يمثل المعلمون «75%» من القوى العاملة بولاية الجزيرة بل امتد تأثيرهم إلى الحياة السياسية والتشريعية بالولاية ويقودون المجتمع في كل مستوياته، كما أصبحوا يمثلون القوى المسيرة للاتحادات والنقابات العمالية. ليجيء اجتماع المجلس الولائي للاتحاد المهني للمعلمين بولاية الجزيرة في دورة انعقاده الخامسة وهو يحمل شعار «الاستمرارية في تحسين الأداء» من خلال إقامة الدورات التدريبية لرفع الكفاءة المهنية للمعلمين والمساهمة في توفير العلاج بتكلفة مخفضة بمستشفى المعلم السوداني الصيني الذي يقف شامخاً يدل على خصوصية هذه المهنة. الأستاذ طه فضل الله الخليفة رئيس الاتحاد المهني للمعلمين بولاية الجزيرة أكد أن هذه الدورة في الاجتماع الأخير للمجلس الولائي شهدت قيام الكثير من البنيات التحتية المتمثلة في قيام صالة المعلم ومركز تجاري لتقديم السلع الضرورية بأسعار مخفضة وانطلاقة المرحلة الأولى لفندق المعلم بتكلفة «500» ألف جنيه. وأضاف أنه خلال هذه الدورة تم التركيز على العمل الاجتماعي وتنفيذ رحلات خارجية وداخلية للمعلمين وتمليكهم أجهزة حاسوب. د. نعيمة محمد عبد الله الترابي وزير التربية التعليم بولاية الجزيرة أكدت على التنسيق بين الاتحاد المهني والوزارة في مجال تدريب المعلمين للارتقاء بمهنة التعليم، وأشارت إلى أهمية تمهين التعليم في المرحلة القادمة. وقالت إن الوزارة والاتحاد شركاء لتحقيق أهداف التعليم، معلنة العمل على زيادة نسبة النجاح في الشهادة السودانية لترتفع إلى نسبة نجاح «89 %» هذا العام. من جانبه أشار الأستاذ محمد الكامل فضل الله والي الجزيرة بالإنابة إلى أن المعلمين يقودون الإبداع، معلناً أن الولاية ستشهد قيام مهرجان الثقافة والسياحة والتسوق بداية العام القادم لاكتشاف المبدعين في العمل الثقافي باعتباره من ممسكات الوحدة الوطنية والارتقاء بالذوق السوداني. وطالب الاتحاد المهني بالاهتمام بالتعليم الالكتروني والاستفادة منه في ترقية العملية التعليمية وتحقيق أهداف التنمية البشرية. د. المعتصم عبد الرحيم نقيب المعلمين بالسودان تناول دور الاتحاد من خلال مدارس اتحاد المعلمين التي قامت بكفالة أبناء الشهداء والفقراء في العديد من ولايات السودان ليصل ما تم إنفاقه على الشرائح الضعيفة واستيعابهم في مدارس الاتحاد بولاية الجزيرة مبلغ «6» ملايين جنيه هذا العام. ودعا وزارة التربية والتعليم لربط الترقي في الدرجات العليا بإعداد البحوث حول واقع التعليم لتوفير قاعدة بيانات تساعد متخذي القرارات على وضع السياسات والخطط التي تناسب الطبيعة التعليمية لكل منطقة في السودان. لتظل رسالة الاتحاد لرئاسة الجمهورية بتخصيص يوم لعيد المعلم باعتباره الشمعة التي تحترق دون مقابل وتكريم الرعيل الأول من المعلمين، وأن يكون من ضمن مبدعي بلادي الذين تحتفل بهم رئاسة الجمهورية من خلال تفقدها للرعية الى جانب زيادة راتب المعلم ليكون أعلى مرتب في الدولة حقيقة وليس رقماً في كشف المرتبات لا يغني ولا يسمن من جوع. كما أن الغالبية العظمى العاملة في التعليم أصبحت المعلمات تمثل فيها أكثر من «50%» ليبلغ عددهم بولاية الجزيرة «36» ألف معلمة الأمر الذي يتطلب مراجعة سياسات الدولة تجاه مهنة التعليم لتكون جاذبة، وأن يكون استيعاب المتقدمين لكليات التربية من المتفوقين حتى تعود للتعليم هيبته، وأن يكون المعلم في صدر حديث الحسان في بلادي.