أعلن الرئيس عمر البشير أن النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه هو رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد، وقال البشير «إن علي عثمان تنازل عن مكانته كما تنازل طوعاً من قبل عندما وقع اتفاقية السلام الشامل». واعتبر أن التعديل الجديد يحمل ملامح السودان الجديد لإعادة التاريخ والمواصلة في بناء دولة إسلامية متينة. وأقسم البشير لدى مخاطبته أمس بمنطقة قري بمحلية الخرطوم بحري الاحتفال بمرور «500» عام على قيام أول دولة إسلامية في السودان، أقسم بعدم وجود خلافات أو صراعات، وزاد ما يتردد عن ذلك كذب وافتراء، مشيرًا إلى أن الوزراء الذين مازال عطاؤهم مستمراً ويمكن أن يستمر تنازلوا طوعًا واختيارًا وأن التغيير الجديد سيكون إحياءً لقيم «هي لله». وأكد أن المرحلة المقبلة تتسم بتحديات جسام من أبرزها استهداف الوطن، وتكالب الأعداء، بجانب الصراعات الداخلية، داعياً أهل السودان إلى التماسك ووحدة الصف ونبذ الخلاف. ودعا البشير إلى مقاومة مخططات هدم السودان بإحياء القيم التربوية الإسلامية وإحياء نار القرآن والمراكز الإسلامية والخلاوي والمساجد. من ناحيته أكد مساعد رئيس الجمهورية د. جلال يوسف الدقير أن الشيخ عبد الله جماع هو واضع أول أساس في بناء السودان الحضاري الوسيط والحديث وصاحب سابقة في ترسيخ الهوية الإسلامية العربية في السودان وإبطال العصبيات القبلية والجهوية وتجميع أهل السودان تحت راية واحدة. ودعا الدقير إلى تحرير سيرة الشيخ عبد الله جماع ونجله الشيخ عجيب المانجلك من المفاهيم المغلوطة والأساطير المكذوبة والتمكين لذكراهم في المناهج التعليمية لتنشأ الأجيال القادمة على مفاهيم راسخة لتاريخ بلادها ومنعًا لأي استلاب ثقافي لهم. وقال مساعد رئيس الجمهورية «إن أهل السودان بكل انتماءاتهم في حاجة لاستلهام الروح الوطنية الخالصة من ذلك الزمن الجميل واختزال الولاءات القبلية والجهوية والحزبية وتحويلها لأدوات تصب في مصلحة الوطن وجعل روح الحوار نهجاً وحيداً للتعاطي السياسي فيما بيننا». من ناحيته أكد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر أن الاحتفال يمثل إحياءً لقيم إسلامية عابقة بالحق والتدين مشيرًا إلى أن مسيرة الحق بالسودان ماضية إلى الأمام مصطحبة معها كل قيم التمدن والتحضر. وأشار الوالي إلى المشروعات الخدمية التي نفذتها الولاية والتي يجري التخطيط لتنفيذها بالمنطقة والتي تشمل الخدمات الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء بجانب المنطقة الحرة بقري.