قال موقع «ان بي سي نيوز دوت كوم» في تقرير نشره أمس تحت عنون «أصغر دول العالم سناً تعاني آلام الاحتضار المؤلم» بعد أن أمسك مرض لعنة النفط بمفاصل الدولة الوليدة قال إن الدوريات العسكرية والدبابات المصفحة أصبحت سيّدة المشهد في جوبا حاضرة الدولة الوليدة إثر الصراع المسلح العنيف، والذي جاء بعد أشهر من التوترات السياسية في الحزب الحاكم حيث اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق الدكتور رياك مشار بأنه المسؤول عن العنف الذي انتظم البلاد، ويرى التقرير أن دولة الجنوب قد تواجه سيناريو تطهير عرقي يماثل التطهير العرقي الذي شهدته رواندا في تسعينيات القرن الماضي قائلاً إن أصغر دولة في العالم تصارع آلام النمو القاتلة حيث قُتل المئات هذا الأسبوع وسط مخاوف من أن يتحوّل العنف إلى حمام دم عرقي كالذي شهدته رواندا في التسعينيات من القرن الماضي، حيث قتل ثلاثة من قوات حفظ السلام من بين «5000» مواطن من دولة الجنوب لقوا حتفهم في أعمال العنف الجارية بينما جُرح أكثر من «8000» شخص وما زالت نيران الاقتتال تحصد أرواح المواطنين منذ أن اندلعت الصراعات المسلحة بين فصائل الجيش الموالية للرئيس سلفا كير ونائبه الدكتور رياك مشار خاصة أن الرجلين ينتميان إلى مجموعتين عرقيتين مختلفتين الأمر الذي يعمق الصراع في البلاد التي لم تبلغ من العمر عامين ويبلغ عدد سكانها «11» مليون نسمة وفي تطور سريع للأحداث نزح ما يزيد عن «34» ألف مواطن نحو مخيمات اللجوء التابعة للأمم المتحدة بينما قامت الدول بإخلاء موظفي السفارات غير الأساسيين ورعاياها من البلد الملتهب في وقت أكد فيه رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما أن بلاده قد أرسلت «45» جندياً من أجل حماية الممتلكات الأمريكية والمواطنين الأمريكيين هناك، وطالب السفير الهندي مجلس الأمن بالاجتماع كونه اتهم المليشيات بدولة الجنوب بتعمد قتل ثلاثة من قوات حفظ السلام العاملة بالبلاد، وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت قبيل مقتل أفرادها أن قواتها والبالغ عددها «7» آلاف جندي لن تتدخل في الصراع. وأشار التقرير إلى نذر تطهير عرقي يضرب بأطنابه على الدولة الوليدة قائلاً إن موظفاً حكومياً كشف للموقع عن مكالمات هاتفية مرعبة من أشخاص يتحدثون عن مليشيات مسلحة تطرق أبواب السكان لتسألهم عن هويتهم العرقية لتقوم بقتلهم في الحال إذا كانوا ينتمون إلى قبيلة النوير، ويقول رور أحد مواطني جوبا للمصدر إن أصوات إطلاق النيران وحركة الدبابات لا تتوقف في العاصمة جوبا منذ المحاولة الانقلابية التي ألقى فيها الرئيس سلفا كير باللوم على نائبه المقال الدكتور رياك مشار والذي أقيل من منصبه وأحد عشر آخرين بينهم سبعة وزراء تم القبض عليهم وما زال البحث جارياً عن مشار لاستجوابه. وبحسب التقرير فإن منظمة هيمن رايتس ووتش قد أكدت استهداف الجنود للمواطنين قائلة إن الجنود أطلقوا النار عشوائياً في المناطق المكتظة بالسكان في جوبا وعلى الرغم من أن الصراع في دولة الجنوب يستند إلى دوافع سياسية إلا أن الخبراء يتخوفون من أن يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. ٭ السيناريوهات المحتملة منظمة التحالف من أجل أبناء دولة الجنوب بالمهجر ومقرها الولاياتالمتحدةالأمريكية قالت إن الناس في دولة الجنوب يقتلون بناءً على الانتماء العرقي، معربة عن قلقها من أن يتحوّل العنف إلى تصفية عرقية كتلك التي ضربت رواندا نهاية القرن المنصرم حيث قُتل أكثر من «800» ألف مواطن ذبحاً وقتلاً وضرباً وتعذيباً حتى الموت خلال «100» يوم من العنف في رواندا في العام «1994» وعلى الرغم من أن جوك مادوت جوك المسؤول الحكومي السابق قد نفى للمصدر مثل هذه المخاوف إلاّ إنه عاد واستطرد قائلاً إن القتال يشعل التوترات العرقية لا محالة ويقول وزير الدولة بوزارة الثقافة السابق والذي يشغل الآن منصب مدير معهد سد إنه كلما استمر الصراع وتزايد الإحساس بالإحباط وسط القادة فإنهم عادة ما يلعبون بكرت العرقية والاثنية من أجل ربح المعركة وعلى الرغم من نفي مشار محاولته الاستيلاء على السلطة بالقوة إلا أنه أكد ترشيح نفسه للرئاسة بعد إطاحة سلفا كير واصفاً إياه بالدكتاتور، وقال مشار يوم الخميس إن قتالاً عنيفاً اندلع ببور والتي كانت مسرحاً لمذبحة دموية في العام «1991» حيث قتل الجنود الموالين لمشار المئات من أبناء الدينكا، ويقول سيف الإسلام الطيب المحلل السياسي بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن الانقلاب وسيلة بسيطة لتشويه سمعة المعارضين، كما أنه يسمح للمشتكين بتشديد قبضهم على السلطة وبغض النظر عن ما يحدث بدولة الجنوب كونه انقلاب أو لا فإنه يعرض البلاد لخطر فقدان الاستقرار خاصة أنه يعج بالكثير من المسلحين والمقاتلين السابقين، إضافة إلى عدد هائل من الأسلحة وهو ما يجعل الوضع على حافة الانفجار وعلى الرغم من أن جوبا قد أعلنت أنها سيطرت على الوضع إلا أنها عادت وقالت إن الوضع تفجّر في بور أكبر مدن الجنوب وأكثرها اكتظاظاً بالسكان حيث تم الإبلاغ عن انطلاق وابل من الرصاص لم يتوقف انهماره على المدنيين بعد ويقول شول لام أحد مسؤولي الحكومة لوكالة اسوسيتد برس من نيروبي إن الوضع في الجنوب هش ومتفجر ويمكن أن يؤدي إلى تطهير عرقي ويقول توبي لانزر نائب ممثل الأممالمتحدة الخاص في جنوب السودان إن الناس يشعرون بالخوف ويطلبون اللجوء لدى مباني الأممالمتحدة، وأضاف أن الناس بدولة الجنوب بسطاء ولهم فهم محدود بالسياسة حيث يمكن أن يتحول الوضع إلى حرب عرقية ينطلي عليها الطابع الشخصي حيث يمكن أن نشهد أسبوع قادم أسواء بسبب الثأر والانتقام.