي انتهاء البحث عن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي إلى السلام والحكم الديمقراطي في ليبيا. وأضاف: «نأمل أن يعم السلام ليبيا، وأن يتوصل كل من يحكمون الدولة الليبية ومختلف ممثلي القبائل الليبية إلى اتفاق نهائي بشأن ترتيب الحكم، وأن تكون ليبيا دولة ديمقراطية حديثة». نهاية الطغاة وعربياً رأى رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي «النهاية المحتمة لكل الطغاة» و «درساً لأنظمة الاستبداد». واعتبر الحريري الموجود خارج لبنان في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن «نهاية معمر القذافي هي النهاية المحتمة لكل الطغاة الذين يواجهون إرادة الحرية والديمقراطية عند شعوبهم بالقتل والقمع والدم». مقتل الكبار: وقال مراسل «العربية» إن جثة القذافي وصلت إلى مصراتة، وسمح له بالتقاط صور لها. وأكد جمعة القماطي عضو المجلس الانتقالي أن «17» شخصية من كبار قادة القذافي في سرت، كان من أهمهم أبو بكر يونس رفيق القذافي ووزير دفاعه السابق، وعبد الله السنوسي والمعتصم القذافي، إما أنهم قتلوا أم تم اعتقالهم. وانتقل مراسل «العربية» إلى مصراتة مع بعض قادة الثوار، ووصف تأثرهم وكيف غمرت بعضهم مشاعر الفرح. فيما قال قائد عسكري في المجلس الوطني الانتقالي إن موسى إبراهيم المتحدث السابق باسم حكومة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، اعتقل قرب مدينة سرت. وأضاف القائد العسكري عبد الحكيم الجليل أنه رأى جثة أبو بكر يونس جابر قائد القوات المسلحة التابعة للقذافي. وقال لرويترز إنه رأى جابر بعينيه وأظهر صوراً لجثته، وأضاف أن إبراهيم اعتقل أيضاً وإن كليهما نقلا إلى غرفة العمليات التابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي. وأكدت الأنباء مقتل المعتصم بن معمر القذافي. كما وردت أنباء عن هروب سيف الإسلام القذافي من بني الوليد. اطلاق الرصاص فرحاً وقال شاهد من «رويترز» إن قوات المجلس الوطني الانتقالي أطلقت طلقات المدافع ابتهاجاً أثناء رفع العلم على مبنى ضخم بالمدينة التي ظلت تحت حصار قوات المجلس الانتقالي لما يقرب من شهرين. ونقلت وكالة «رويترز» عن يونس العبدلي رئيس العمليات في الشطر الشرقي من المدينة قوله «تم تحرير سرت». وأضاف العبدلي أن قواته تطارد الآن مقاتلي القذافي الذين يحاولون الفرار.