ظلت الرياضة تمثل الأداة الناجحة لتحقيق الأمن والسلام ونشر المحبة والقيم النبيلة بين كل شعوب العالم لافرق فيها بين أبيض وأسود بل تمثل اللغة التي يتحدث بها الجميع وتذوب فيها كل الألوان ويتساوى فيها الغني والفقير والجاهل والمتعلم وساهمت في إيقاف الحروب وإعادة العلاقات بين الدول وظل منشط تنس الطاولة يضرب مثلا في إعادة العلاقات بين أمريكا والصين . وكنا نفخر كعرب بان ملاعبينا الرياضية هي الاكثر أمنا وأن جمهورنا الأفضل سلوكا من بين محبي الرياضة في العالم إلا أنه في السنوات الاخيرة تغير الوضع وأصبحنا نشاهد العديد من حالات الشغب والخروج عن النص في بعض الدوريات العربية بعد وجد بعض البلطجية والمتعصبين والمهوسين ملاذا لهم في مباريات كرة القدم ليمارسوا سلوكهم السيئ ولاننكر أن الاعلام الرياضي العربي ساهم في بعض الدول في نشر التعصب بين جماهير الاندية بسبب دخول بعض المشجعين للعمل الاعلامي بجانب المواقع الالكترونية التي لاتتوفر فيها الرقابة والمحاسبة. عشنا كعرب أمس الاول واحدة من أسوأ الليالي بل أسوأ مشهد في ملاعب كرة القدم والذي تمثل في أحداث الشغب التي حدثت في استاد بورسعيد عقب مباراة المصري والاهلي الدورية والتي راح ضحيتها أكثر من سبعين مشجعاً أغلبهم من الشباب دون أن يعرف حتى الآن أي شخص ماهي الأسباب التي جعلت المعتدين ومثيري الشغب أن يحولوا ملاعب كرة القدم إلى ساحة قتال وقد عرفت بأنها أشرف الميادين . مشهد غريب على مصر أم الدنيا التي عرفت عبر التاريخ بانها تمثل الحضن الدافئ الذي يلجأ اليه العرب في كل المحن وهي التي أعادت الكرامة للعرب في حرب أكتوبر العظيم وهي البلد الذي يحس كل من يدخل أراضيه بالامن والسلام تجسده اللافته الموضوعه علي مدخل مطار القاهرة والتي تحمل عبارة(ادخلوا مصر آمنين) فتحس الانسان بالامان ويستقبلك ابناؤها بالابتسامة وخفة الدم وسرعة البديهة التي تذيب عنك الحزن والاكتئاب. نحزن كثيرا لماحدث لان مصر تمثل عندنا كل ماهو جميل لانها تمثل تاريخا تليدا صنعته اجيال متعاقبه هي الارض التي انجبت جمال عبد الناصر والعقاد وطه حسين وام كلثوم وعبد الحليم حافظ واحمد عدويه وحتى شعبان عبد الرحيم وعادل إمام وفريد شوقي ونبيلة عبيد والخطيب وحسن شحاتة وكثيرين من الذين وضعوا بصماتهم على مسيرة الامة العربية في مختلف المجالات.. مصر أرض الحضارات الاهرامات والنيل العظيم وقبلة السواح نرفض ان تصاب بمكروه ووضح أنها بالفعل تواجه مؤامرة كبيرة وكل الدلائل تثبت أن ماحدث هو أمر مدبر ومخطط لانه لايشبه الرياضة ولا الرياضيين ونسأل الله أن يعيد الأمن والسلام لمصر وأن ينام أهلها غريري العين كلٌ ابنه في حضنه. من دخلها آمن ومن خرج منها أكثر أمنا. سلمت يا أم الدنيا وسلم شعبك. حروف خاصة علينا أن نأخذ الدرس من ماحدث في استاد بورسعيد لأن كل الدلائل تشير إلى أنه سيأتي اليوم الذي تشهد فيه ملاعبنا حدثاً مماثلاً بسبب روح التعصب بين الهلال والمريخ التي تسبب فيها الإعلام الرياضي وأضرب مثلاً بقمتي كأس السودان والدوري الموسم قبل الماضي والذي كان نتيجة لعبارات كتبها أحد الصحفيين واعترف بها وكادت أن تؤدي إلى كارثة. أمس الأول وعبر برنامج حزمة ضوء بقناتنا القومية الذي كنت ضيفاً عليه أطلقت مبادرة بأن يعمل جميع الزملاء لنبذ روح التعصب ونحن مقبلون على موسم ملئ بالتحديات على رأسها ارتباط المنتخب بتصفيات كأس العالم وأمم إفريقيا ومشاركة الهلال والمريخ في دوري أبطال إفريقيا.