تعتبر دولة «فرسان مالطا» دولة ضمن العشرات من الدول قامت في القرن الحادي والعشرين؛ لكنها تختلف عن دولة مالطا، لأنها اكتسبت اسم هذه الجزر عندما منحها الملك شارل الخامس ومناطق قريبة من مدينة طرابلس في ليبيا إلى مجموعة من المقاتلين باسم «فرسان مالطا» في 24 مارس 1530، واستطاع الفرسان أن يدافعوا عن جزرهم عام 1570 عندما حاصرتها الدولة العثمانية لمدة «3» أشهر، إلى أن دمروا القوة البحرية العثمانية عام 1571، وفي عام 1798 ساء حال الفرسان حين غزا نابليون بونابرت مالطا وأجبرهم على مغادرة البلاد، ورغم أن معاهدة 1802 أعادت لهم الحقوق السيادية في البلاد، إلا أنه لم تكن بالسهولة العودة ثانية إلى مالطا، ولذلك انتهى بهم المطاف بالحصول على مقر في روما عام 1834، وعندما انشت دولة «فرسان مالطا» كدولة اعتبارية بكل المعايير؛ فهي بلا أرض وحكومة أو شعب تمثلها «96» سفارة افتراضية حول العالم، والمغزى الحقيقي لوجودها مجابهة المد الإسلامي الإمبراطوري العثماني كإحدى خطط العالم السري في حربه العالمية. وفي السودان نجد سفارة«فرسان مالطا» لها شخصية اعتبارية وسفارة تمتلك منزلاً بالخرطوم لكن أدواره غامضة، خاصة وأنها السفارة الوحيدة التي لم نسمع بتغيير سفيرها أو أنها أقامت أدواراً مفيدة تستفيد منها البلاد أو حتى تم استدعاء سفيرها في وزارة الخارجية مثلاً؟ رغم أنها تمتلك أذرعاً خفية مرتبطة بالسودان ارتباطاً وثيقاً يصل لدرجة العضوية الرسمية مع شخصيات دولية أمثال السناتور ومبعوث الرئيس الأمريكي جون دانفورث بما له مآخذ عليه إضافة إلى رئيس جنوب إفريقيا السابق ورئيس لجنة الاتحاد الإفريقي بالسودان ثابو أمبيكي وغيرهم في قوائم أخرى، صحيح أنهم أجانب لكن يملكون مفاتيح لعبة الأبواب الموصدة في السودان خاصة فيما يتعلق بعلاقاته بالمجتمع الدولي. بحسب ما ذكره الصحفي المصري محمد حسنين هيكل إن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز طلب من مصر الاعتراف بدولة فرسان مالطا، واعترفت مصر بذلك، فمن طلب من السودان الاعتراف بدولة فرسان مالطا ومن الذي سمح لهم بإقامة سفارة لهم بالخرطوم، كل هذه التساؤلات معنونة لوزارة الخارجية لأنها الجهة الوحيدة المنوط بها معرفة عمل كهذا سفارة، هذا إذا كانت الوزارة نفسها تعلم ماذا يدور في العلاقات بين دولة وهمية مع الخرطوم. ونذكر أن النائب البرلماني الإخواني المصري الراحل عبد اللطيف قطب طالب من قبل بإغلاق سفارة فرسان مالطا بالقاهرة، وبرر طلبه، وفي تصريحات أدلى بأنها تمارس أعمالاً مشبوهة بجانب أنها مجموعة من بقايا الحروب الصليبية، في كتاب «بلاك ووتر» الذي أعده الصحافي الأمريكي جيرمي سكيل ذكر علاقة دولة «فرسان مالطا» مع الإدارة الأمريكية بجانب كشفه للعلاقة الدينية العقائدية مع دولة «فرسان مالطا» للشركة الأمنية «بلاك ووتر» التي تعتبر أكبر الشركات الأمنية التي كانت تعمل في ولايات دارفور، وهو الأمر الذي يمكن أن يضيف دافعاً آخر نحو إصرار الولاياتالمتحدة آنذاك التدخل عسكرياً في دارفور وتدويل الصراع في هذا الإقليم، قبل أن يتم طردها من السودان لاحقاً، وبين هذه الأداور وقضايا أخرى غامضة، يتضح أنه فعلاً للسفارة أدوار غامضة في السودان، خاصة وأن دولة تركيا لم تعترف بها حتى الآن، ولتكن تركيا حفيدة الإمبراطورية العثمانية قدوة حسنة للسودان، ما لم تثبت وزارة خارجية الخرطوم العكس.