(smc) خلال الأشهر الماضية قام المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) بفتح ملف شركة بلاك ووتر الأمريكية وهي تخطو أولى خطواتها للتغلغل في جنوب السودان تحت لافتة تدريب وتأهيل الجيش الشعبي لتحرير السودان. لقد كان الهدف من فتح الملف الاقتراب أكثر من النتائج المحتملة لهذا التوجه للتعرف مبكرا على المآلات التى يمكن أن تنتهي إليها الأوضاع في ظله والخيارات المتاحة. إن تجربة بلاك ووتر في العراق وأدائها يمثلان معطيات مهمة يمكن أن تعيننا على إدراك ما يمكن (أن يكون) مستدين على (ما هو كائن). لقد أعلنت مصادر طبية عراقية الثلاثاء أن الحصيلة النهائية لحادث إطلاق النار من قبل عناصر شركة بلاك ووتر ارتفع إلى عشرة قتلى هم رجل شرطة وتسعة مدنيين بينهم امرأة و13 جريحا. وكانت حصيلة سابقة أفادت عن مقتل ثمانية عراقيين. فيما اضطرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء تقديم اعتذارا شخصيا لرئيس الوزراء نوري المالكي بعد مقتل عشرة عراقيين على يد عناصر شركة بلاك ووتر الأميركية حيث أكد قاض عراقي أنهم سيحاكمون وفقا للقانون العراقي. خصخصة الأمن البعض يعتبرهم قتلى الحرب المنسيين، فيما يفضل آخرون عبارة جنود الظل، وبينما تستخدم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون تعريفاً رسمياً لهم هو متعاقدون أمنيون، يبقى مصطلح الجنود المرتزقة هو الأكثر دقة وشهرة لتعريف الآلاف من الجنود المأجورين، الذين يعملون لحساب شركات أمنية عسكرية عابرة للقارات تقوم بتجنيدهم للأعمال العسكرية في مناطق وعرة، وتحت ظروف بالغة القسوة مقابل أجور مغرية قد تتجاوز الألف دولار يومياً نظير خدماتهم. لكنهم في المقابل لا يتمتعون بأي غطاء قانوني حيث لا تنطبق عليهم تعريفات قتلى أو أسرى الحرب حسب قواعد القانون الدولي. كما أن الشركات التي يعملون لحسابها غالباً ما ترفض دفع أي تعويضات لهم في حال تعرضهم لإصابات تكون في كثير من الأحيان جسيمة. وعلى الرغم من ذلك فإن نشاط هذه الشركات، التي تعد بمثابة (مقاولي حروب)، في ازدياد مضطرد، حيث يقدر إجمالي أعمالها حول العالم بنحو (200) مليار دولار، ويبدو بديهياً أن العراق بات الكعكة الأكبر التي تتصارع عليها هذه الشركات, إذ يقدر عدد المرتزقة التابعين لها هناك بما بين (30 - 40 ألف) مسلح يأتون في المرتبة الثانية بالنسبة للقوات الأجنبية، أي بعد قوات الاحتلال الأمريكية، وهو ما دفع البعض لاعتبار الحرب في العراق أول حرب في التاريخ يتم خصخصتها, لتدار من خلال عشرات الآلاف من المرتزقة. وخلال الأيام القليلة الماضية قال بيان صادر عن رئاسة المكتب الإعلامي للمالكي إن وزيرة الخارجية (رايس) أبلغت رئيس الوزراء (المالكي) في اتصال هاتفي اعتذارها الشخصي والحكومة الأميركية عن الحادثة التي وقعت في ساحة النسور الأحد. إلى ذلك أدان رئيس الوزراء العراقي بشدة إطلاق النار من قبل عناصر الحماية على المدنيين الأحد ووصفه بالعمل الإجرامي. وبعد هذا الحادث أعلنت الحكومة العراقية إلغاء ترخيص عمل بلاك ووتر وهي اكبر الشركات الأمنية الأميركية الخاصة التي تتولى حماية الدبلوماسيين الأميركيين في العراق. وأكد مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العراقية الثلاثاء أن شركة بلاك ووتر الأمريكية الخاصة تم إلغاء ترخيص عملها في البلاد وأكد عدد من المسؤولين لوكالة فرانس برس أن التحقيقات لا تزال جارية في الحادث الذي وقع الأحد. كما أعلنت الحكومة العراقية الثلاثاء أنها بصدد إعادة النظر في وضع جميع شركات الحماية الأمنية الأجنبية والمحلية. وعلى الصعيد المحلي نجد أن قيادة الحركة الشعبية قررت الاستعانة بهذه الشركة والاستفادة