أسوأ ختام للموسم الكروي أتحفنا به اتحاد الحصاحيصا عصر أمس الأول، وفي حضور رئيسه وعضو الاتحاد العام محمد سيد أحمد الملقب ب«الجكومي». حقق نيل المدينة المطلوب وتمسك بمقعده بالدرجة الممتازة، ورغم ذلك أساءت جماهيره السلوك وأمطرت ضيوفها بوابل من الحجارة والشتائم، ورئيس اتحادها يرفع كلتا يديه في الهواء وكأنه أحد مصارعي ال(wwe) يستعرض قوته وتفوقه على خصمه في الحلبة. نسى محمد سيد أحمد أنه يمثل اتحاد السودان وليس الحصاحيصا، ووقار المنصب وحيادية الجهة التي يمثلها، ووقف مثل أي مشجع متشنج، ولم يقصِّر مصور ومخرج المباراة في نقل المشهد الذي مثَّل إدانة لرئيس لجنة الحالات السالبة في مباراة شهدت إراقة دماء الكثيرين بدون ذنب اقترفوه غير مناصرتهم لناديهم وتكبدهم مشاق السفر الطويل للوقوف معه. حاول البعض إيجاد العذر لمرتكبي مجزرة الحصاحيصا بالحديث عن شغب حدث بعد انتهاء المباراة الأولى في بورتسودان، والكل يعلم أن مشادة حدثت حينها بين أحد مشجعي السوكرتا ورئيس اتحاد الحصاحيصا الذي رد على هتاف المشجع بالبصق باتجاه المدرج بأكمله، ولم ينف سيادته الواقعة، بل قال إنه قصد بها مشجعاً معيناً وليس كل جماهير حي العرب! بغض النظر عن سلوك المشجع العرباوي الذي بالتأكيد لا يمثل كل جمهور حي العرب، فهل سلوك رئيس لجنة الحالات «السالبة» يتناسب ومقام الرجل وموقعه في الاتحاد؟ من وجهة نظري أن محمد سيد أحمد أساء للاتحاد في المقام الأول بخلع عباءة المسؤول وتصرفه كمشجع، ومن ثم فهو من أوقد شرارة حادثة الحصاحيصا عطفاً على حادثة البصق في بورتسودان. آخر قلاع التسامح والتراحم وتقارب النفوس انهارت، فبعد أن كنا نفاخر بسماحة السودانيين وكرمهم صارت حتى ملاعب الرياضة بلا «روح» وأضحى إكرام الضيف ليس في «الضبيحة»، بل في إراقة دمه بدلاً عنها ومطاردته في الشوارع والأزقة. حذر كثير من الزملاء من خطورة مباراة الحصاحيصا الفاصلة، ولفتوا نظر الاتحاد لتوفير أعلى درجات الأمن والسلامة لها، ولكن يبدو أن الاتحاد العام لا يستبين النصح إلا بعد«الذبح». عُوقب أمل عطبرة باللعب بعيداً عن جمهوره في جل مباريات الدور الثاني للممتاز، فكيف ستعاقبون النيل و«الجكومي»، وهل تكفي عقوبة اللعب بعيداً عن الأنصار في إيقاف شلالات الدم التي باتت سمة مميزة لدورينا؟ خطف الصفاقسي التونسي أو ال «سي إس إس» كما يحلو للشوالي مناداته، لقب الكونفدرالية من فك مازيمبي وسط حشود هائلة، وبعد أن كانت المباراة في طريقها لركلات الترجيح بعد تقدم مازيمبي بهدفين نظيفين عادل بهما نتيجة الذهاب، إلا أن هدف الدولي بن يونس حطم آمال مازيمبي، وأهدى الكأس الثانية للعرب بعد أبطال إفريقيا. درسان في بطولات إفريقيا لا أظننا سنستفيد منهما، الأول تحقيق أندية تونس «الصفاقسي» ومصر«الأهلي» لبطولات الكاف في ظل ظروف أمنية وفنية معقدة، والدرس الثاني جمهور مازيمبي الذي فقد البطولة قبل دقيقة من النهاية ولم يخرج أبداً عن السلوك الرياضي.