مضت سبعة أيام من المدة التي حددها الاتحاد العام أمداً لموسم الانتقالات الشتوية، ومازال ملف محترفي المريخ لغزاً محيراً، ونخشى أن تنتهي الفترة وتكون المحصلة «دفن ليل». قبلت إدارة النادي ومحبوه أن يتولى هذا الملف كروجر، وبحسب ترشيحاته فقد كان مفترضاً أن يدخل الإثيوبي أوكيري كشف المريخ في أول أيام التسجيلات، ولكن حتى هذه اللحظة لم تحسم الصفقة، ويقال أن ناديه يبحث عن بديل له قبل الموافقة على بيعه للمريخ. هل ستبدد لجنة تسجيلات المريخ الوقت انتظاراً لهذا الإثيوبي وناديه، وهي تعلم أن المتبقي أقل من أسبوعين لقفل باب الانتقالات؟ هذا غير طلب البطاقة الدولية وتجنب أزمات كالتي حدثت للهلال في الموسم الماضي في إدخال بيانات اللاعب المالي سيدي بيه عبر نظام مطابقة الانتقالات (tms). التحرك وفق تخطيط واضح ومبكر يجنبنا مفاجآت اللحظات الأخيرة، ويقلل من مخاطر الدخول في الموسم الجديد بلاعبين «إسكراب» يكلفون خزينة النادي مبالغ خيالية، ويضطر النادي للتخلص منهم بعد أقل من موسم واحد، مع دفع كل مستحقات متبقي العقد. الغموض الذي يكتنف ملف تسجيل الدعيع يزداد مع كل صباح، وأمس طالعنا تصريحاً لمجلس المريخ الذي كان قد أكد توقيع الدعيع للأحمر في نيروبي، وتم إدراج الخبر في الموقع الرسمي للنادي، ثم رشحت أخبار أمس بأم اللاعب رفض التوقيع على العقد، وأن المريخ صرف النظر عنه نهائياً واتجه لمفاوضة حارس آخر. تأمين حراسة مرمى المريخ وحاجته لحارس آخر بجانب أكرم كان معلوماً للكل، وكذلك كان الحارس الدعيع متاحاً لمفاوضته قبل ستة أشهر من الآن لأنه حارس محترف وتبقت لنهاية عقده مع الأهلي شندي ستة أشهر، وهو ما يكفل له مفاوضة أي نادٍ والتوقيع له دون الحاجة لمخاطبة ناديه، فلماذا آثرت إدارة الأحمر الانتظار حتى بدء فترة الانتقالات وسفر الدعيع قبلها بأيام لكينيا، ليدخل النادي في هذا النفق الضيق؟ ما حدث في ملف أوكيري والدعيع ومن قبلهما الإيفواري باسكال يزيد من قناعاتنا بأن إداراتنا مازالت تتعلم أصول اللعبة في ما يختص بكسب اللاعبين، والتي تسبقها متابعة ورصد لأداء اللاعب سوى أكان مرشحاً للانتقال للمريخ مثل «أوكيري» أو اقتربت فترة نهاية عقده مثل «باسكال»، حتى يتجنب النادي مزايدات الأندية الأخرى أو مماطلة اللاعب طمعاً في زيادة قيمة عقده. لمسة أخيرة: رحيل القائد الإفريقي والمناضل الكبير نلسون مانديلا زرعت حزناً كبيراً في قلوب الملايين، وكان للرياضيين الحظ الأوفر منه، فهو السياسي ربما الوحيد الذي عرف قيمة الرياضة في ميادين السياسة وتوحيد الأمم باختلاف ألوانها، ونعته كثير من المؤسسات وبكاه نجوم كبار. «مواطنو إفريقيا تعلموا الصبر أثناء نضالهم من أجل الحرية. وربما الهدايا التي جاء بها كأس العالم تثبت أن الانتظار الطويل لوصوله إلى أرض إفريقيا كان مستحقاً». كانت هذه كلماته في افتتاح كأس العالم الذي استضافته بلاده في 2010م.