في طريقنا لمطار الخرطوم في انتظار وصول وفد حركة التحرير والعدالة بقيادة د. السيسي والوفد القطري المرافق التقينا بالوزيرة حليمة حسب الله، وفي الداخل وجدنا رئيس البعثة الأممية إبراهيم قمباري ورئيس أمانة دارفور بالوطني د. أزهري التجاني، وبعد قليل قدم مساعد رئيس الجمهورية د.نافع علي نافع، وجلس على أريكة قمباري، وتجاذب معه أطراف الحديث، ثم قدم وفد يبدو أنه من السفارة القطرية، وبعد فترة حضر رئيس مكتب متابعة سلام دارفور د. أمين حسن. عبد الشافع هل يتشبه بالقذافي؟ كانت قيادات العدالة والتحرير في حركة دؤوبة داخل الصالة متنقلين بين الحضور الذي كان كثيفاً ومنهم تاج الدين نيام، بالإضافة لنائب السيسي أحمد عبد الشافع، وبدا لافتاً أن أحد أفراد حرسه امرأة ترتدي الزي العسكري في مشهد يذكر بالرئيس الليبي القتيل القذافي. أسرة السيسي لمحت سيدة بيدها عدة نسخ من علم البلاد وبجوارها شابة تحمل صورة السيسي، فاقتربت منها وسألتها فعرفت أنها شقيقة السيسي جاءت برفقة ابنتها لاستقبال أخيها، وبينما نحن كذلك قدمت إحدى الحكّامات وهي تطلق الزغاريد وعرفنا أنها أيضاً من أقارب رئيس الحركة. هبوط الطائرة ولدى هبوط الطائرة القطرية هرع الجميع للاستقبال، فكان د.نافع وقمباري وآخرون وفد الاستقبال الأول، بينما اصطف بعدهما د. أمين وعبد الشافع، وبين الفريقين تعالت صيحات الاستقبال وارتفعت أيادي النساء ملوِّحة بمجموعة من «الطُّباقا» التي يحملنها في أياديهن،. في البدء خرج الصحفيون، تلاهم الحرس الذين كانوا يرتدون «الكدمول» كما ظهر أعضاء الوفد المصاحب، ولاحقاً رأينا على صدورهم لوحة مستديرة كُتِب عليها الوفد الرئاسي، ثم لاح شخص التجاني الذي غاب بين الجموع الغفيرة التي اصطفت لاستقباله أمام الطائرة. بشر وتفاؤل توجّه الوفد بصحبة ممثلي الحكومة إلى صالة أخرى، وقد أخذوا وقتاً طويلاً، حتى أن الصحفيين تكهنوا بعدم عقد مؤتمر صحفي، ولكن لحسن الحظ تقدّم د.أمين حسن الذي بدا على محياه الرضا والسرور صوب المنصة وخاطب الجمع مبدياً سعادته بعودة السيسي التي اعتبرها مؤشراً للبدء في التعجيل بتنفيذ الاتفاقية، ثم قدم قمباري الذي كان يقف بجوار الدكتورين نافع والسيسي والوسيط القطري آل محمود، ومن كلماته «أن قطار السلام قد انطلق، وما تزال ثمة مساحة وعلى بقية الحركات اغتنامها»، وبدوره عبّر آل محمود عن سعادته بالوصول لهذه المرحلة من الاتفاقية، مشيدًا بها وقد لاقت قبولاً دولياً وإقليمياً على حد قوله مقدماً الدعوة للحركات الأخرى للحاق بركب السلام. نافع.. اختيار الصمت وبينما كان الصحفيون في حالة ترقُّب لتصريحات د. نافع، لا سيما حيال الحركات التي لم توقع على وثيقة الدوحة إلا أنه لم يشارك بالحديث أسوة بالآخرين. وجوه وملامح رغم الانشغال بالتدوين إلا أن ذلك لم يمنعنا من متابعة الإشارات التي تلوح على وجوه المسؤولين، فبينما كان د. عمر سعيدًا، بدا الاستياء واضحاً على محيّا د. نافع وأظن أن السبب يعود لحالة التزاحم التي كان عليها الصحفيون والمصورون وشيء من الضجة المصاحبة لذلك بطبيعة الحال، أما قمباري فقد كانت ملامحه هادئة نوعاً ما دون أي تفاصيل تذكر، وكذا آل محمود الذي كانت ملامحه أقرب للثبات والجمود منها إلى أي شيء آخر، عن صاحب الحال د. التجاني فقد كان يبدو وكأنه في حالة نعاس وذلك من تعبير نظراته، ولكن يبدو لي أنها طبيعة وجهه أكثر من كونها شيئاً آخر. ثقة كبيرة أتاح د.عمر ثلاثة أسئلة للإعلام كان ل«الإنتباهة» نصيب منها، بالسؤال عن المخاوف من تشظي الحركة، ومن بين الذين أثاروا هذه المواقف والي شمال دارفور كِبِر، فرد التجاني بأنه لا يعتقد بوجود أي توجه للانشقاق، فضلاً عن أن التوجه الدولي والإقليمي لا يدعم هكذا خطوة.