من خدماتها في تدريب قواتها بحجة أحقيتها في تقوية عناصرها وتأهيلهم, متجاهلة في ذات الوقت كل الأصوات المعتدلة التى كانت تدعوا الحركة إلى التقيد والالتزام بروح البروتوكولات الأمنية التي ضمنها اتفاق السلام الشامل الموقع في العاصمة الكينية نيروبي في 9 يناير 2005م. وقد اعتبر عدد من المراقبين هذا المسلك الصادر عن الحركة الشعبية لتحرير السودان ليس ضد الاتفاق فقط, بل هو ضد الخط الوطني حيث لا يمكن بناء جيش وطني بواسطة شركة أجنبية خاصة مهما توفر لها من إمكانيات, ذلك أن الجيش الوطني يُبنى بعقيدة وطنية وبقيادات ومدربين وطنيين. ولأي جيش عقيدة لا يمكن أن يلقنها له أجنبي. ولذلك يعتقد أن الاتفاق مع شركة بلاك ووتر ينطوي على مخاطر وتهديدات على أصعدة الوحدة الوطنية وعلى مستوى الاستقرار السياسي بل ويمكن أن يكون ضد اتفاقية سلام نيفاشا لأنها لم تتحدث عن مثل هذا الأمر. وبعد وقوع عدد من التجاوزات من قبل مجموعة الشركات الخاصة في العراق والحادث الأخير الذى تتحمل بلاك ووتر مسؤوليته, قال مسؤول عراقي إن مجلس الوزراء أكد في الاجتماع الذي عقده اليوم الثلاثاء على ضرورة إعادة النظر في وضع شركات الحماية الأمنية الأجنبية والمحلية العاملة في العراق بما يتناسب والقوانين العراقية. فيما أكد مجلس الوزراء تأييده للإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية التى قضت بإيقاف ترخيص الشركة المذكورة وإجراء تحقيق عاجل لمحاسبة الأفراد الذين قاموا بالاعتداء على المواطنين وإلزام الشركة باحترام القوانين العراقية وكرامة المواطنين. وكانت السفارة الأمريكية في بغداد أكدت أن قافلة سيارات أمنية تابعة لوزارة الخارجية أطلقت النار بعد تعرضها لهجوم. واتهم شهود في تصريحات لوكالة فرانس برس عناصر حماية قافلة رسمية أمريكية بإطلاق النار بصورة كثيفة ومباشرة في حي ساحة النسور غرب بغداد مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. دارفور في أجندة بلاك ووتر الكاتب الصحفي الأمريكي جيرمي سكيل مؤلف كتاب "بلاك ووتر".. كشف نية شركة بلاك ووتر وسعيها الحثيث للحصول على عقود في إقليم دارفور بالسودان لتعمل كقوة سلام!.. ويضيف سكيل أن الرئيس جورج بوش بذل جهداً كبيراً من أجل إدخال هذه الشركة الدموية للعمل في السودان وتمهيد الطريق أمامها وفي هذا الصدد قام برفع العقوبات عن جنوب السودان، وإقناع حكومة الجنوب بالسماح لهذه الشركة بالعمل، حتى أن ممثل إقليمجنوب السودان في واشنطن أشار إلى أنه يتوقع أن تبدأ هذه الشركة أعمال تدريب قوات الأمن في جنوب السودان في وقت قريب جداً. بل صرح كريس تايلور أحد مدراء الشركة، إن قوات شركته مستعدة لاستعادة الأمن والسلام في إقليم دارفور ، مشترطا أن يتم ذلك تحت غطاء رسمي من الناتو أو الأممالمتحدة. إن أهم النقاط التى تدفع باتجاه رفض خصخصة الحرب أو العمليات العسكرية على وجه العموم بحجة تقليل التكلفة البشرية في صفوف القوات الرسمية ليتحمل المُرتزقة المأجورون عبء ذلك يأتي من باب أن رغبة الشركات الأمنية في الحصول على المزيد من العقود, أو إطالة أمدها يدفعها للحفاظ على حالة عدم الاستقرار, لأن انبساط الأمن والاستقرار يعني ببساطة نهاية أعمالها. وعلى ذلك لابد لنا من الاسترشاد بالتجربة العراقية لنتجنب الدخول في مأزق التعامل مع هذه الشركات. [url="http://www.smc.sd/ar/artopic.asp?artID=18432&aCK=AC"]ملفات مرتبطة : مشروع تدريب شركة أمريكية لقوات الحركة الشعبية استفهامات تتجدد ؟؟! [/url] [url="http://www.smc.sd/ar/artopic.asp?artID=18431&aCK=AD"]تقارير مرتبطة : شركة المياه السوداء الأمريكية للخدمات الأمنية تتأهب للخدمة في جنوب السودان [/url]